الشاعر مبارك سالمين:
متابعة / عبدالله الضراسي : بالتنسيق مع سكرتارية فرع اتحاد أدباء عدن أقيمت في جمعية تنمية الثقافة والأدب محاضرة للشاعر الكبير الأستاذ مبارك سالمين رئيس فرع اتحاد أدباء عدن مساء الأربعاء الموافق السابع من شهر مايو الجاري تحدث فيها عن المهرجانات السنوية الثقافية لاتحاد أدباء وكتاب عدن (الواقع / التقييم / الطموح) أمام رواد منتدى الجمعية بمقرها بشارع الشهيد العقيد جلال مبارك حيدرة بمديرية دارسعد وقد افتتح وأدار وقائع الفعالية الأديب الباحث التوثيقي أحمد السعيد بحضور رئيس الجمعية الأخ المهندس محمد مبارك حيدرة وكذا حضور عدد من الأدباء والشعراء والإعلاميين .[c1]كلمة الافتتاح[/c] افتتح وأدار الفعالية الأخ الأديب الباحث التوثيقي أحمد السعيد قائلاً : كما هو معروف فقد شهدت مدينة عدن من السابع وحتى التاسع من شهر ابريل المنصرم 2008م حدثها الثقافي العدني المهم مهرجان عدن الثقافي الثالث (دورة عدن المكان / الصوت) والذي شكل تقليداً ثقافياً بعد مهرجانين سابقين كهدف ثقافي من أجل أن يكون لعدن مهرجانها الثقافي الخاص ولهذا يتحدث إلينا الشاعر الكبير الأستاذ مبارك سالمين رئيس فرع اتحاد أدباء عدن عن مهرجانات عدن السنوية الثقافية (الواقع / التقييم / الطموح) كخلاصة خبراته بتجربة مهرجاناته الثلاثة ، وصولاً – مستقبلاً إلى مهرجانه الثقافي الرابع. [c1]حديث الشاعر مبارك سالمين[/c]وبعد حديث الافتتاح للأخ أحمد السعيد والذي بدوره قدم الشاعر الكبير الأستاذ مبارك سالمين للحديث ، تحدث بعدها رئيس فرع اتحاد أدباء عدن قائلاً : (أولاً أحيي الحاضرين جميعاً وأحييهم مرة أخرى ، واشكر جمعية تنمية الثقافة والأدب مرة أخرى أيضاً على (توجيه) هذه الدعوة وبدون سابق إنذار ، لكني آليت على نفسي إلا أن ألبي هذه الرغبة الشخصية وهي التي تساوقت مع الموضوع ولهذا لبيت هذه الدعوة ، وكنت أودأن (يتحدث) الآخرون عن تجربة مهرجانات عدن الثقافية السنوية ، لا أن أتحدث أنا لأنني كنت على رأس المهرجانات الثلاثة الثقافية .. وسوف أتمكن في حديثي معكم عن المهرجانات الثقافية السنوية (الواقع / التقييم / الطموح) من (أبلور) مقدمات للإجابة عن الأسئلة المتصلة بمهرجانات عدن الثقافية السنوية والحركة المهرجانية عموماً .. وبداية نقف أمام كلمة (مهرجان) وهذا المفهوم / المصطلح (تضخم) وأصبح من المفاهيم غير المنطقية يطلق على (عواهنه) من دون تركيز أو تدقيق ؟! وهل الذي أقيم من احتفال أو تظاهرة ينطبق عليه لفظ مهرجان وفي أي زمان أو مكان أو لأي غرض من الأغراض لأنه في هذه الحالة (حتى تجمع) الناس في محطة (الباصات) يعد تجمعاً حاشداً ؟ لكنه لا يصلح كقيمة للمهرجان .. لأن ذلك الأمر (التجمع الحاشد للناس في المحطة) لايجوز لأن عناصره (غير موجودة) كاحتفالية؟ أي غيروا رد وبدون تمييز. وعلى صعيد كلمة (المهرجان) هو ليس من الألفاظ العربية بل لفظة (فارسية) رغم أنه يفهم أنها من (التدفق) وقد تكون عربية لأنها آنية من (الهرج والمرج) وهي مشتقة من اللفظة الفارسية (مهر) و(سلطان) وجان (الوفاء) أي سلطان الوفاء أو عيد الفرح أو فرح العيد ، وقد يكون فيها من كل هذا قليل (هرج ومرج) وعيد الفرح وهي أيضاً (سلطان الوفاء) . والاحتفالية ليست حديثة إلا كتسمية لكن البشرية منذ الأزل تقيم (مهرجاناتها) وسفر مشهدها لما قبل الإسلام. وحديثاً هناك في أقاصي المغرب العربي حيث تقف تونس وبكل جلالها يقام مهرجان عرائس السكر بمدينة تونسية تدعى (نابل) رابع المدن التونسية وبها (مصيف) وهذا المهرجان التونسي عرائس السكر (سبق) العيد الهجري ببدايته أول محرم المولد (مولد الذكرى) وجميع ما ذكرناه لايتعارض لكنه يكمل بعضه البعض بمعنى كلمة مهرجان بالعربية (هرج ومرج وعيد الفرح أو فرح العيد أو سلطان الوفاء). [c1]دواعي المهرجان[/c] وبصدد دواعي قيام المهرجان وهي القضية المحورية الثانية في حديث الأستاذ مبارك سالمين بعد أن استكمل القضية المحورية الأول لمعنى ومصطلح كلمة (المهرجان) ، حيث تحدث عن القضية قائلاً : عن دواعي المهرجان وما الذي يجعلنا نقيم المهرجان خاصة وقد استجدت تقاليد مهرجانية عربية أصبحت تقليداً احتفالياً عرف به مثل (مهرجان القاهرة السينمائي الدولي للأفلام – مهرجان دبي للتسوق الصيفي مهرجان قرطاج الدولي بتونس) والخ ... (نتساءل) لماذا هذه المهرجانات وكذا مسميات بعينها .. وهذا يعطى المؤشر حيث يقوم لدواعي (المكان) أي دواعي المهرجان هو المكان حيث ارتباطاتها (بأمكنتها) و(باريس) مهرجان (كان) السينما الفرنسي / مهرجان (هوليود) السينمائي الأمريكي مرتبط بمدينة وعاصمة (هوليود) .هذا من جهة يعكس دواعي مكانية المهرجان ومن جهة أخرى الأديب الروائي العالمي الكبير المعروف (غابريل غارسيا ماركيز) قال بما معناه (أن الأدب الحقيقي هو على نحو ما أريد له أ، يتطور عليه أن يتكئ على كائنها بحس وشؤون وشجون قريته) . أي نفهم من خبرة وتجربة هذا الأديب العالمي إنه (الحس + الشجون المحلية قريته) أي باختصار هذه هي (فضاءات) ومداميك دواعي المهرجانات تتكئ وتستدعي (علائم الأمكنة) حيث تشتم روائح وعبق حس وشجون المدينة المعادل (للأمكنة) وعندما نقوم بعملية حسابية لشروط المعادلة الرياضية لدواعي المهرجانات ، تقفز عدن المدينة ناجحة من ثنايارتم هذه المعادلة الرياضية للمهرجانات لأنه وبكل بساطه تمتلك (منطوق الأمكنة) وبكل جدارة رياضية / حسابية ، إذا هي ناجحة بكل المقاييس للفعل المهرجاني وبتفوق ... ذلك لأننا نحن سكان مدينة عدن نقطن أمكنة متميزة تؤهلها لأن تحتضن ليس مهرجاناً بل عدة مهرجانات وليس هذا فقط بل أن عدن كمدينة (وهبها الله) سبحانه خصائص ربانية طبيعية لم تتوافر إلا بها ، وهي منظومة البحر والجبل والطبيعة الجمالية والمناخية وهم يتجاورون بكل دفء وحنان .. وهي مع الأسف لم تتوافر حتى لأصحاب مشاريع المهرجانات (الحنانة والطنانة) ومع هذا عدن تسبقهم في امتلاك مقومات الأمكنة وبالتالي يحق لها أن تكون سيدة المهرجانات ليس يمنياً ولكنه أبعد بكثير من مسافات ورهانات هذا التقليد لمن هو قائم من حولها!!! أي بكل (اختصار شديد) لديها ما تستحق الاحتفاء به ومن هنا جاءت فكرة المكان ومحتوياته وعناصره واستحقت بجدارة امتلاك (ناحية المهرجان) وبكل ثقة. وإذا ما ذهبنا قليلاً للوقوف على علائم ومسافات (مهرجان) قرطاج الدولي (للأغنية) فسنجده (حساساً) لأن ثمة حضوراً تونسياً من عبق روائح التاريخ (سيطالعنا) من ثنايا صروح أبنية رومانية حضارية قديمة إضافة إلى مسارح تاريخية تقليدية تشبه معالم صهاريج عدن التاريخية خاصة (بعدها الهيكلي) وهذه المقارنة ليست آخر الدنيا لأنه (بالإمكان) بعملية هندسية تحويل فضاءات صهاريج عدن التاريخية إلى مسارح ، وأقرب مثال عملي بصدد هذه التوقعات ما أقدمنا عليه في الأمسية الغنية التسجيلية لمهرجان عدن / الصوت الفني الغنائي حيث قمنا من تلكم الليلة الاستثناء باستدعاء (طللية التاريخ) وعلى الطريقة الرومانية حيث جهزنا المساحة الترابية من حديقة الأطفال بالصهاريج على شكل مسرح وكأنه موقع وشكل وتر على الطريقة الرومانية القديمة حيث جعلنا المسرح بالوسط ووزعنا مقاعد الحضور بطريقة دائرية وكانت بالفعل ليلة حضر فيها التاريخ من بوابته الفنية الغنائية شكلت لوحة مهرجانية أدهشت الحضور وهذا دليل على أن عدن تمتلك (بوابات أمكنتها) لتدخل منها إلى مهرجاناتها الخاصة بهذه المدينة المتميزة .. وهذا تأكيد إبداعي لما لعدن من أهمية ثقافية وتراثية وما ذكرت في (الكتب السماوية) من بين الأماكن التي تلح على أصحابها بقيام مهرجاناتها!!![c1]صعوبات المهرجانات[/c] وعن صعوبات مهرجانات عدن الثقافية السنوية قال الأخ رئيس الفرع : عند شروعنا بعملية مهرجان عدن الثقافي 2004م (دورة رفيق الماء وزرقة السماء) قابلتنا صعوبات مالية كعقبة ( ليس ) في صدارة هذه الدولة ممثلة بوزارة الثقافة وسلطة محلية (بدون إشارة) لأننا لا نتطلع إلى دورها في مجال الثقافة الراعية في ميزان العطاء (لأن الحكومة لدينا لا تعطي حتى لو كانت الثقافة مساء عدن أو نثرها) لأن الثقافة .. (إنفاق) بينما اليوم الثقافة (تحولت) إلى سلعة + استثمار!! حيث بلغ دخل مصر من الثقافة من 7/ 8 % لكن جاء هذا (الدخل الحكومي الثقافي ) بعد أن (قدمت) مصر عطاءاتها الثقافية بسخاء (لكلية الفنون الجميلة + دار أوبرا) مصر + بقية مرتفعاتها الثقافية) بينما عندنا ثمة (تقصير) لأنه ليس ثمة اكتراث (للوعي الثقافي) وهذه هي متاعب أية لجنة تحضيرية لأية مهرجان !!! لأن وزارة الثقافة ولا السلطة المحلية يقدمان المال وحتى تجاوبهما (محدود) و(لا يشفي عليل برامجنا الطموحة) والمعضلة الثانية في (صعوباتنا) هي في انعدام وغياب (التقاليد المهرجانية) أو التي لا تكثرت لها.. حيث عملنا في المهرجان الثالث (مهرجان مسرح الدمى) وعملناها (عمداً) في المنطقة التجارية الأكثر شهرة (عدن مول) لأنني كنت (أطمح) إلى أن (تمتلئ) هذه الساحة التجارية المهرجانية بهذا الفعل المسرحي القديم الجديد يكون عدن كانت (حاضنته) ومع هذا لو أقيمت مثل هذه الفعالية (في دولة أخرى) تحترم ثقافتها وكمثل هذا المسرح بالذات ) لما تمكنت سيارات الحاضرين من أن (تجد لها موقفا للركون) ومع هذا لم يخيب هذا المهرجان القديم / الجديد أملنا فقد امتلأ بالناس والأطفال وأجهزة الإعلام وأحباء عدن ولكن غاب عنها أصحاب الاستثمار المثل هذا الفعل الثقافي (المستثمر) في كل بلاد الدنيا الطيبة الا عندنا لماذا لأن الثقافة كما قلنا (عطاء ثقافي ) في البدء ثم تأتي الاستثمارات لتحدث (الدخل فيما) بعد هكذا علمتنا نواميس الفعل الإنساني الحضاري!!! [c1]خاتمة مهرجانية [/c]وفي ختام حديث الشاعر الأستاذ/ مبارك سالمين رئيس فرع اتحاد أدباء عدن حيث (خلص) إلى خاتمة حديثه قائلاً : أقول لأن (تراكم) الخبرة مهم جداً وأنا (كطرف) رئيس من أطراف العملية المهرجانية هذه نود (أ، تنتصر المدن) ونود أ، يكون مهرجان عدن الثقافي السنوي (عربياً وعالمنا) وأن نركز كما الأديب العالمي (غابرييل ماركيز غارسيا) على ( بعدي الحس والشجون المحلية) ولذلك نريد أن تحتفي عدن في مجال السرد ولكن بسبب معضلة التمويل جرى ترحيله من دورة إلى دورة ولكنه في النهاية حضر .. وهذا الأهم وكم كانت فرصتنا كبيرة عندما (بلغتنا) تهاني ومن أكثر من (جهة محلية وعربية) وعبر (الانترنت) لما حفل به مهرجاننا وهذا من الأمور التي (أنستنا) متاعبنا وهمومنا وكانت خير شهادة لما حظي به عملنا المهرجاني خاصة وأن (الدورات الثلاث) حاولن تنفس هواء عدن ، خاصة وأن دورة عدن (المكان والصوت) حظيت بندوة مهرجانية متميزة ذات حضور وتألق تجاوز نطاقها اليمني التقليدي وأكد كثيرون أنها ذات بعد ثقافي عربي أن لم تقل عما يحصل مثلها من مشهد ثقافي عربي حيث (سنحرص) على توثيقها للأجيال الأدبية القادمة.