أفراح صالح محمد - تصوير/ عبدالواحد سيفالتسامح مبدأ يسعى الكثيرون على مستوى العالم إلى تطبيقه والتعامل به كرد فعل أفرزه الوضع الصعب الذي أصبح العالم شعوباً ودولاً يعيشون فيه محملين بهم الحقوق المسلوبة منهم والتمييز الذي طال أغلبهم ونتج عن الحروب والصراعات الدموية لفعل السياسة القاسية التي تمارس اليوم .. وبدأية للسعي تشكلت الهيئات والمنظمات ومنها المرصد اليمني لحقوق الإنسان والشبكة العربية للتسامح وصار للتسامح يوم عالمي يحتفي به هو السادس عشر من نوفمبر.. واليمن بهذه المناسبة احتفلت به عبر المرصد اليمني لحقوق الإنسان والذي نظم دورة تدريبية خاصة بالتسامح بين الأديان بالتعاون مع الشبكة العربية للتسامح استمرت يومي 15و 16 نوفمبر الحالي بفندق ميركيور بعدن .. وهدفت الدورة إلى ترسيخ مبدأ التسامح بين الناس عامة بمختلف معتقدائم ومذاهبهم الدينية .. وصرح المحامي محمد المقطري المدير التنفيذي للمرصد اليمني لحقوق الإنسان، قائلا: هذه دورة تدريبية حول التسامح والحق في الإعتقاد، وتأتي ضمن سلسلة من الأنشطة التي تنفذها الشبكة العربية للتسامح، هذه الشبكة التي انطلقت في بيروت في 2008/9/5م وتأسست من قبل مجموعة من منظمات المجتمع المدني والنشطاء والحقوقيين في (15) دولة عربية، والمرصد اليمني لحقوق الإنسان هو أحد مؤسسي هذه الشبكة.
وقد بدأت الفعاليات حول نشر قيم التسامح ومفاهيمه في الوطن العربي الذي شهد في العصرين الماضيين الكثير من الأزمات التي كانت نتاجا للتحريض والكراهية والصراعات السياسية والديية.)) وأ وضح الأخ المقطري أن الهدف أيضاً من هذه الدورة هو تدريب النشطاء والمنظمات ليعملوا على نشر هذه المفاهيم بين أوساط المجتمع والتدعوا إلى التسامح بين اطيافهم السياسية والدينية، وتحت مفهوم الحق في اختيار الرأي السياسي أو غير السياسي وعدم التمييز بين الناس بسبب آرائهم ومعتقداتهم وألوانهم وثقافتهم ولغاتهم باعتبار أنحقوق الإنسان حقوق كونيه عالمية مترأبطه تدعو إلى المساواة وعدم التمييز.
وأضاف : لقد عقدنا دورتين الأولى كانت في صنعاء وقد شارك معنا بعض من الأقليات الدينية (اليهود خاصة)، والمسلمين، ومن المسلمين شارك معنا مذاهب من الإسماعيلية والأحزاب السياسية المختلفة والإعلاميين ونشطاء حقوقيين. وهنا في عدن شارك معنا بعض (المختلفين سياسياً) من الأحزاب السياسية وأيضاً من اليهود اليمنيين العائشون في منطقة (ريدة) في اليمن. [c1] ماذا عن التقاء فمثلي هذه الأديان والطوائف مع بعضها في هذه الدورة... هل كان بينهم تسامح؟ [/c]أجاب الأخ المدير التنفيذي للمرصد قائلاً: (( لا ستطيع أن نقول إن هناك اختلافا جافاً جداً ولكن أقول إنه يمكن لهؤلاء الجلوس على طاولة حوار،ففي صنعاء شارك اليهود في حلقة نقاش ومجموعات عمل وكانوا مقررين لهذه المجموعات عمل وقادوا بعض المجموعات التدريبية وكان في نوع من التسامح الجميل فيما بينهم والمشاركين من الأديان الأخرى، ولكن هنا في عدن لم نجذ طوائف تشارك معنا من غير المسلمين خلاف ما وجدنا في صنعاء ...وحول ما إذا كانت هناك أنشطة مستقبلية للمرصد في ذات الإتجاه (التسامح) أوضح أنه هناك العديد من الأنشطة كما تتوفر لديهم الأدبيات التي تدعو إلى عدم التمييز على مستوى الدين أو اللغة أو اللون أو المذهب السياسي أو المعتقد الفكري وسوف تعمم مفاهيم التسامح ونبذ الكراهية ورفض التعصب الديني والطائفي والتطرف. [c1] كيف يمكن أن نوصل رسالة من خلالكم إلى المجتمع للتسامح ؟ [/c]
فقال : (( نحن نقول إن كل الديانات السماوية تدعو إلى التسامح، واليمن وطن كبير وهناك أقليات كثره وقيمة وأخرى غيرهم مقيمة فيه مسيحيين ومهاجرين ولاجئين وأصحاب الديانات المختلفة والعاملون اليمن كذلك مسيحيون وغيرهم وهندوس وغير وأقلية من يهود فيومواطنيه واليمن جزء من هذا العالم، وحقوق العالم حقوق متساوية وكونية ويجب أن تكون هناك مساحة واسعة جداً للتسامح وعدم الكراهية ضد المختلف سواءاً سياسياً أو دينياً.ونحن في اليمن عشنا حالة من الصراعات السياسية بسبب عدم قبول الرأي السياسي المختلف عن الآخر ونتج عن ذلك دورات صراع مختلفة دموية أدت إلى ضماياً كثيرة وانتهاكات حقوق الإنسان بشكل فظيع خلال فترات سابقه (من السبعيات والتمانينات من القرن الماضي) ومن الآن ندعو إلى ضرورة أن يعترف كل بالآخر دون التنازل عن الحقوق ولكن الإختلاًف في إطار الإعتراف بالحق بأن تكون مختلفاً وأعطيك هذا الحق دون إقصائك أو تصفيتك أو تهميشك.[c1] هل ممكن أن ننشر هذا الامر على مستوى الوطن العربي كله أو نظل في حدود اليمن؟ [/c]التسامح مجالات متعددة منه السياسي والديني والاجتماعي والاقتصادي، ونحن محتاحون إلى أن نعمل في كل هذه المجالات محتاجون أن تسامح سياسياً نقبل باختلاف الرأي الآخر،نحن نعيش الآن صراعاً نتيجة اللاتسامح سياسي، والأحزاب السياسية عليها أن تعمل على تكريس مبدأ التسامح السياسي مع المختلف الآخر سياسياً والمجتمع يجب أيضاً أن يعمل على قبول المجتمع الآخر وبالتالي يتوسع التسامح فيشمل كافة مناحي الحياة .. [c1] ما هي المحاور لهذه الدورة؟ [/c]
في اليوم الأول تناولنا مفهوم التسامح، والتسامح وفقاً للشرعية الدولية حيث توضح أن التسامح هو عدم التمييز والمساواة واليوم الثاني تناولنا حرية المعتقد وفقاً للاتفاقيات الموثقة الدولية .. أوضح السيد حايم يعيش وهو من يهود اليمن المقيمين (كأقلية) في منطقة ريدة بصنعاء.أوضح أنه يشارك في هذه الدورة التدريبية حول التسامح من كونها حقا في حقوق الأنسان، وهذا ما يجب أن يعمل عليه كل إنسان وأن تعيش كل الديانات في إطار المبدأ التسامح فيما بينها ((وأن نعيش كلنا في سلام، وهذا تقريباً ما تحبه أغلبية الناس ونتمنى أن يتحقق وأن يكون صادق اللقاء هذا بتحقيقة التسامح بيننا)) [c1] هل هذه أول مرة تشاركون في دورة من هذا النوع؟ [/c]نعم هذه أول مرة نشارك فيها . [c1] ما هي وجهة نظركم ومفهومكم للتسامح بين الأديان ؟[/c]
التسامح بين الأديان يعني لنا أن كل ديانة لتسامح الديانة الأخرى، وأن يكون السلام بيننا، فنحن نحب السلام ونريده مع كل المسلمين ومع كل الأديان الأخرى .[c1] هل ظهر اختلاف بين ماتريدونه من مبدأ التسامح مع ماتم تقديمه في هذه الدورة؟ [/c]تناقص قليلاً لكن كان في عقل .[c1] كيف تتعايشون مع المسلمين في اليمن ؟[/c]
الحمد لله متعايشون مع المسلمين تماماً، ومع الجيران وليس الناس كلهم سواء، فهناك ناس محترمون وناس غير محترمين وناس جهلة. هكذا في كل العالم، لكن تحتل القضايا وخاصة البسيطة تحتل بالتسامح .[c1] إذا الإنساية ن تتطلب منا أن نتسامح؟[/c]نعم في كل قرية وكل مكان ليس نعيش الا بالتسامح[c1] الآن حوار الحضارات مرتبط بالدين .. فكيف يمكن أن نخرج من هذه المشكلة؟[/c] بالنسبة الديانة علينا أن نمارس ديانتنا عرية، لكن ليس لدينا مدارس كما يهود كل العالم ليس معانا معابد دينية لهذا نعمل لنا بيتا ونصلي فيه ونعيش بهدوء بين المسلمين [c1] هل سبق لكم المشاركة في فعاليات معينة خارج اليمن أو في عدن؟ [/c] هل هذه أول مرة أشارك في فعالية وأول مرة أزور عدن ..[c1] ما هي إنطباعتكم عن عدن إذاً ؟ [/c][c1] وما هي معلومائكم عن يهود عدن؟ [/c]هي منطقة جميلة ومميزة، لكن يهود عدن سافروا من عام 48م [c1] لكن هناك من أسلم منهم في عدن ومازال يعيش فيها ؟[/c]لا جميعهم هاجروا إلى دول أخرى .
وفي كلمتها التي ألقتها قالت المحامية عفراء قالت: “في تسامحنا تسمو أرواحنا وفي لقائنا نتوج سماحنا وبذلك السماح تآزرنا وتضامنا ولقاؤنا للدفاع عن حقوق الإنسان. وحقوقنا هي أساس وجودنا الإنساني وتعايشنا معاً في هذا البلد، بل وفي هذا العالم الذي أصبح قرية صغيرة، ما يجعل تسامحنا ممكناً متى ما كان ذلك دون عداء خفي أو ضفينة مرتقبة. ولأن الحقوق عالمية غير قابلة للتجزئة مترابطة أصبح تسامحنا عالمياً ممكناً كما هو تسامحنا داخلياً ممكن أيضاً وكي نتسامح مع بعضنا البعض ينبغي أن نتسامح مع أنفسنا وفي ذلك مذاق لطعم الحرية وهي في صميم عملنا الاجتماعي الإنساني المدني.فكلما تسامح الإنسان مع أخيه الإنسان وعرف حقه،كلما أحترم حقوق الآخرين أي تسامح معهم وعفا عنهم حتى وإن لم يعفوا عنه، لأنهم حتماً ذات يوم سيدركون معاني التسامح، وكلما كان هناك احتمال أقوى في أن يعيش الجميع في سلام معاً .. وعلى الرغم من أن الحكومات والقيادة السياسية هي التي ينبغي أن تبادر في التسامح مع المواطنين والمواطنات وتضطلع بالمسؤولية الأولى لنصرة حقوق الإنسان والحرية الأساسية. ولو تؤديها بأكمل وجه فإنه بالمقابل على كل إنسان دور أن يؤديه في هذا المسعى لمعرفة حقه وواجبه في إطار حقوقه ومواطنته غير متنازل إجباراً أو إكراهاً عنها، وإنما محترماً لذاته وحقوق غيره في وضع الإطار القانوني لها وإقامة المؤسسات والآليات وتوفير الحماية والإنصاف والعدالة.
وإن كل الحقوق والمطالب على مستوى العالم لن تتحقق إلا بالتسامح متى ما تعددت حقوق الإنسان وتمت تفعيل جميع آليات حمايتها. وهذا هو الواجب الملزم لجميع منظمات المجتمع المدني بغض النظر عن أطيافها المختلفة والتي بدورها يجب أن تسير فعالياتها بالتسامح مع بعضها البعض لكي تستطيع تأدية دورها في حماية حقوق الإنسان على أكمل وجه. وفي هذه المدينة شهد التاريخ مواسم للتسامح بين الناس بمختلف الأجناس والمناطق فلم تظلم إنساناً ولم تجنِ على إنسان ولم تنتهك حق إنسان بينما قوبلت بالرفض وثم التجني عليها وشهدت العديد من الانتهاكات وأجبرت على فتح ذراعيها للصراعات وقع ذلك لم تميز بين الناس عند استقبالها لهم سواء بالعدل أو الحرية أو المساواة، ولم تمثل بؤرة للشر ولم تكن بقعة للظلام.. في هذه المدينة وحدها يتألق التسامح ومن ذا الذي يستطيع أن ينفصل عنها فهي جزء منا ولا يتجرأ من ذواتنا متى ما تسامحنا معها وفيها...”