مع الاخرين
ليس هناك ما يسعد الصحفي ـ في اعتقادي ـ مثل الرسالة التي يتلقاها من قارئ تعقيباً على موضوع نشره، فذلك منتهى التفاعل بينه وبين القارئ.فالمرء يقرأ ما ينشر وقد يتفاعل معه ويحتفظ بذلك في نفسه إما أن يكتب ذلك في رسالة يبعث بها إلى الصحفي فهو فعلاً منتهى التفاعل، وبعد ذلك لا يهم ان يكون الكلام تنويها منه بما نشر أو تعبيراً عن رفضه له، هذا إذا كانت الرسالة من أي من القراء، أما إذا كانت الرسالة من صحفي مثله فانه المفرح حقاً خاصة وان تبادل الآراء بين الصحفيين في بلدنا على صفحات الصحف وتناول القضايا المنشورة من قبل أكثر من صحفي وهو تقليد جميل لا أرى له وجود عندنا إلا بنسبة ضئيلة من الصحفيين، إلا إذا كان هذا التبادل بالملاعنة والملاسنة !الرسالة التي تلقيتها هذه المرة كانت من الزميل العزيز عبده دائل ثابت المسوري الصحفي بوكالة أنباء سبأ فرع م/ عدن وهي تعقيب على ما سبق لي نشره في عمود "مع الآخرين" حول كادر الإعلاميين.الرسالة طويلة (ثلاث صفحات) وكنت أود نشرها كاملة إلا أن الحيز المسموح للعمود لا يتيح لنا ذلك، لهذا سأختار أهم ما جاء فيها والتي عنونها بـ .... نقابة مع وقف التنفيذ.في بداية رسالته يوجه الزميل دائل شكره إلى رئيس التحرير ومحرر العمود.. لإعطائهما الفرصة من خلال العمود لطرح جميع قضايانا وهمومناً التي نعيشها، وقال الكل يردد بأن الصحافة هي السلطة الرابعة وان للعاملين فيها ـ الصحفيين ـ الكثير من الامتيازات والحقوق، لكن الحقيقة أنهم الشريحة الوحيدة في المجتمع التي تحصل على كثير من الوعود دون ان ينفذ منها شيء وما هي إلا سراب، ويستطرد .. أن أعضاء هذه الشريحة والذين يعملون على مدار الساعة ويلبون نداء نقابتهم لعقد مؤتمراتها العامة على أمل المجيء بقيادة تدافع عن حقوقهم وفي مقدمتها رواتبهم العادلة وبدلهم وعلاواتهم إلا أن ذلك لم يتحقق منذ عام 1990م وحتى اليوم، ويقول .. لكنا مع ذلك سمعنا من أمين عام النقابة ان أول مربوط في رواتب الصحفيين سيكون 37,000 وعند ذلك قلناها هو الفرج قد جاء لكن الوقت مر والنقابات الأخرى تنجح في الحصول على مزيد من الحقوق لأعضائها إلا نحن.. إلا نقابة الصحفيين التي وصفها الأخ دائل بـ ... نقابة مع وقف التنفيذ الأمر الذي خلق حالة من الإحباط الشديد في أوساط الصحفيين، وقال.. أن مبلغ 30,000 ريال أو 40,000 ريال كراتب للصحفي لم يعد كافياً ولا يغطي كثيراً من متطلباته، وناشد الزميل دائل في رسالته الجهات المعنية إنصاف الصحفيين وإعطاءهم حقوقهم. واختتم رسالته بقوله.. إذا لم يتم تحقيق ذلك في زمن الرئيس القائد علي عبدالله صالح فمن الصعب تحقيقه في زمن آخر.وأنا بدوري أشكر الزميل دائل على هذه المشاركة البديعة وأقول له باني سأخصص عدداً من الأعمدة القادمة لهذا الأمر وسأحاول بحث الأسباب التي وقفت ومازالت في طريق تحقيق الكادر أو لائحة رواتب وأجور الإعلاميين.كما سأخصص بعض الأعمدة للحديث عن الصحافة والصحفيين تحت عنوان.. "الصحافة والصحفيون أشكال وألوان في بلدنا" لارتباط ذلك بدور الصحافة ومهامها والذي ينعكس ولا شك سلباً أو إيجاباً عند بحث حقوق الصحفيين مع المسؤولين في الحكومة.[email protected]تيليفاكس :241317