صبـاح الخـير
حين اقتحمت حياتي دون سابق انذار .. كان باب قلبي مفتوحا للهواء البارد .. تسلل الجسد النحيل الى مسامات جلدي.. واشع نيران لم تخمد بعد..حاولت ان اطفئ تلك النيران .. ولكني سقطت في وهم السعادة ولم اتراجع.. استمريت قدما بحثاً عن ولع يشبع نزواتي.. فحققت ما كنت ارغب فيه ..يالها من ساحرة تتمايل بجسد مرمي .. وفي داخلها شيطان يقظ.بحث عن طوق نجاة .. لكن الوقت تأخر كثيرا.خمس سنوات من السقوط .. دفعت فيها كل فواتير السمعة والمكانة واشياء جميلة كانت محفوظة في دفاتر ايامي ولبست ثوب الحزن.خمس سنوات مرت وانا احاول ان اقنع نفسي بانه بالامكان اعادة صياغتها للحياة .. وكانت نظرات اطفالي تتجه نحوي كالسهام تصوب الى صدري دون جدوى .. فالقلب المسحور يصد كل الاسلحة.كانت لاتملك من المشاعر غير تصريف ذلك الجسد النحيل.. الممتد نحوي .. وكم كنت غبيا اعشق ذلك الجسد المعجون من رماد الشياطين.وياليتها كانت قتلتني لاستريح .. واستراحت مريضة.. شيطانة .. لاأدري!.ولكني..وجدت نفسي بعد الفضيحة .. مدعى عليه ومتهم مع سبق الاصرار .. وملف يدور بين ايادي لاتفهم الا السؤال والجواب ولاتقترب من القلب وتختزل كل المشاعر بلحظة ما .. وجدت نفسي متهماً .. صيغة الاتهام .. مضغة لم تكتمل بعد.. وانا لم اصنع في حياتي لفافة سجائر لارمي بها خصمي خمس سنوات من عمري استطاعت ان تنزع عني جلدي وان ترميني الى المقصلة.وياليتها كانت النهاية..حاولت ان انفض الغبار من صدري واهرب بجلدي من طقس الكآبة .. ان ارتاح بعض الوقت .. ان انجو من الزيف والخداع .. واومئ برأسي واستجدي صوت الحب.ولكني كنت اهز رأسي مخمورا بالجسد النحيل وعلى صوت الشيطان احيا على جمر الالم .. وقلبي ويدي تنضجها النار . ولم اصرخ ولم افتح للآهات فم.. اداوي الجرح بالجرح .. وامضي ثم امضي وحين ارى نفسي يذهل بعضي من بعضي .. لاأرى سوى سراب ولاأسمع سوى أجراس نبضي..ايها الصيف تأخرت كثيرا فدعني مرة احاول استر نفسي وقبل ان تؤرق الافكار رأسي..ايها الصيف لم احاول مرة واحدة ان احني ظهري.. هكذا شاء لي الله ان احيا وعيني جارحة .. وخطواتي واضحة.واخيرا قالت لي انك خارج السرب تغني .. وسأبقى على صوت الربابة تائهة..