رئيس الجمهورية يفتتح رسمياً جامع وكلية الصالح بحضور وفود عربية وإسلامية
صنعاء / سبأ:تم أمس الجمعة الـ 23 من ذي القعدة 1429هـ الموافق 21 من نوفمبر 2008م الافتتاح الرسمي للصرح الديني والعلمي الإسلامي البارز جامع الصالح وكلية الصالح للقرآن الكريم والعلوم الإسلامية.وافتتح فخامة إلأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية جامع الصالح وكلية الصالح للقرآن الكريم والعلوم الإسلامية بحضور الإخوة عبدربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية ويحيى علي الراعي رئيس مجلس النواب والدكتور علي محمد مجور رئيس الوزراء وعبد العزيز عبدالغني رئيس مجلس الشورى و القاضي عصام السماوي رئيس مجلس القضاء الأعلى ، رئيس المحكمة العليا ومستشاري رئيس الجمهورية والإخوة الوزراء وأعضاء مجلسي النواب والشورى وقيادات الأحزاب والمنظمات الجماهيرية والقيادات العسكرية والأمنية ورؤساء.وأعضاء الوفود العربية والإسلامية المشاركة في حفل الافتتاح وفي مقدمتهم إحسان الدين أوغلو أمين عام منظمة المؤتمر الإسلامي والشيخ سيد طنطاوي شيخ الجامع الأزهر ووزراء الأوقاف و الإرشاد والمفتيين وكوكبة من كبار العلماء والمفكرين المسلمين في العالمين العربي والإسلامي.وفور وصول فخامة رئيس الجمهورية إلى باحة الجامع قام بإزاحة الستار عن اللوحة التذكارية إيذانا بافتتاح الجامع والكلية رسمياً .واستقبل فخامة الاخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية امس الاخوة رؤساء واعضاء الوفود العربية والاسلامية المشاركة في حفل الافتتاح الرسمي لجامع الصالح و كلية الصالح للقران الكريم والعلوم الاسلامية و التي تضم كوكبة من الشخصيات ووزراء الاوقاف والارشاد ورجال الإفتاء وكبار العلماء والمفكرين الإسلاميين في العالمين العربي والاسلامي والعالم الذين هنؤوا فخامة الاخ الرئيس بتدشين هذا الصرح الاسلامي الكبير والمعلم التاريخي البارز الذي تحتضنه مدينة الإيمان صنعاء التاريخ والحضارة وما يقترن بوجودهما من دور تنويري كمؤسسة دينية وعلمية وثقافية وتربوية وحضارية تسهم في تربية الأجيال بما فيه خدمة الدين الاسلامي الحنيف ورسالته السامية سائلين العلي القدير ان يجعل من هذا الصرح الديني معلما للهدى والتقوى و ان يطرح فيه الخير والبركة ويجزي من كان وراء بنائه وإخراجه الى حيز الوجود خير الجزاء .وعبروا عن إعجابهم بما احتواه الجامع من فنون العمارة الاسلامية و الإبداع الهندسي الفريد الذي جمع بين الأصالة والتفرد وأخرجه تحفة معمارية تسر الأفئدة وتفعمها بالإيمان والبهاء . و يمثل جامع وكلية الصالح للقرآن والعلوم الإسلامية تحفة معمارية و منبر إشعاع فكري و ديني على مستوى اليمن والعالمين العربي والإسلامي ويعول عليهما النهوض بدور كبير في خدمة الدين الإسلامي الحنيف ورسالته السامية القائمة على الوسطية والاعتدال ونبذ التطرف والغلو والتعصب بكافة أشكاله. و خلال حفل الافتتاح تم عرض فيلم تسجيلي عن هذا الصرح الإسلامي البارز ، احتوى عرضا لكافة مكوناته والجوانب الفنية والهندسية والإبداعية التي روعيت في بنائه .
وتبلغ المساحة الكلية للجامع والكلية والمرافق التابعة لهما 224 ألفا و 831 مترا مربعا شاملة الطرق والحدائق وممرات المشاة ومواقف السيارات, فيما يصل ارتفاع مبنى الجامع الى 24 مترا ويتسع لأكثر من خمسة و أربعين ألف مصل بالإضافة إلى مصلى خاص بالنساء يتسع لـ2000إمرأة , فضلا عن الباحات الجانبية .و يتكون الجامع من صالة الصلاة الرئيسة بمسطح 13,596متر مربع ولها ارتفاعان، ويوجد لها 10 أبواب رئيسة من الصرحين الشرقي والغربي وكذلك 5 أبواب من الجهة الجنوبية تؤدي الى الرواق الخلفي للجامع وصحن الكلية الشرعية و منطقة الوضوء ويغطي المنطقة الوسطى لسقف الجامع خمس قباب، أربع قباب بقطر 15.60متر وارتفاع 20.35 م من سقف الجامع ، والقبة الوسطية وهي الأكبر بقطر 40ر 27 متر وارتفاع 39.60 م من سقف الجامع ، كما ان هناك أربع قباب صغيرة في الاركان الأربعة لسقف الجامع بقطر 8.90 م و ارتفاع 12.89 م من سقف الجامع بالاضافة الى ست مآذن أربع مآذن على جانبي الجامع بارتفاع 100متر، منها مئذنتان على جانبي الكلية الشرعية بارتفاع 80 م . و توجد بالجامع كلية القرآن الكريم والعلوم الإسلامية وتتكون من ثلاثة أدوار وتحتوي على 20 فصلاً دراسياً وقاعات للمحاضرات ومكتبة خاصة للرجال وأخرى للنساء وقاعة لحفظ المخطوطات ومرافق صحية ، و يشمل الجامع على مرافق وخدمات متكاملة ومواقف للسيارات تتسع لحوالي ألف و900 سيارة كما تحيط بالجامع مجموعة من الحدائق والمسطحات الخضراء. وروعي في إنشاء هذا الصرح الإسلامي البارز أن تكون معظم مواد البناء و التكوينات الإنشائية للجامع من المواد المتوفرة محليا ، كما روعي في التصاميم و التنفيذ الطراز المعماري اليمني المتميز و إبداعات الحضارة اليمنية العريقة و فن المعمار الإسلامي البديع بما في ذلك النقوش الفنية البديعة والفريدة التي تعكس فن الزخرفة الاسلامية وكتابة الآيات القرآنية على معظم جوانب الجامع الداخلية وجدرانه الخارجية ما جعل من هذا الجامع آية فنية فريدة و متميزة في الإبداع الهندسي والجمال المعماري ومعلما إسلاميا و حضاريا ومعماريا و ثقافيا شامخا على المستوى العالمي ، وتم تجهيز الجامع فنيا بأحدث تقنيات الصوت والنقل التلفزيوني. و قضت توجيهات الرئيس في بناء الجامع بوجوب المحافظة على الطابع العمراني اليمني ، لاسيما بالنسبة للمنارات و الواجهات الحجرية فكان الجامع الكبير في صنعاء الملهم الأساسي للمهندسين في ذلك.وروعي ان يتخذ المشروع الشكل المستطيل وقسمت قاعة الصلاة الرئيسية الى جناحين شرقيٍ وغربي ، أما الانطلاق من المنطقة الطرفية الى المنطقة الوسطى فتتأمن بتدرجاتٍ في جسم الجامع من الأسفل إلى الأعلى وبتكوين فراغاتٍ أسفل القباب الرئيسة البالغة ثلاث وعشرين قبةً جاءت تحقيقاً للفكرة المعمارية و تأكيدها ، وروعي فيها تدرج علاقة المصلي بالجامع عن طريق الأروقة حتى الوصول إلى القبة الرئيسية الكبرى.
ويتميز الجامع بست مناراتٍ فريدة ذات تصميمٍ خاصٍ ، ارتفاع أربعٍ منها يبلغ مائة وستة أمتار مع الهلال ، وقد استخدمت فيها أساسات خاصة تصل إلى عمق خمسة وثلاثين متراً، وبقطر سبعين سنتيمتراً لكل مئذنة ، وهو ما يساعد في تقوية المبنى على مقاومة الزلازل كما يؤكد منفذو الجامع.ونظراً لأهمية المشروع من الناحية الدينية والتاريخية ، فقد تم اختيار المواد المستخدمة فيه بكل دقة وجرى اختبار خواصها ومدى مطابقتها للمواصفات العالمية و ذلك للحصول على مواد ذات قدرة عاليةٍ في مواجهة العوامل البيئية و الجوية، وتعتبر الخرسانة المسلحة هي المكون الأساس للهيكل الحامل للجزء الرئيس والاهم في المشروع ، ولذلك فقد تم إلى ابعد الحدود مراعاة استغلال الميزة الفريدة التي تتحلى بها المواد المكونة للخرسانة في اليمن و التي جعلت منها الخرسانة الأجود عالمياً.فيما ألقى وكيل هيئة جامع الصالح للشئون الدينية الشيخ حسن عبدالله الشيخ كلمة ترحيبية ، رحب في مستلها بالوفود المشاركين اصحاب الفضيلة العلماء الأجلاء من الدول العربية والاسلامية الشقيقة والصديقة ، وقال : يطيب لي بداية ان أرحب بكم وبضيوف اليمن الأعزاء في اليمن مهد العروبة والحضارة والتاريخ و بلد الإيمان والحكمة، شاكراً لكم تشريفكم لأهلكم وإخوانكم في تبجيل هذا الصرح الديني العلمي الاسلامي في يمن الإيمان والحكمة التي قال عنها الرسول الكريم صلي الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم « الإيمان يمني والحكمة يمانية «وأشار الشيخ إلى ما يمثله هذا الصرح من رمزية إيمانية عظيمة تستدعي الاحتفاء به امتثالا لقوله تعالى: ( في بيوت أذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوم تتقلب فيه القلوب والإبصار) ، مشيداً بافتتاح جامع الصالح المؤسسة الإيمانية التربوية الثقافية التي تضم جامع الصالح وكلية الصالح للقران الكريم والعلوم الاسلامية التي ستضطلع بدورها في خدمة الدين الاسلامي الحنيف ونشر مفاهيمه الصحيحة القائمة على الاعتدال و الوسطية و التسامح ونبذ الغلو والتطرف والتعصب بكافة أشكاله وألوانه ، منوهاً بأن الجامع سيكون منارة وملتقى للباحثين وطالبي العلم سواء من خلال كلية الصالح للقران الكريم والعلوم الاسلامية وما ستحتويه مكتبته من المخطوطات والكتب القيمة النفيسة التي تعني بشؤون الدين الحنيف والفكر والتراث الاسلامي في مختلف الجوانب والمراحل التاريخية من مسيرة الإسلام المشرقة .وأكد الشيخ أن الأمة الإسلامية اليوم بحاجة اكثر من اي وقت مضي الى ما يجمع كلمتها ويوحد صفها على اساس التمسك بكتاب الله عزل وجل وسنه رسوله الكريم ، وهذا ما يجمعنا اليوم كأمة واحدة عربا وعجما ومهما تعددت المذاهب أو الاجتهادات وهي تفاصيل لا ينبغي ان تثير الخلاف او تؤدي الى الفرقة والانقسام .وشدد على علماء الأمة بمختلف توجهاتهم ومذاهبهم وكل رجال الفكر والثقافة والاعلام وكل المستنيرين بالاضطلاع بدورهم وتحمل مسؤولياتهم في تحصين ابناء الأمة الاسلامية بقيم الدين الصحيحة وغرس قيم الاعتدال والوسطية والتسامح في صفوفهم ومواجهة تلك الأفكار المتطرفة والهدامة التي تروج لها العناصر الظلامية الضالة التي لا برنامج لها ولا رؤية لها او ثقافة سوى ثقافة الموت والفناء والانتقام والأحقاد وحيث تسعى للإيقاع بالشباب في حبائلها الشيطانية والتغرير بهم لارتكاب اعمال العنف والارهاب ، مؤكداً أن كل هذا الدأب و العمل الذي بذل من اجل بناء هذا الصرح الديني العلمي الذي تشاركوننا اليوم في افتتاحه انما يحتسب جملة وتفصيلا في خدمة دين الله الحنيف وتعاليم الإسلام السمحاء التي تحض على مكارم الأخلاق و حب الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم ونشر قيم الحق والخير والعدل ونبذ الغلو وبناء مجتمع إسلامي قائم على الاعتدال والمحبة والسلام .واشار إلى أن هذا الجامع وكما هي نية وتوجه مؤسسه وصاحب فكرته سوف يؤدي دوره إن شاء الله كأمثاله من بيوت الله و منها جامع الأزهر الشريف وغيره من المؤسسات الدينية والثقافية والتربوية والتعليمية في عالمنا العربي والاسلامي من اجل نشر المعرفة الحقيقة في علوم القران واللغة العربية والمساهمة في بناء تنمية شاملة ثقافية وسياسية واقتصادية واجتماعية وشرعية محسنة بالعقيدة الصحيحة وفهم الإسلام الصحيح الوسطي المعتدل ، و قال الشيخ : ان من الواجب علينا جميعا غرس قيم التآخي والمحبة والسلام فيما بيننا وتشجيع روح الحوار والتفاهم ولما فيه خير الجميع وخدمة الدين الحنيف .وألقى شيخ الأزهر فضيلة الشيخ محمد سيد طنطاوي كلمة عن الوفود العربية و الاسلامية المشاركة في حفل الافتتاح هنأ في مستهلها فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية و الشعب اليمني بافتتاح جامع الصالح و كلية القرآن الكريم والعلوم الإسلامية و قناة الإيمان الفضائية ، وقال:» باسم هؤلاء الصفوة من العلماء الأتقياء الأنقياء الذين جاؤوا من مشارق الأرض ومن مغاربها لكي يشاركوا في هذا الافتتاح لهذين الصرحين الكريمين نقدم خالص الشكر والتقدير والتهنئة لفخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية اليمنية وللشعب اليمني الكريم صاحب الحضارة الباسقة الرشيدة الحكيمة و ندعو الله سبحانه و تعالي ان يوفقنا جميعا لما يحبه ويرضاه «.واضاف:» هذان الصرحان جامع الصالح وكلية الصالح للقران الكريم شقيقان في خدمة الإسلام و في خدمة المسلمين».لافتا إلى الدور الذي يعول على الجامع و الكلية والقناة القيام به في نشر القيم السمحاء لديننا الإسلامي الحنيف و إبراز دلالات و معاني وسطية الإسلام و اعتدال منهجه الفكري.و حمد الله عز وجل على هذه النعمة العظيمة التي من بها على الشعب اليمني وعلى الأمة العربية والإسلامية بأسرها .. وقال « نقف هذا الموقف ونحن نشارك في افتتاح بيت من بيوت الله يسع عشرات الآلاف للمؤمنين الصادقين الذين يراقبون الله سبحانه وتعالي في السر وفي العلن، وكذلك لافتتاح صرح آخر لحفظ القران الكريم ولغراسه العلوم الاسلامية، ونقول ما قاله الصالحون من قبلنا الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله».وتطرق الشيخ طنطاوي إلى رسالة المسجد العظيمة ودوره في تنشئة الأجيال وترسيخ مفاهيم الوسطية والاعتدال ، منوها بأن كلية القران الكريم والعلوم الإسلامية ستسهم في بناء الأجيال وتربيتهم على مائدة القران الكريم والسنة النبوية المطهرة ، منوها بأن هذه المنابر الدينية تمثل مركز إشعاع لإصلاح النفوس وتزكيتها ، وقلاع تنويرية لإصلاح الأفراد و دفعهم للمشاركة في منفعة المجتمع والدفع بعجلته التنموية ونشر الأمان والاستقرار والاطمئنان في المجتمع.وقال « إن العلم الذي نقصده هو العلم الذي يجعل صاحبه إنسان قويما مستقيما متعاونا على الخير بعيدا عن الشر وهذا هو الفهم السليم لكلمة العلم «.وتطرق الشيخ طنطاوي إلى خطورة ظاهرة الإرهاب وآثارها السلبية على المجتمعات في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها من المجالات ، وقال « الارهاب نكبة دينية ونكبة دنيوية والارهاب يعنى الاعتداء على الآمنين، وتخريب مقومات الأمة ونهب ثرواتها».وأشار إلى أن المنتسبين لهذه الفئات الإرهابية بعيدون عن فهم العلم والقيم القويمة التي جاءت بها الشريعة الإسلامية السمحاء ، مشيرا الى ما تخلفه هذه الأفكار الهدامة من تشويه للإسلام و عكس صورة سلبية عن معانيه السامية .. وقال امام الجامع الأزهر إن الإسلام بريء من هذه الأفكار، وإن العلم الذي يريده الإسلام هو الذي يؤدي الى سعادة الأمة ، منوها بأن الأمن والاستقرار في المجتمع من أهم و أبرز العوامل المساعدة على نموه و ازدهاره و تقدمه. بعد ذلك أدى فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح صلاة الجمعة مع رؤساء و اعضاء الوفود العربية والاسلامية وعشرات الآلاف من المواطنين في جامع الصالح.والقى فضيلة الشيخ ابوبكر المشهور خطبتي الجمعة ، أشار فيهما الى المعاني العظيمة التي يجسدها جامع الصالح باعتباره منبراً تنويرياً للعلم والمعرفة وتعريف الناس بأمور دينهم وديناهم ، منوها بأهمية هذا اليوم الجامع في مسجد جامع جمع الله تعالى فيه معنى عظيم من معاني إقامة المباني على ما يناسب واعادة ترتيب المعاني كما يحبه الله ويرضاه في الامر الواجب ، معتبرا الجامع مشروعا عظيما استضاف فيه رئيس الدولة وفودا وضيوفا كثيرين جاؤوا من شتى أقطار العالم الإنساني والاسلامي والعربي.
وقال « إنها لمناسبة تدخل في مناسبة الإسلام وتربط بين هذه اللحظة التي يفتتح فيها هذا الجامع الصالح على يد هذا الانسان الصالح وفي مجتمع نسال الله ان يجعله انموذجا للمجتمع الصالح وبحضور كوكبة من العلماء والمفكرين وحملة الأقلام ورجال الصحافة الاسلامية والاعلامية والرسمية والشعبية وبقية افراد هذه المجتمعات المباركة « .ولفت خطيب الجمعة الى أهمية الاجتماع في هذا اليوم المبارك والذي يربط مباشرة بالأشهر التي تعيشها الأمة الآن من أشهر الحج، وهو مقصد عالمي وافتتاح يندرج في المعنى العالمي لتلك الأيام العظمى التي أسس فيها ابراهيم عليه السلام قواعد البيت الحرام ، كما ورد في كتاب الله عز وجل :» وإذ يرفع ابراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا انك أنت السميع العليم ».و أعتبر الشيخ المشهور حضور هذا الجمع الكبير والكوكبة من العلماء والمسؤولين ورجال الفكر والذين يعتنون بالفكر الإسلامي وبالبناء الإنساني، فرصة مباركة لنلتفت من خلالها الى المرحلة بكاملها وربطها بقضايانا الاسلامية و قضايانا الاقليمية العربية والمحلية لأن الإسلام في أساسه دين المعالجة و التسامح ، منوها بأهمية المساجد التي يتم افتتاحها كل يوم في الكثير من المواطن و التى تأتي بالجديد ودورها في تثبيت الشعوب ووضع العلماء في الموقع السديد من البناء و إعادة ترتيب الأجيال .و قال:« هذا موطن مبارك يفتتح فيه الجامع الصالح وكذلك كلية القران والعلوم الاسلامية على مبدأ من مبادئ الإعادة والترتيب بعيدا عن الغلو والتطرف وبعيدا عن قفزات التطرف و الإرهاب ، وهو أمل عظيم يراود العالم كله ولا يراود فرداً في أرض اليمن وحدها»، لافتا الى أهمية الرسالة التي يؤديها هذا الصرح الديني في تنوير الإنسان بالعلوم والمعارف وأمور دينه و حمايته من نزعات الشياطين والانحرافات والأفكار المضللة والغلو خاصة وأن العالم الإسلامي والعربي يعيش حالة من الاشتعال و من النزاع و الصراع .ونوه فضيلة الشيخ المشهور بأسباب وجودنا في هذا العالم والمتمثلة في ان نحسن الخلافة في الإعمار وفي البناء وفي الإعادة والتعايش السلمي بين بنى الإنسان مهما اختلفت المفاهيم و مهما تحولت الحياة من حال الى حال .و أشار الى أن القرآن تحدث عن بعض الأمم السابقة ممن أصابهم عذاب الله و ابتلوا بالطوفان و النار و برميهم بالحجارة من السماء وغير ذلك من اشكال العذاب لأنهم لم يتحملوا مسؤولياتهم في الخلافة كما أوجبها الله .و قال « ان الدين الاسلامي الحنيف يدعونا الى استثمار الحياة استثمارا سليما حكيما وواعيا وحذرنا من مشروع شيطاني يفسد هذا الاستثمار ويدمر هذا الإعمار من خلال دفع بعض من بني الانسان نحو الارهاب والتطرف «، متمنيا أن يجعل الله سبحانه وتعالى افتتاح هذا الجامع و الكلية بداية عهد جديد يربطنا بجذور التاريخ و يذكرنا بدور اليمنيين في نشر الإسلام و رفع رايته.و أضاف « ان من مهمات الجامع و الكلية بل ومن مهماتنا جميعا ان نذكر العالم ان تاريخ اليمن العريق هو تاريخ سلام ووسطية واعتدال واع منوها بأهمية اعادة دراسة هذه الجذور التاريخية حتى يتعرف العالم كيف ظهر الارهاب و كيف ظهر التطرف العالمي كله وأين هي جذوره ؟! و كيف نستطيع ان نجفف منابعه بالحكمة والعلم و بالتكاتف وبوقوف القادة والعلماء ورجال المؤسسات والشعوب على حقائق مسؤولياتهم .و تابع قائلا « كلكم راع و كلكم مسؤول عن رعيته اذا فسد مجتمع فلكل منا نصيب من الفساد و الإفساد وعليه إثمه الا اذا أعدنا ترتيب انفسنا و وعينا وظيفتنا في الحياة و واجبنا نحو بناء الانسانية بعمومها والحياة الاسلامية بخصوصها ».وبين الشيخ المشهور ان الإسلام لا يعادي العنصر الكافر كإنسان لكنه يعادي الكفر كعقيدة لأن الكفر عقيدة الشيطان ، و أما الكافر فإنسان مستغفل مخدوع يجب أن يعلم و أن يُدعا وينادى ، مؤكدا ان الإسلام يدعو الى الإيمان والى نشر الحقائق في الشعوب كما يدعو الى إعادة ترتيب الذات المسلمة لتتجاوز ثقافة الكراهية في الدين و في الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية لانها كلها اذا كانت على هذه الصفة فهي ثقافة الشيطان و هي مشروع الشيطان في العالم .وقال: « ان مهمتنا جميعا النظر في الأمر فان الأمة تعيش حالة حرج شديد، كلنا نطرح الأفكار ونتحدث عن الاعمار لكن لا نجد البذرة التي من خلالها نبدأ في العلاج و نعالج القضية».ونوه المشهور بحكمة الدين الإسلامي في تنظيم سلوك البشر ومعالجة النفاق ومحاربة الشرك ، كما أن الإسلام اعتنى بالرجل والمرأة واعتنى بالحاكم والعالم ووضع كل منهم في موقعه المناسب وهو ما يتطلب منا تجسيد هذه الرؤية و تجاوز هذا الركام الذي بناه الشيطان.واشار الى ان افتتاح هذا المسجد و تدشين قناة تلفزيونية تحمل اسم الإيمان من ارض الإيمان لم يأت للفخر او للتعالي والدعاية الاعلامية بل تدشينا لمشروع حقيقي نأمل ان يسهم في إنقاذ ما يمكن إنقاذه من هذا الطوفان العارم الهادف الى دمار الانسان في خضم هذه المعركة الأبدية بين الأبوية الشرعية النبوية وبين الأبوية الابليسية ، مؤكدا أهمية إدراك ابناء الأمة الاسلامية الى وحدتها الصحيحة التي تساعد المجتمعات على اعادة ترتيب الانسان وعلاقته بالعلم والمعرفة ، قادرا على استغلال الثروات في مواجهة الأزمات . وحمد الخطيب المولى عز وجل أن فتح أبواب السعادة للأمة الإسلامية بما أورثها من كتاب الحكمة والأخلاق و الهدى الذي جاء به نبينا عليه الصلاة والسلام بما يمكن عبر الأزمنة و المراحل من تحرير الشعوب والعقول والافكار من مفاهيم الاستعمار والاستهدار والاستثمار المجردة عن الحقائق الشرعية و وضعها في موقعها الصحيح من حاجتنا للأفكار التي تناسب المرحلة . سأل المولى سبحانه أن يوفق المسلمين لمعرفة حقائق الدين و معرفة ما أودعه الله تعالي بواسطة العلم الشرعي ومعرفة ما أودعه الله فيه من فضائل تحث على صلاح الدنيا والدين . و حث في ختام خطبته العلماء على تحمل مسؤولياتهم في تنوير الناس عملاً بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم « اذا لعن آخر هذه الأمة أولها فمن كان عنده علم فليظهره فأن كاتم العلم يومئذ ككاتم ما انزل على محمد». ونوه بفكرة بناء مسجد الصالح وكلية الصالح للقران الكريم والعلوم الاسلامية وقال : اهمية الفكرة تكمن فيما سيكون لها من مخرجات تستنير بهدي كتاب الله وسنة رسوله الكريم وتسهم بفاعلية في صناعة نهضة الأمة وتطورها . واكد اهمية اعتماد الدراسات والبحوث العلمية في معالجة الظواهر السلبية بموضوعية وبعيدا عن الذاتية،مشيراً الى ان العلاج لا يتأتى من خلال فتح الباب على مصراعيه لكل من يدعي القدرة على العلاج لان هذا الامر يحتاج الى الأمناء ، واعتبر الدور المناط بهذا الجامع والكلية الجامع هو جزء من مشروع العلاج الذي تحتاجه الأمة في تجاوز مشكلاتها .