نعمان الحكيم* لو كنا نتعظ.. فالدنيا فسحة قصيرة .. والآخرة دار البقاء .. وما أصغر الدنيا .. وما أتعسنا في هذا الزمن بالذات نفقد الزملاء والأحباب والأصدقاء وفي غفلة التشبث بالدنيا الفانية لم نعد حتى نسمع بموت هذا أو ذاك إنها أخلاق غير تلك الأخلاق التي عشنا بها وعليها سنين طوالا، وكنا فيها خير أصحاب وجيران و...الخ!* يتوفى الله سبحانه وتعالى الناس ولكل أجل كتاب، لكن الباقين على هذه الدنيا لا يعتبرون فيغالي المغالون، ويبطش المجرمون والفاسدون، ويتسيد الناس على الناس وينسى هؤلاء رب العالمين خالقهم ورازقهم ومتوفيهم إليه بأعمالهم التي يعلمها هو وحده لاشريك له، ولو كان هؤلاء يعتبرون عند موت صديق أو قريب أو عزيز لو كانوا كذلك أمة محمد (صلىالله عليه وسلم ) لكانت الدنيا بخير ولما وجدت مريضاً بمديرية وينتظر الموت المحقق لضيق ذات اليد يقف أمام أبواب المساجد أو يطرقون الأبواب ... ومعظم هؤلاء شيوخ كبار السن يستحي المرء أن يمد لأحدهم مئة ريال..! * أنا لا اتفلسف ولكن هذا كله دفعني بحرقة وألم وانا اسمع عن موت استاذ شاب قبل أيام أو فلنقل قرابة شهرين أو أكثر ومن أبناء حينا بل ومدرس لأولادنا .. لم نسمع ولم ينقل إلينا الخبر يالله هل هذه الزحمة اليوم قد انستنا التواصل حتى في الأحزان وتقديم التعازي حتىفي فقد أعز الناس؟! الأستاذ ياسر عبدالحق .. مدرس شاب أودى به المرض سريعاً وهو الذي كان يملا ساحات المدارس بالمعلا، زعيقاً ونشاطاً وحركة وحيوية تجده في الفعاليات والأنشطة شعلة سبحان الله ان كنا نغبطه وهذا هو سر الإله في خلقة فهؤلاء يختارهم اليه رحمة ورافة بهم لكن الغصة تبقى في الحلوق والدموع تنهمر لا اعتراضاً على إرادة الله سبحانه وتعالى ولكن هي لفقدان سريع والموت حق..لكن الانسان بالفعل يحب الحياة!* ايه ياياسر.. ياشباب الجنة، لقد كنت ومازلت في عقولنا وقلوبنا ولن ننساك .. وكيف ننسى معلم ابنائنا وزميلنا في العمل بل العتب كل العتب على التجافي وعدم نقل المعلومات عند الشدائد.. وكنا قد اشرنا في مواضيع سابقة الى الضرورة ان يضطلع المجلس المحلي، والمحليات كافة، وعقال وشيوخ الحارات ، بمهمة رفع المعلومات عن الوفيات بالذات لان المجتمع يحيا ويعيش على إعلامه ومعلميه ورجالاته المؤثرين:-* رحلت ياياسر.. ولم نقل لك كلمة وداع وكنت تبحث في زمن ماعن انقاذ من المرض، ولم تنفعك النداءات وتركت الدنيا تركت طفلتك المحتاجة اليك تركت الزوجة المخلصة والاهل والأخوات ورحلت إلى رب العالمين الذي لا ملجأ الا اليه ولامغيت او معين الا هو ولقد كان رحيلك رأفة ورحمة ولكننا كنا جاحدين لك حقك حتى ان البلاغ عن وفاتك جاء متاخراً جداً فماذا نصنع بانفسنا لاجلك غير البكاء والترحم عليك وعلى شبابك وعلى فقدان عطائك الذي لن ينضب ولن ينسى..* يرحمك الله يا ياسر عبدالحق.. ولن نقول الا :( ذهب الذين احبهم وبقيت مثل السيف فردا) وانا لله والله المستعان على كل حال!
وداعاً فقيد الشباب والمهنة السامية
أخبار متعلقة