استضافه منتدى خور مكسر الثقافي..
متابعة/ عياش علي محمداستضاف منتدى خور مكسر الثقافي الدكتور مرشد شمسان مدير مركز البحوث والدراسات اليمني وهو أحد كبار الباحثين اليمنيين في التاريخ اليمني المعاصر.وقد ألقى الدكتور مرشد محاضرته القيمة مساء يوم الخميس الموافق 28/1/2006م والتي حملت عنوان "الخلفية التاريخية والأهمية الاستراتيجية والاقتصادية لمدينة عدن، ودورها في الصراع الدولي من عهد النهضة والكشوفات الجغرافية حتى الاحتلال البريطاني لعدن".وقد حضر هذه المحاضرة عدد كبير من المؤرخين والكتاب والمثقفين المهتمين بالجوانب التاريخية لمدينة عدن.استهل الدكتور مرشد محاضرته بالموقع الجغرافي والاستراتيجي لمدينة عدن التي تهيمن على مدخل البحر الأحمر وخليج عدن المرتبط بالمحيط الهندي، والعديد من البحار والمحيطات والأقاليم والقارات والسبب الذي جعل مدينة عدن همزة الوصل الملاحية والتجارية بين الشرق والغرب.وقال الدكتور مرشد شمسان إن مدينة عدن وخاصة ميناءها له مميزات طبيعية فهو يتميز بالعمق وتحيط به الجبال الأمر الذي ساعد البواخر والمراكب والسفن بمختلف احمالها بالرسو دون أية صعوبات تذكر ودون ان تتعرض لمخاطر هبوب الرياح كما ان مميزات عدن الجغرافية والعسكرية والاقتصادية خلال مراحل تاريخها جعلها محط أطماع القوى الخارجية الأوروبية.وأشار الدكتور مرشد إلى المصادر التاريخية حول تسمية مدينة عدن فقد ذكرها اليونانيون والرومانيون باسم ADANA ويودايمون أي العربية السعيدة وكان الرومان يسمونها (رومانيوم امبريون) أي المخزن الروماني.وقال أيضاً ان عدن سميت باسمها نتيجة للعدون لها، أي أنها كانت دار اقامة واستقرار، إذ كانت حينها تتلقى السلع التجارية من مصر والهند حين كانت عدن همزة الوصل بين الشرق والغرب.ومن معنى العدون جاء ذكر جنات عدن (أي جنات إقامة) وهي وصف لتلك الجنات وكانت اسماً جغرافياً للعبور والخروج واسماً لشخص يدعى عدن.وحدد الدكتور مرشد الكثير من المصادر التاريخية لتسمية مدينة عدن ووصف عدد كبير من الرحالة الأجانب والعرب حول وظيفة عدن التجارية ومن هذه الاوصاف ان عدن مركز تجاري لبلاد العرب، وميناء عظيم يعج بالتجار من جميع الأمم وعدت قطعة شقيقة لجبل طارق الشرق.وحاول الدكتور مرشد توضيح الخلفية التاريخية لمحاولات الدول الأوروبية في احتلال عدن حين قال:ان التنافس الدولي والاطماع الأجنبية على ضوء الكشوفات الجغرافية جعلت من عدن ساحة لتلك الصراعات فقد حاول البرتغاليون السيطرة عليها كونها احد المراكز التجارية الدولية في 24 مارس 1413 ولكن البرتغاليون فشلوا نتيجة المقاومة اليمنية لهم بقيادة الأمير مرجان وأهالي عدن.وواصل الدكتور مرشد حديثه ليعطي صورة واضحة لهذا التنافس على مدينة عدن حين أشار إلى التطلعات البريطانية نحو عدن والنشاط الهولندي في منطقة البحر الأحمر والنشاط الفرنسي في البحر الأحمر وأعطى كثير من التفاصيل حول ذلك. وبالذات التنافس البريطاني الفرنسي على البحر الأحمر ومضيق باب المندب.وأشار الدكتور مرشد شمسان إلى تفاصيل احتلال مدينة عدن رغم المقاومة المشروعة من قبل الأهالي حيث تمكنت القوات البريطانية في الأخير من احتلال عدن الذي كان عام 1839م.وبعد استتباب الأمن فيها بدأت بريطانيا بصياغة مشروع جديد للمنطقة فبدأت باتفاقيات الصداقة والسلام واشترت بعض الأراضي في خور مكسر والمملاح والشيخ عثمان والممدارة ووقعت اتفاقيات مع السلطان العبدلي وأخر منطقة قامت بشرائها كانت في عام 1888م.وأشار أخيراً في محاضرته انه بعد عام 1858م الذي كانت من خلاله عدن تحكم من بومباي واستمرت كذلك حتى 1937م لتدخل عدن بعد ذلك إلى الكمنولث البريطاني.ثم جاءت بريطانيا بمشروع آخر يتعلق بعقد اتفاقيات حماية وهي المرحلة الثانية للتوسع البريطاني وفي عام 1918م استقل الجزء الشمالي من اليمن من الاحتلال العثماني.وقد لقيت محاضرة الدكتور مرشد تفاعل شديد من قبل الحاضرين حيث قدمت العديد من الملاحظات استطاع الدكتور مرشد الرد عليها بكل كفاءة وتفاني واقتدار.وكانت المحاضرة قد سبقتها كلمة الأستاذ ابوبكر احمد علي نائب رئيس منتدى خور مكسر الثقافي الذي القى في مستهلها كلمة معبرة أشار فيها إلى تواصل الفعاليات بين المنتدى الثقافي بخور مكسر ومريديه من المثقفين والسياسيين والشخصيات العامة وتواصل اهتمام المنتدى بهذه الفعاليات الثقافية والفنية واختتم حديثه بتمنيات الحضور للأستاذ علي السيد عبدالله بالصحة الذي بدأ يتماثل للشفاء بعد ان ألمت به وعكة صحية الأسبوع الماضي، وقد نقل الأستاذ ابوبكر احمد علي شكر الأستاذ علي السيد عبدالله رئيس المنتدى على كل من سأل عنه وتخبر عليه شاكراً لهم هذا الصنيع.وقد تخللت أمسية المنتدى وصلات غنائية قدمها الفنان (زين الراجل) بأروع باقات الغناء اللحجي القمنداني.