كتب/ حسن عياش:في عهد المشاريع الرياضية العملاقة والتطور الملحوظ الذي اتسمت به المشاركات الخارجية والفعاليات المحلية في السنوات الأخيرة الماضية كان لصندوق النشء والشباب دوره الرئيس باعتباره الممول الذي استندت إليه مجمل تلك المشاريع والرئة التي تنفست بها الأندية والمنتخبات لتبلغ ما بلغته بعد ان كان المال والإمكانيات المادية هما من يقفان دائماً امام اكتمال الغاية في أي مشاركة او حتى حدث رياضي داخلي.ومن دون ان نطيل في سرد تفاصيل المنجزات التي اخرجتها عوائد الصندوق إلى النور يمكننا القول ان اهم ما وصلت إليه رياضتنا في سنواتها الوردية إن جاز لنا استخدام مثل هذا التعبير انما يعود إلى ذلك الصندوق وعائداته ولذلك فإنه ليس من الغريب ان يدين الرياضيون والشباب بالفضل لهذا الصندوق وينسبون له وللقائمين عليه ولمن كانوا وراء ظهوره نجاحاتهم التي كانت مجرد أحلام قبل ظهوره.فلولا وجود هذا الصندوق لما رأينا أندية الريف والحضر تزهو بمبانيها الحديثة ولولا العائدات التي وفرها الصندوق لما استطعنا ان نسابق الآخرين على حق الاستضافة لفعاليات وأحداث كبرى أضافت إلى رصيدنا احتراماً فوق الاحترام وجعلتنا في موضع الأهلية والثقة لدى الأطر الرياضية الاقليمية والقارية ولولا الصندوق لما فكرنا مجرد تفكير في الوصول إلى إحدى بطولات العالم لأهم الألعاب وأشهرها على الاطلاق ولولا رهاننا على خير هذا الصندوق لما تجرأنا على طلب استضافة بطولة مثل كأس الخليج ولما بدونا واثقين من إمكانية نجاحنا بفضل ما يمكن ان تنجزه أموال الصندوق إلى جانب باقي موارد الدعم المنتظرة.باختصار: لولا صندوق النشء والشباب الذي انشئ بالقرار الجمهوري رقم 10 لسنة 1996م وتعديلاته اللاحقة لكن الآن مانزال واقفين عند نقطة متأخرة جداً لاسيما فيما يتعلق بالمنشآت والدعم المصروف للأندية واعتمادات البطولات والمشاركات وبالتالي فإن الحال ما كان ليكون هو الحال.نقول كل هذا والصندوق اليوم في حالة من الاستنزاف أوصلته حد الاقتراب من الهاوية ونذكر بهذا وقد تناهى إلى مسامعنا ان قضية الصندوق اصبحت مطروحة بجدية امام جهات الحل والربط في الجدولة وعلى طاولة اعلى الهيئات الرقابية والتنفيذية ومرادنا من مثل هذا الطرح هو التأكيد على الصندوق قد اصبح بالفعل الاساس المتين الذي تقوم عليه الرياضة ويستمد منه الشباب وقود ديمومة انشطتهم وأي حالة عجز عن حمايته أو تقاعس عن توفير تلك الحماية سوف تكون عواقبها وخيمة وسوف تمتد تأثيرات تلك العواقب إلى ماهو أبعد من الملاعب وأسوار الأندية ولا أظن ان المعنى يحتاج إلى توضيح.ومن أجل ان يستمر خير الصندوق وتبقى عطاءاته رافداً للأنشطة والفعاليات المثمرة والمؤّمنة لكل حراك ايجابي يستجد لدى هذه الفئة المحورية في المجتمع نقول: حافظوا على هذا المنجز .. عززوا موارده .. ابحثوا في حل مصاعبه .. زيدوا من قوننة آليات الصرف فيه ومنه ولكن لا لاتخنقوه .. وابقوه متعافياً خدمة للوطن من خلال الشباب الذين هم عماده .. ولا أظن الحريص يحتاج للتوصية .. والسلام ختام.
أخبار متعلقة