الهاشمي: الأمن في العراق مازال هشا ويتطلب مراجعة فورية
بغداد/14 أكتوبر/رويترز: قال المتحدث الرسمي لمجلس القضاء الأعلى بالعراق امس الجمعة إن مسلحين مجهولين اغتالوا بعد عصر يوم الخميس رئيس محكمة استئناف بغداد الرصافة عقب مغادرته مقر عمله متوجها إلى منزله شرق بغداد. وقال عبد الستار البيرقدار إن «مسلحين مجهولين قطعوا الطريق على السيارة التي كانت تقل القاضي كامل الشويلي الذي يشغل منصب رئيس محكمة استئناف بغداد الرصافة وأطلقوا النار عليه وهو داخل سيارته وقتلوه بالحال.» وأضاف البيرقدار أن القاضي الشويلي «كان متوجها إلى منزله في منطقة الطالبية (شرق بغداد) بعد أن أنهى عمله اليومي المعتاد في المحكمة... وان الحادثة وقعت على طريق القناة وقرب وزارة النقل (شرق بغداد).» وقال البيرقدار أن الشويلي «في منتصف الخمسينات وعمل في سلك القضاء أكثر من عشرين سنة.. ولم يكن ينتمي لحزب أو جهة سياسية وكان شخصا مهنيا ومحايدا... وهو احد الكفاءات النادرة التي لا يمكن تعويضها.» ووصف البيرقدار حادثة اغتيال الشويلي بأنها تأتي «في سلسلة استهداف الكفاءات العراقية.» وأكدت مصادر الشرطة العراقية الحادث وقالت إن الشويلي «قتل في حدود الساعة السادسة عصرا على طرق القناة (شرق بغداد) بعد أن اعترض مسلحون كانوا يستقلون سيارتين السيارة التي كان يستقلها وأطلقوا علية النار وقتلوه في الحال.» وأضاف المصدر أن «الشويلي كان يقود سيارته بمفرده عند وقوع الحادثة.. وان المسلحين فروا إلى جهة مجهولة بعد الحادثة.» يقع طريق القناة شرق بغداد ويعتبر احد الطرق السريعة في مدينة بغداد ويمر بمحاذاة مدينة الصدر التي تعتبر المعقل الرئيس لميليشيا جيش المهدي التي شهدت قبل عدة أسابيع عمليات عسكرية مسلحة بين القوات العراقية والحكومية وبين أفراد هذه الميليشيا. وتنتشر على طول الطريق العديد من نقاط التفتيش التابعة للجيش العراقي. على صعيد أخر قال طارق الهاشمي نائب الرئيس العراقي أمس الجمعة أن العمليات المسلحة التي شهدتها البلاد مؤخرا أثبتت أن الوضع الأمني في العراق مازال هشا وان هناك حاجة إلى مراجعة «فورية» للإجراءات الأمنية المعتمدة والتي أثبتت الأحداث أنها «قاصرة ولا ترتقي إلى مستوى التحديات». وشهدت محافظتا الانبار والموصل الخميس عمليتين مسلحتين كانت الأولى لانتحاري استهدف تجمع لزعماء وأعضاء مجالس الصحوة في إحدى مدن محافظة الانبار الغربية أدى إلى مقتل 20 شخصا وإصابة 12 آخرين بينما شهدت مدينة الموصل الشمالية عملية مسلحة مزدوجة بسيارة ملغومة وصواريخ أدت إلى مقتل 20 شخصا وإصابة 80 . وقال الهاشمي في بيان «أن ما حصل يؤكد قناعاتنا التي أعلنا عنها في أكثر من مناسبة أن الوضع الأمني لازال هشا وان الأخذ بالحيطة والحذر يزال مطلوبا للحد من الخسائر التي يتعرض لها أبرياء العراق المنكوب.» وأضاف «كما يتطلب الأمر مراجعة فورية للسياقات الأمنية المعتمدة التي ثبت أنها لازالت قاصرة ولا ترقى لمستوى التحديات والأخطار التي يواجهها العراق.» في غضون ذلك قال الجيش الأمريكي أن تسليم المسؤولية الأمنية في محافظة الانبار العراقية للقوات العراقية علق وأرجع ذلك إلى عاصفة رملية من المتوقع أن تهب على المنطقة. وأوضح الجيش الأمريكي مفسرا سبب التأخير أن العاصفة الرملية يمكن أن تحول دون سفر المسئولين جوا إلى الانبار للمشاركة في حفل التسليم اليوم السبت. وقال اللفتنانت كولونيل كريس هيوز المتحدث باسم قوات مشاة البحرية الأمريكية في غرب العراق أن هذا القرار لا علاقة له بالهجوم الذي وقع في المحافظة الخميس. وذكرت الشرطة العراقية والجيش الأمريكي أن الهجوم الانتحاري في الانبار أدى إلى مقتل 20 شخصا من بينهم ثلاثة من جنود مشاة البحرية الأمريكية ومترجمان. وقال هيوز «حقيقة لا توجد علاقة. تحركت الأمور بالفعل في اتجاه التأجيل (بسبب الطقس).»