من أجل الحياة دون مخاطر على الأرض
إعداد / لبنى الخطيب يعتبر السادس عشر من سبتمبر من كل عام يوما عالميا للمحافظة على طبقة (( الأوزون ))، ويعد ضمن اهتمامات الأمم المتحدة لمجابهة المخاطر الذي يواجهها كوكب الأرض وتؤثر على البشر والكائنات الحية في العالم. وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد وافقت في 23 /1 / 1995 على تخصيص يوم 16 سبتمبر من كل عام يوما عالميا للمحافظة على طبقة الأوزون وذلك بمناسبة التوقيع على بروتوكول مونـتريال في 16 / 9 / 1987 من قبل 189 دولة التزمت بالمحافظة على البيئة.بدأ الاهتمام الدولي بمشكلة ثقب الأوزون العام 1972 مع بدء الحوار حول طائرات الكونكورد الأسرع من الصوت؛ حيث يمكنها العبور فوق الأطلسي في ثلاث ساعات فقط، و تصنع احتكاكات في الجو ينتج عنها ارتفاع درجة الحرارة ومخلفات تؤثر على طبقة الأوزون.لم تعد قضية الأوزون مشكلة محلية أو إقليمية، بل أصبحت شأنا عالميا، يحتاج إلى تضافر الجهود لمواجهة الأخطار التي قد يحملها المستقبل. . و يتساءل البعض: لماذا كل هذا الاهتمام العالمي بقضية الأوزان؟ و تكمن الإجابة في مدى خطورة الآثار الصحية والبيئية، لا على الإنسان وحده، بل على الحيوان والنبات والنظم البيئية الأخرى.قبل عقدين من الزمن كان معظم الناس لا يدركون ماهي طبقة الأوزون؟.. ولكن الوضع تغير الآن إلى حد أن الناس العاديين في سائر أنحاء العالم باتوا يتجادلون حول مختلف النظريات التي تحاول تفسير أسباب حدوث ثقب الأوزون، وأفضى القلق المرتبط بهذا الثقب إلى وضع أصبحت فيه إثارة الموضوع كافية لتسليط اهتمام كبير على الأشياء المسببة له . والأوزون غاز أزرق باهت شديد السمية، وكلمة (أوزون) في اللغة اللاتينية تعني (رائحة) وتوصي منظمة الصحة العالمية بأن يكون الحد الأعلى لتركيزه في الهواء ما بين مئة إلى مئتي مليمتر كلغ متر مكعب، وهو الحد الذي يمكن للإنسان أن يتنفس الهواء عنده بدون أخطار صحية. ويتصف الأوزون بأنه يتفكك بالتسخين، وذلك عندما تتجاوز درجة الحرارة مئة درجة مئوية، كما يتصف بحساسيته الشديدة للصدمات والاهتزازات، و قابل للانفجار إذا وجدت معه وهو سائل بضع ذرات من الغازات العضوية.أهمية طبقة الأوزون: حماية سطح الأرض من الأشعة الضارة للشمس من أن تصل لسطحها الأشعة فوق البنفسجية التي تسبب أضراراً بالغة للإنسان وخاصة سرطانات الجلد.. وأيضاً للحيوان والنبات على حد سواء .. كما أن وجوده في الهواء بتركيز كبير يسبب الأعراض التالية: ضيق في التنفس، حالات من الإرهاق والصداع.. وغيرها من الاضطرابات التي تعكس مدى تأثر الجهاز العصبي والتنفسي ، ويعني ذلك إن طبقة الأزون تحمي أشعة الشمس من احتراقنا كما إنها تمنع دخول الأمراض و الملوثات إلى الأرض و تمنع أشعة ما تحت الحمراء التي تضر بالإنسان و النبات و الحيوان و اختفاء طبقة الأوزون يعني الدمار.ماهي الأشعة فوق البنفسجية ... وهل هي ضارة أم نافعة ؟ إن الاشعه فوق البنفسجية تقع في الجزء غير المرئي من الاشعه الكهرومغناطيسية أي أن الإنسان لا يراها وأكبر مصدر لهذه الاشعه هو الشمس ويمكن تقسيم هذه الاشعه إلى ثلاثة أقسام حسب طولها الموجي : [c1]القسم الأول : [/c]وهي التي يتراوح طولها بين 10 و 200 نانو متر( النانومتر جزء من مليون جزء من المليمتر ) . وهي أشعه ضاره بالحياة على الأرض وتشكل طبقة الأوزون الموجودة في القسم الأعلى من الجو طبقه ماصه لهذه الاشعه وهي لا تسمح إلا بمرور قسم ضئيل منها إلى سطح و من هنا جاءت أهمية طبقة الأوزون لسكان الأرض . [c1]والقسم الثاني : [/c]يتراوح طولها 200 نانو متر وهذا القسم يتمكن من النفاذ إلى جو الأرض وتزويد جسم الإنسان بمنافع جمة . فتكون فيتامين ( د ) في جسم الإنسان لا يحدث إلا بوجود هذه الاشعه. [c1]القسم الثالث : [/c]وهو نطاق ضيق من هذه الموجات يبلغ طول موجته 300 نانو متر . و مهمته إنتاج مادة الميلانين في الجلد وإعطاء البشرة لونها البرونزي الأسمر.وتتعرض الآن طبقة الأوزون للخطر أكثر نتيجة انطلاق المركبات الكيميائية التي تدخّل الإنسان في صناعتها والمحتوية على غاز الكلورين والبرومين والتي تتميز باستقرارها الشديد. فهذه المركبات تنفذ إلى جميع طبقات الغلاف الجوي بما في ذلك طبقة «الستراتوسفير».ويؤدي تناقص الأوزون إلى زيادة الأشعة فوق البنفسجية التي تؤدي بدورها إلى انتشار سرطان الجلد، ونقص المحاصيل الزراعية، وتدمير الثروة السمكية، وإصابة الثروة الحيوانية بالأمراض.ومنذ 1985، بدأ الثقب، الذي يتمثّل في انخفاض تركيز الأوزون على مرتفع عال جدا في الفضاء، في التضخّم فوق المحيط المتجمد الجنوبي بسبب التلوث الناجم عن الكلوروفلوروكربونوقال الخبراء إنهم مددوا فترة استعادة طبقة الأوزون لطبيعتها سنوات إضافية لأن غاز الكلوروفلوركربون مازال يتسرب إلى طبقات الجو العليا، من خلال غاز مكيفات الهواء واسطوانات الرذاذ والثلاجات، حالياً ومستقبلاً.وتعليقا على ذلك أقول الله يسلم البشرية وجميع الكائنات الحية على سطح الأرض من مخاطر الخلل الذي يصيب طبقة الأوزون و مسببه الرئيسي يد الإنسان والتطور العلمي و الحل بيد الدول الكبرى وهي المسبب الرئيسي لهذا الخلل الذي يصيب طبقة الأوزون ، و العودة للاستعمال العقلاني الطبيعي للطاقة والاستعادة عنها بالطاقة البديلة المتجددة ومصادرها الشمس والماء إلى أخره من مصادر لتخفيف خطر كبير قادم وبعد ذلك صعب تداركه أكثر مما هو موجود الآن .