غضون
قبيل ظهر أمس زرت محمية الحسوة أنا وزميلي عبدالعزيز بن بريك، وادهشني هذا المكان الذي عرفت لأول مرة انه موجود هناك رغم اني اتردد على عدن زائراً ومقيماً أحياناً منذ عام 1972م.. اسمع عنه وأقرأ في الصحف لكنه بقي عندي مثل الجني الذي تسمع عنه ولا تراه. محمية الحسوة التي تقع على مبعدة من جولة كالتكس، وعلى يسار السائر إلى البريقة مكان مدهش بأشجاره المتنوعة ومراعيه وحيواناته وطيوره، بل وأعدت بعض الأماكن داخله لجلوس المتنزهين، لكني لم أر أحداً ربما لأن كثيراً من الناس لا يعرفون شيئاً عن ذلك المكان الى الآن كما هو حالي إلى أمس. قيل إن ذلك المكان كان في الماضي مقلباً للقمامة، لكن لابأس في ذلك فالمهم هو ما يجب أن يكون عليه الآن، وبوجوده يمكن ضمان حق أهل عدن في الاكسجين الذي تنتجه هذه الغابة الخضراء ويجب ان تظل تنتجه حتى النهاية خاصة في ظل الزحام المتزايد بزيادة البشر والعمارات والمعامل والمصانع، وإغلاق باب البحر بامتداد ساحل أبين الذي خلقه الله للعشاق يبنون فيه معابد فجاء العمارون يقيمون فيه كتلاً خرسانية بلا روح ولا عشاق. قيل لي إن محمية الحسوة تسقى بالمياه العادمة، ولا بأس فمياه المجاري في كل بلاد الدنيا تعالج علمياً لتصبح صالحة للري، غير ان احداهن ـ وهي خبيرة ـ قالت إن الأمر يحتاج الى عناية وتدقيق لان بقاء البكتيريا وتولدها وتفاعلاتها قد تضر بالإنسان والمحمية بأشجارها وطيورها وأبقارها وجمالها وحميرها.. هذا والسلام ختام.