رأي صريح
بالأمس القريب كان التغيير الحكومي الذي فرضته متطلبات المرحلة وفقا للسياسة التي ينتهجها المؤتمر الشعبي العام , وهي سياسة تتفق كثيرا مع متطلبات الشعب ووعي الأمة بغض النظر عما يروج له البعض من أكاذيب وأباطيل في إطار المكايدات الحزبية والصراعات السياسية التي أصبح شعبنا اليمني يعيها كثيرا ولا يأبه لها.ويومها كانت الإرادة السياسية قد ارتأت أن يخوض الشخصية الرياضية المعروفة حمود عباد وكيل وزارة الشباب والرياضة سابقا , معتركا سياسيا وفكريا جديدا من خلال تكليفه بوزارة الأوقاف والإرشاد لما ارتأته حكمة القيادة السياسية من قدرات خاصة بوكيلنا السابق تؤهله لأن يدير إحدى أهم الوزارات المرتبطة بالجانب الديني الذي لا يعلو عليه شأن لدى رجل الشارع اليمني , فكان له نصيبا وافرا من النجاح والاجتهاد. واليوم عاد حمود عباد إلى واجهة الأحداث الرياضية في مرحلة حرجة جدا بعد أن أنهى مهمة مزدوجة في قطاع الأوقاف والإرشاد و ليوكل إليه هذه المرة حقيبة وزارة الشباب والرياضة خلفا للوزير المجتهد طيب الذكر عبد الرحمن الاكوع و الذي اجتهد كثيرا وحقق الكثير من الإنجازات الطيبة التي سيظل قطاع الشباب والرياضة يذكره بها بكل خير وامتنان , بعد أن تفرغ للعمل .الاكوع اجتهد كثيرا , فأصاب وأخطأ , وهو إن أصاب فقد كان لرؤيته في ما أصاب حقا , وإن أخطأ فله اجر الاجتهاد بما بذله من جهد وبما أحدثه من نقلة نوعية في قطاع الشباب والرياضة , فقد شهدت الوزارة في عهده قفزة هائلة في شتى مجالات العمل الرياضي والشبابي , بغض النظر عن بعض السلبيات التي رافقت هذا الاجتهاد , خلال مرحلة حفلت بالكثير من التحديات والمشاكل والمواجهات الشخصية والحزبية والتي خرج منها وزيرنا الاكوع منتصرا لنفسه ومنتصرا لقطاعنا الرياضي والشبابي ضد كل من حاول العبث به والسيطرة عليه .ومع عودة الوزير الهمام حمود عباد نأمل أن يجد لنفسه مخرجا من كثير من التبعات والمشاكل التي ما زالت الوزارة تعاني منها , وفي مقدمتها الأمور التي ظلت معلقة في عهد الوزير الاكوع وأبرزها بقضية الإعلام الرياضي , والكثير من المشاريع التي كانت تدخل دائرة التعثر والنسيان و ثم تحيا من جديد في بعض الفترات لتعود غلى الموت مع كثرة مشاكلها .وزيرنا الجديد أمامه الكثير من المهام الجسيمة التي يجب أن يضع لها أجندة خاصة ويعمل على تحديد أولوياتها , ومن ضمنها بالتأكيد تجنب أي صراعات جديدة في القطاع الرياضي , باعتبار أن الوزير الجديد يمتلك من الكياسة والحكمة والإدراك الكثير , وهو بالتالي يجب أن يكون أكثر مرونة , في بعض المسائل , وأكثر تشددا وتصلبا في بعض منها وخصوصا ما يمس مصلحة الرياضة اليمنية .ولا ننسى هنا إلى ضرورة لفت انتباه وزيرنا الجديد أن الكثير من المنتفعين والمتمصلحين والمنتقمين سينتظرون الآن باب مكتبه كل يوم بغية تصفية حسابات شخصية والبحث عن مصالح خاصة , باعتبار أن كثيرا منهم كانوا قد وجدوا أنفسهم خارج دائرة الضوء والاهتمام إبان فترة الاكوع نتيجة لما اقترفته أيدي بعضهم أو لتقصيرهم , وهي أسباب لها ما يبررها , غير أن الوزير الجديد يجب! عليه أن يتنبه , وان يسعى إلى استكمال برنامج الوزير السابق عبد الرحمن الاكوع , وأن يختط لنفسه برنامجا جديدا يضاف إلى البرنامج الجاري تنفيذه حاليا ويشكل معه قوة دفع حقيقية للعمل الوزاري .وختاما ننوه فقط إلى أن خليجي 20 بات قريبا وربما يطرق البواب بشدة ونحن بعد لم نستعد له , وقد يتعثر بعض الشيء فيما يتعلق بالجانب الوزاري إذا ما انشغل السيد الوزير الجديد بالأمور الحزبية وابتعد عن قضاياه الوزارية , وهو ما نأمل أن يتغير تماما حتى تكون الفترة القادمة فترة تفرغ وعمل فقط لقطاع الشباب والرياضة أهم قطاعات الدولة.