نيودلهي / 14اكتوبر / رويترز حذرت الامم المتحدة من ان تزايد قتل الأجنة الإناث في الهند قد يثير خللا سكانيا حيث تؤدي قلة عدد النساء في المجتمع إلى زيادة في العنف الجنسي والانتهاكات ضد الأطفال بالإضافة إلى تقاسم الزوجات. وعلى الرغم من القوانين التي تمنع اختبارات تحديد جنس الجنين فان قتل الأجنة الإناث أمر شائع في بعض مناطق الهند حيث يفضل إنجاب الذكور. ونتيجة لذلك تقول الأمم المتحدة انه يتم إجهاض ما يقدر بنحو ألفي جنين أنثى بشكل غير قانوني يوميا في الهند. وهذا أدى إلى خلل المعدلات بين الجنسين في مناطق مثل البنجاب وهاريانا وجوجارات وهيماتشال براديش بالإضافة إلى العاصمة نيودلهي حيث اظهر إحصاء للسكان عام 2001، وجود اقل من 800 فتاة لكل ألف ذكر. وقالت اينا سينغ مساعد ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في الهند لـ«رويترز» إن"إحصاء 2001 كان نداء تنبيه لنا جميعا وتم خلق وعي عام كبير بشأن قتل الأجنة الإناث منذ ذلك الوقت."ولكن الأرقام المبدئية تشير إلى أن المعدلات بين الجنسين مازالت تتراجع في الوقت الذي أصبح فيه قتل الأجنة الإناث أوسع نطاقا في شتى أنحاء البلاد ومن المرجح أن يصبح أسوأ خلال التعداد المقبل في 2011." وفي معظم أنحاء الهند ينظر إلى الأبناء على أنهم المعيلون الذين سيهتمون بآبائهم ويجعلون اسم العائلة يستمر ولكن ينظر إلى البنات على أنهن أعباء مالية لابد وان يدفعوا لهن مهورا باهظة حتى يتزوجن. ويقول نشطون إن قتل الأجنة الإناث اخذ في الارتفاع بسبب توفر الأساليب التكنولوجية التي تحدد نوع الجنين بناء على طلب الوالدين. وإذا كان الجنين أنثى فيتم إجهاض المرأة. ونتيجة لذلك تقول الحكومة إن نحو عشرة ملايين فتاة قتلن على أيدي آبائهن سواء قبل الولادة أو بعدها مباشرة على مدى العشرين عاما المنصرمة. ويحذر الخبراء من أن قلة عدد النساء ستثير أزمة سكانية في مناطق كثيرة من الهند. وقالت راجانا كوماري مديرة مركز الأبحاث الاجتماعية وهو معهد أبحاث يتخذ من نيودلهي مقرا له"توجد بالفعل هذه الظاهرة في كل أنحاء البلد حيث يوجد كثير من العنف الجنسي وانتهاكات ضد النساء والأطفال في شتى أنحاء البلد. "ولكن عندما يكون هناك عدد اقل من النساء في السكان وعدد اكبر من الرجال من نفس الفئة العمرية فمن المؤكد أن يكون هناك طلب أكبر على المرأة من اجل الزواج والجنس وهذا الضغط سيزيد بالتأكيد العنف ضد المرأة." ويقول خبراء إن ممارسات مثل تعدد الأزواج حيث يتقاسم العديد من الرجال وغالبا الأشقاء نفس الزوجة بدأت تظهر بالفعل في مناطق يقل فيها عدد النساء. ويجري الآن أيضا بيع العرائس وتهريبهن من قبل الآباء إلى مناطق مثل هاريانا والبنجاب حيث يضطر العزاب الى تجاوز ثقافتهم وطبقتهم الاجتماعية للعثور على زوجة. ويقول النشطون انه يتعين على هؤلاء النساء التكيف مع ثقافة وافدة بلغة ونظام غذائي ومعايير اجتماعية مختلفة، وغالبا ما يتم معاملتهن على أنهن مواطنات من الدرجة الثانية من قبل المجتمع الذي ينظر إلى قيمهن على أساس قدرتهن على إنجاب ذرية من الذكور. وقالت النشطة سابو جورج إن "النساء في الهند يعاملن بالفعل كسلعة تشترى وتباع ومحنتهن ستتفاقم مع استمرار تراجع المعدلات بين الجنسين ."
تزايد قتل الأجنة (الإناث) قد يثير أزمة في الهند
أخبار متعلقة