أقواس
الإشكالية الحاصلة في منهاجي التربية الفنية والتربية الموسيقية هي إشكالية مفتعلة ولا ترقى إلى أن تكون موضوع خلاف , سواء مع جهلاء أو عقلاء , ذلك لأن ما نعبر عنه في هذه المواد يخلق وعياً بأشياء موجودة معنا ومن حولنا ولها وقع في السلوك الاجتماعي ولايعقل أن نتحاشى مثل هذه الأمور , إلا إذا كنا نفكر بعقلية الوحوش التي لا تألف المدنية ولاترتقي ألى أن تكون مؤنسنة لما حولها ..وهكذا..وبالحديث عن مادتي الرسم والموسيقي تحديداً , هناك كتب صفراء قد تم دسها الأجيال وتم إخراجها بشكل جذاب ومنمق لكن عندما ترى المحتوى والفكر المنقول فيها تجدها ظلامية ولايمكن أن نكون مصدقين لهذا الدكتور أوذاك , ممن ينتحلون صفة ( الدكترة) وهواية الثرثرة معتقدين أن الناس ستصدقهم .. وأنى لهم ذلك! ونحن عندما نخوض في هكذا أحاديث , لايعني أننانخالف الثوابث والثوابت تعني لدينا ( كتاب الله وسنة محمد صلى الله عليه وسلم) وفي هذين المنزهين لاتحريم ولاتجريم , ولأننا كذلك قد أستندنا إلى خبرات تفوق تلث قرن من الزمان من خلال المعايشة والمعاصرة وفهم مايقال وصنع أراء مستقلة نابعة من الخصوصية اليمانية ومستندة إلى التراث ولحياتنا المختلطة بالناس , سواء في الشارع أو المدرسة أوالمسجد , ولخبراتنا في المناهج وهي شغلنا الشاغل ومتابعة تجارب الأخرين , عرباً وغرباً للفائدة العلمية النقية البعيدة عما يضر ديننا وعاداتنا وأجيالنا ومجتمعنا برمته . لذلك كله كان لابد من الخوض في هاتين المادتين اللتين لاشك في أنهما مادتان دراسيتان يجب الاعتناء بهما وإعطاؤهما ما تستحقانه شريطة أن لايخالف ذلك كل ما هو عربي , يمني ملتزم ولا يفسد الذوق العام أو أدمغة الأجيال ! ونحن نجادل أهل العلم بحب وإحترام , ونقدر أراءهم واجتهاداتهم , لكن ذلك لايعني الانعزال عن العالم والعلم والعلماء، والتفكر في آيات القرآن الكريم كلام الله سبحانه، والانطلاق من التفسير الحقيقي الذي يخدم القرآن والسنة والناس في المصلحة الأخيرة .. ذلك لأن خلق أجواء مشحونة بالكراهية والعداء لمجرد الأهواء والأمزجة ، يكون مرضاً قاتلاًَ لاصحابه، وضاراً بالآخرين وهو مالم يكن مطلوباً أساساً .. وتلك هي المسألة !ومن ذلك كله نخلص في هذه العجالة إلى أن نترفع عن الصغائر، ونحاور العلماء وصناع المناهج لأن _ في التربية خبراء و علماء لايستطيع أن ينكر جهدهم كائن من كان بمثلما لانقدر نحن على إلغاء إجتهاد الفقهاء وعلمهم ولايمكن لنا ذلك ولكن بالحوار والآخذ والرد يمكن أن يصل الجميع إلى طريق سوي يخدم البلد والأجيال .. والله نسأله الهداية آمين.