قبل أيام قلائل أحيت الفنانة اللبنانية الشهيرة/ نانسي عجرم ، حفلاً على شاطئ مدينة مسقط العربية المسلمة والعاصمة العمانية الشقيقة وحضر الحفل رغم برودة الجو كونه في الهواء الطلق أكثر من ثلاثين ألف متفرج .. وقد سبق الحفل حملة واسعة من بعض رجال الدين المتشددين بدعوة المواطنين إلى مقاطعة حفل نانسي عجرم لأن إقامته (حرام وخارج عن الشريعة الإسلامية وعجرم مجونه وفاسقة) غير أن المواطنين العمانيين استهجنوا هذه الدعوة ورفضوها وذهبوا فراداً وجماعات نساء وأطفالاً قبل الرجال إلى الشاطئ متحملين برد الشتاء ، ملقنين المتشددين المتطرفين درساً بأصول الدين الإسلامي الحنيف والشريعة الإسلامية التي لا تحرم الغناء وإقامة المهرجانات الفنية.اليوم الأمر يتكرر هنا في عدن، العاصمة الاقتصادية والتجارية والثغر الباسم لليمن، حيث تحيي الفنانة العربية السورية الشهيرة/ أصالة نصري والفنان المصري / عصام كاريكا مع نخبه من أشهر الفنانين اليمنيين حفلاً يدشن مهرجان الأغنية الأول الذي يقام امتداداً لما تشهده مدن وعواصم دول مجلس التعاون الخليجي المسلمة من مهرجانات وفعاليات فنية وأدبية وثقافية. حفل اليوم - الخميس - في عدن، قوبل ومنذ فترة بموجة غضب مفتعلة لا أصل له بالدين الإسلامي ولا شريعته السمحاء ، كما يزعمون ويدعون ويتباكون مثل التماسيح ، بل غضب من فشلهم كقوة ظلامية معروفة باتتمائها لجماعة الأخوان المسلمين المتشددة ، فشلهم في تغيير معالم عدن وتكريس ثقافة متشددة ومتطرفة وإرهابية غريبة بل وبعيده عن عدن وعن مجتمعنا اليمني بشكل عام، رغم العديد من المحاولات الفاشلة والمهزومة التي تحاول استغلال ماتبقى من الآثار السلبية لحرب صيف 1994م .. وجميعنا نتذكر ماذا حصل في عدن بالذات بعد حرب صيف 1994م وكيف مارس (الاصلاحيون) وأقصد - حزب الإصلاح وأجنحته المتشددين ، الإخوان المسلمين، من أعمال أهانت كرامة المواطنين وحرمتهم وحريتهم الشخصية ، وطالب إلى تكفير المدينة وأبنائها، لكن هذه السلوكيات الشاذة سريعاً ما قوبلت بالرفض والمقاومة من أبناء عدن.. واليوم عادت حليمة إلى عادتها القديمة خاصة وأن الوطن على موعد استحقاق انتخابي برلماني في إبريل العام القادم. من نافل القول إن تهديدات القوى الظلامية بشأن حفل الفنانة أصالة اليوم، لا يرهبنا ولن يمنعنا من الذهاب إلى ستاد الوحدة 22 مايو حيث سيقام الحفل، لأن أبناء عدن ورجال الأمن فيها قادرون على التصدي لهذه المجموعة الضالة الظلامية وتلقينها الدرس المناسب التي تذكرها إن اليمن ليست (إمارة طالبان) وعدن ليست كهوف (القاعدة). لكن ماهو أهم ويدفعنا إلى القلق هو كيف تعمل هذه القوى الظلامية على مرأى ومسمع من السلطات المحلية والأمنية التي للأسف تسمع بعض خطباء المساجد (يسفهون الناس ويفسرون ديننا الإسلامي الحنيف على أهوائهم ويكفرون من يشاؤون وكأنهم أوصياء من الله سبحانه وتعالى على البشر .. وأفعالهم هؤلاء الخطباء قد فاحت دون تحرك وزارة الأوقاف إلى القيام بواجبها في الإشراف المطلوب على المساجد ومنع تحويل بيوت الله إلى منابر للتكفير والتفسيق واستخدامها لأهداف سياسية وحزبية ضيقة قلقنا هذا يدفعنا إلى مطالبة الحكومة في المقام الأول بضرورة وضع منهاجيه تربوية وسياسية وأمنية توقف نشاط هذه الجماعات الظلامية ومن يقف خلفها ويغذيها مادياً وفكرياً ، حتى لانجد يوماً وقد تمكنت هذه القوى الظلامية من التغلغل في عقول شبابنا. والله من وراء القصد
لن ترهبونا .. سنذهب إلى (أصالة)
أخبار متعلقة