* شخصيات سياسية جنوبية (مسبعة مربعة) معروفة بليبراليتها وخصومتها لثقافة التخلف وعداوتها للإرهاب تقع في أخطاء بحقها وبحق المجتمع عندما لا تعبر عن مواقفها تعبيراً أميناً.. مثلاً هي غاضبة من الرئيس والسلطة في اليمن فتعبر عنه أحياناً تعبيراً يخدم تنظيم القاعدة الإرهابي.. وهذا غير قناعتها المشهورة بالطبع لكنها تفعل ذلك نكاية بما تعتقد أنه خصم.. السلطة!.ويعلن تنظيم القاعدة مسؤوليته عن الهجمات التي قتل فيها ضباط وجنود ومتسوقون وعندما تقوم أجهزة الأمن بمحاصرة وضرب الإرهابيين يخرج علينا أولئك “المسبعين المربعين” ببيانات وتصريحات شتى.. هذا يقول إن المستهدفين ليسوا من القاعدة لأن المدينة لا يوجد فيها عناصر للقاعدة وإنما استهدفت مواطنين عزلاً. وذاك يقول إن السلطة هي التي أرسلت عناصر القاعدة إلى لودر لكي ينفذوا عمليات إرهابية مقصودة لكي تحصل السلطة على مبررات لضرب الحراك السلمي هناك بينما المعروف أن لودر ليس فيها حراك سلمي!.* بمثل هذه الركاكة يعبر أولئك عن غضبهم من السلطة.. النكاية التي تتماهى مع الإرهابيين.. هكذا وكأن السلطة لا رسالة لها سوى إرسال القاعدة إلى الجنوب وضرب الحراك والبحث عن أبرياء لاصطيادهم.. بينما باتت تعبر عن مشكلتها مع الإرهاب بوضوح أكان في مناطق شمالية أو جنوبية.. والعلاقة بين الإرهابيين وبعض الدوائر في السلطة أصبحت علاقة عداء مستحكم اليوم ومن السخف استجرار العلاقة القديمة في خطاب أولئك النفر، فما إن يسمعهم المتابع للشأن اليمني حتى يسخفهم ولا يضع تقديراً للغضب الذي يتملكهم.من حق أولئك أن يغضبوا من السلطة وأن يكرهوها ويشهروا بسياساتها الخاطئة، لكن الكياسة تتطلب استبعاد تنظيم القاعدة من دائرة الجدل حول إبهات الخصم، فالإرهاب عدو شامل للجميع، وقادة القاعدة يعلنون ذلك صراحة.. يقولون إن الوحدة لا تعنيهم والانفصال لا يعنيهم والأمن والاستقرار لا يعنيهم والأحزاب لا تعنيهم والشعب لا يعنيهم في هذا الوقت.. ما يعنيهم أولاً هو تدمير هذا المجتمع أو هذه الدولة ثم بعد تدميرها تقيم “خلافة إسلامية” وهذه الخلافة ستقرر بعد ذلك كيف يكون حال اليمن.* هل عدو شامل مثل هذا يستحق من أي رشيد أي حركة أو قولة تعفيه من جرائمه وتلصقها بالنظام لمجرد أنك غاضب منه.يعلن تنظيم القاعدة للجميع وبصراحة.. يقول ليس لكم عنده إلا القتل والذبح.. أينما كنتم وكيفما كنتم.. سلطة ومعارضة.. شمالياً وجنوبياً.. يسارياً وقومياً ويمينياً.. لأنه يرى في كل هؤلاء أنهم نتاج مجتمع كفر ونتاج عصر غيب عنه شرع الله وغيبت عنه الخلافة الإسلامية منذ زمن طويل.. أقول ليذهب الغاضبون والمعارضون للسلطة إلى أبعد مدى في الفراق معها لكن ينبغي الحذر من أي زلة لسان يمكن أن تستر عورات العدو الشامل.
الإرهاب وهفوات الكبار
أخبار متعلقة