الشاعر عبد الكريم مريد في حديث الذكريات :
[c1]* ذكرياتي مع عدن الخمسينات وزمن الفن الجميل [/c]لقاء / محمد حمود أحمد"الشاعر الشعبي هو ذلك الذي يصنع لغته،لانه قادر،بعيداً عن القواميس والقواعد على خلق لغته وتطويرها وتطويعها لما يشاء وكما يشاء لأنها أي لغة هذا الشاعر لغة عامية،أي أنها لحسن الحظ لغة بلامشائخ "هكذا عبر الأستاذ الدكتور عبدالعزيز المقالح في كتابه(قراءة في الأدب اليمني المعاصر، في مقدمة في الشعر الشعبي ،عن الشاعر واللغة لدى تقديمه لديوان (فوق الجبل)للشاعر مطهر الارياني .ولعلها منا سبة أن نتذكر هذا الحديث ونحن نحاول أن نطوف في عوالم شاعرنا الجميل عبدالكريم مريد الذي هو جدير باطلالة وقراءة ضافية لشعره.في البنجسار جمعني أول لقاء مع يحيى مكي مع أيوب بدأت المشوار وتغنيت مع طه فارع وفائزة عبدالله والأصوات الشابة (بكلماتي وألحاني) (ربان السفينة) عمل ناجح وله صدى طيب بين الناس ترجع تجربة الشاعر عبدالكريم المريد مع الشعر الى العام 1955م حين بدأ يصوغ بعض القصائد باللهجة الدارجة معبراً عن خلجات وجدانه، ولكنه قال:"غيرأن أول نص غنائي مكتمل الشروط، وناضج التعبير يعود الى العام 1959م حين نجح في التعاطي مع الشعر الحميني روحاً ونصاً، ونغماً وكتب (قلبي حبيبه راح) و"حرام عليك ترمي الغزال يارامي" وغيرها من الاغنيات التي صارت مشهورة بعد ذلك، وعلامات بارزة من غناء فنان اليمن :ايوب طارش"وعدد من الفنانين كفائزة عبدالله، وطه فارع وغيرهم.يقول الشاعر عبدالكريم مريد"كان عمي يتميز باهتماماته الفنية ويحب مجالسة الفنانين، وكان مستمعاً جيداً ومتذوقاً للغناء غير أنه لم يكن شاعراً أو فناناً مطرباً، واتذكر أنني تعرفت عن طريقه على موسيقار الاجيال يحيى مكي حين جاء به ذات يوم الى منطقة "البنجسار" بالتواهي. كما أن الشاعر أحمد عبدالرحمن كعمدي هو خالي زوج خالتي هذا بالاضافة الى طبيعة نشأتي الخاصة وكنت ذا حساسية مرهفة أحب الاستماع الى الغناء والموسيقى والأشعار.ويضيف عبدالكريم: من الواضح أن أبي هو صاحب التأثير الاول علي فقد كان يقرض الشعر الحميني لكنه مات وهو في سن الأربعين وتركني اصارع حظي في الحياة، في الوقت الذي عاش جدي حتى سن (113)عاماً أما جدتي فقد لحقها اولادي وعاشوا في كنفها. أما أمي فقد ماتت وهي في التسعين، رحمها الله رحمة الابرار.وحول مدى تأثير البيئة والوسط الفني في عدن، يقول كان للاجواءالفنية التي سادت عدن في الخمسينات تأثيرها الكبير في الوسط الفني والاجتماعي، فقد ازدهرت الاغنية ولقي الفنانون الشباب الجُدد تشجيعاً كبيراً، اتذكر دور يحيى مكي ومدرسته الموسيقية واحتضانه عدداً منهم، كأحمد قاسم، وأبوبكر فارع، وأحمد ناجي قاسم، وتشجيعه لابو بكر سالم بلفقيه منذ اول لقاء جمع بينهما عام 1960م في المدرسة المتوسطة بالمعلا- ابوبكر الصديق حالياً- وما شكلته هذه المرحلة من امتداد طبيعي ومتطور لعصر ازدهار الاغنية العدنية على يد الرائد خليل محمد خليل والمجددين سالم بامدهف ومحمد مرشد ناجي ومحمد سعد عبدالله وعدد كبير من الفنانين الكبار والشباب في ذلك الزمن الفني الجميل.لقد استطاع خليل جمعهم في ندوة الموسيقى العدنية..واتذكر الاستاذ علي سالم علي، صاحب شركة "كايافون" الذي وضع الشركة وهي شركة تسجيل الاسطوانات تحت تصرف الندوة، وكان يجري من خلالها تسجل وتوزيع كل ا عمالها. كما اتذكر أن هذه الشركة ايضاً هي التي سجلت "كفى ما الاقي أما ترحمين" الحان الموسيقار يحيى مكي، بصوت الفنان محمد سعد عبدالله وهي من بواكير الاعمال التي ابرزت محمد سعد عبدالله كصوت متفرد ومطرب، وأنا من اشد المعجبين بيحيى مكي رحمه الله. وتعجبني اغنيته التي لحنها للهمشري "عدنا سواء" وصوت الهمشري صوت رخيم جداً، واعتقد أنه افضل من غنى الحان يحيى مكي وأعمال اخرى مثل سلم عليّ الزين، و"قلي الزين" بأصوات الهمشري وأحمد ناجي قاسم، وياريت ماكان اللي كان صوت محمد سعيد منصر وغيرها.وغيرهاقلت له: إنها ذكريات لاتنسى من زمن الفن الجميل، فإلى اين وصلت رحلتكم من الابداع الشعري الغنائي، لما نعرفه عنكم من بساطة الكلمة وسلاسة التعبير عن الفكرة واقتراب اللهجة من فهم العامة؟أجاب عبدالكريم :كتبت الكثير من النصوص التي تحولت الى اغانٍ وأهازيج يرددها المغترب المهاجر، والفلاح المزارع في الحقل وزوجة المهاجر والأب المسكين الذي فارقه اولاده للبحث عن لقمة العيش !مخاطباً ابنه المهاجر: اشاك تعود قبل الممات تراني كيف عمل بالاخرة زماني عمك قده ناوي شيرهن الدار"وهي الاغنية التي صدحت بها حنجرة الفنان الراحل طه فارع رحمه الله.أما اواخر اعماله الغنائية فقد كتب ولحن عدداً من الاعمال التي قدمها لعدد من المطربين من هذه الاعمال:إعصب علي الجرح" و"نسيان" مع الفنانة الكبيرة فائزة عبداللة كما أعد عدداً من الأعمال للموهبة الصاعدة انغام محمد علي باموسى وسبق وأن اسهم بعددٍ من الاعمال المسرحية كمحكمة الدجاج التي كتبها عام 1970م وقدمها على خشبة المسرح الوطني الاتحادي مسرح البيومي- نادي التلال حالياً- واشترك في العمل عبدالله اسعد، والمخرج والممثل الأول عبدالكريم مريد وآخرون، وكان جعفر بهري هو المسؤول الأول عن الفرقة.كما قدمت نصاً شعرياً بعنوان "ربان السفينة" كلماتي وألحاني وكتب النوتة الموسيقية أحمد عوض أحمد.عبدالكريم مريد بعد كل هذا المشوار الفني ، وبعد أن حظي عمله الاخير بصدى جماهيري وارتياح في الوسط الفني، ألم يفكر في جمع اعماله واصدارها في ديوان غنائي او اصدار مسيرته الفنية التي تنوعت بين النص الحميني، والاعمال المسرحية الغنائية والاغنية الوجدانية؟!قال عبدالكريم مريد:ذلك ما اتمناه في الوقت الراهن خاصة بعد هذا المشوار الطويل ارجو أن اتمكن من اصدار كافة اعمالي الغنائية في كتاب يضمها،وهي مناشدة عبر صحيفة 14أكتوبر الى وزير الثقافة الاستاذ / خالد عبدالله الرويشان الذي له اليد الطولى في الكثير من الاصدارات للعديد من الشعراء والمثقفين والمبدعين.