لماذا يعبد السلفيون ذيل البغلة؟
- الجماعات السلفية التي استجدت في بلاد اليمن بفعل قوة دفع “الوهابية” تتبنى في الظاهر عقائد مغرية للحكام.. فرجال الدين والوعاظ والمرشدون والنشطاء المنخرطون في التيار السلفي يروجون مقولة (عدم جواز الخروج عن الحاكم حتى لو كان هذا الحاكم ظالماً..) ويقولون: إن فقهاءً أسلافاً من أهل السنة والجماعة أفتوا بأنه إذا ركب “ولي الأمر” أو “الخليفة” أو “الحاكم” أو “السلطان” بغلة مقطوع ذنبها.. فإنه لا يجوز للمسلم أن يسخر من ذيل بغلة السلطان هذه.. إذا كان لا يجوز التهكم على ذيل بغلة السلطان فمن باب أولى لا يجوز نقد السلطان نفسه.- طبعاً هذا التصور الذي تروج له الجماعات السلفية أو “الوهابية” يغري أي حاكم مستبد في العالم.. إذ هو إذا تناول “الطعم” بدون فحص مكوناته، سيرى أن السلفية أو المجموعات السلفية جديرة بأن يتحالف معها ويدعمها..- لكن السلفية أو المجموعات السلفية (الوهابية) الناشطة في اليمن اليوم تروج تلك المقولات، وفي صلب عقيدتها أن إقامة علاقة طيبة مع أولياء الأمر هي وسيلة لتحقيق الغاية الكبرى.. وهذه الغاية (الهدف) تمكن حملة راية السلفية (الوهابية) من السيطرة على منابر الخطابة والإفتاء والوعظ والإرشاد والتعليم.- وواضح الآن أنهم كلما سيطروا على منابر أكثر يشعرون بأن فرصهم وقوتهم تزداد لتحقيق الغاية الكبرى وهي نقض الحكم من أساسه، وإعادة بناء المجتمع “الكفري أو الشركي على أسس التوحيد”!- عندهم إن مؤسسات الدولة الموجودة الآن كفرية.. مظاهر التمدين والحداثة بدعة، والعلاقات مع دول “الكفر” عمالة.. وعندهم أن الديمقراطية من “الشركيات” لأنها نظام يفرض المساواة بين الناصري العميل والبعثي المشرك والاشتراكي الملحد والقانون الوضعي و “الاخواني” المداهن، وبين “شرع الله” وعلماء السنة والجماعة، وأهل التوحيد.. وبالمناسبة أهل التوحيد هؤلاء هم الذين يمزقون وحدة المجتمع اليمني الآن..