الموصل / بغداد /14 أكتوبر كريستين روبرتس : في زيارة لم يعلن عنها من قبل وصل وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس إلى العراق أمس الأربعاء ليحث القادة العراقيين على الاستفادة من المكاسب الأمنية التي تحققت بالفعل لإحراز تقدم باتجاه المصالحة الوطنية. ووصل جيتس أولا إلى مدينة الموصل شمالي بغداد والتي تقع في منطقة يعتبرها قادة عسكريون أمريكيون واحدة من أكثر المناطق عنفا في العراق بعد أن أعاد مسلحو القاعدة تمركزهم في شمال وشمال شرق البلاد في أعقاب الإجراءات الصارمة التي فرضت على العاصمة وغرب العراق. وقبل ساعات من وصول جيتس انفجرت سيارة ملغومة قرب مركز للشرطة في الموصل ثالث كبرى المدن العراقية مما أسفر عن مقتل مدني واحد. فيما قتل نحو 25 شخصا في انفجارات سيارات ملغومة في كركوك وبعقوبة وبغداد. واجتمع جيتس مع قادة عسكريين أمريكيين لبحث الوضع الأمني في المنطقة ثم توجه إلى بغداد حيث من المتوقع أن يناقش وضع القوات الأمريكية في العراق على المدى البعيد مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ومسئولين عراقيين آخرين كبار. وقال جيف موريل المسئول الإعلامي بالبنتاجون الذي يرافق جيتس "الوزير جيتس موجود هنا ليرى بنفسه التقدم الكبير الذي أحرز منذ زيارته السابقة قبل نحو ثلاثة أشهر."، وأضاف "سيلتقي مع زعماء عراقيين منهم رئيس الوزراء المالكي لمعرفة تقييمهم للوضع وما يمكنهم القيام به للبناء على المكاسب التي تحققت منذ زيادة القوات الأمريكية في العراق." وأرسل الرئيس الأمريكي جورج بوش قوات إضافية قوامها 30 ألف جندي للعراق في وقت سابق هذا العام في محاولة لانتشال البلاد من حافة حرب أهلية شاملة وإعطاء زعماء العراق فرصة للتوصل إلى تسوية سياسية. ومع تراجع الهجمات الآن إلى أدنى مستوياتها خلال عامين تقريبا انصب التركيز على ما إذا كانت الحكومة التي يقودها الشيعة يمكنها التصالح مع السنة العرب خاصة مع بدء الولايات المتحدة في خفض قواتها. ولم تحقق حكومة المالكي تقدما يذكر في إصدار قوانين لإشراك الأقلية السنية العربية في السلطة السياسية والثروة النفطية. وقال مسئول كبير في وزارة الدفاع يرافق جيتس في زيارته للعراق أن جبيتس قلق من ان التقدم السياسي على المستوى الوطني لا يواكب المكاسب الأخيرة على المستوى المحلي. ومع تراجع العنف ركز القادة العسكريون الأمريكيون على المنطقة الواقعة شمالي وشمال شرقي بغداد حيث يقولون إن مسلحي القاعدة أعادوا تمركزهم فيها بعد أن بدأت الحملة الأمنية في فبراير شباط الماضي. وقال الجيش الأمريكي إن مسلحين قتلوا جنديين أمريكيين وأصابوا اثنين بجروح في محافظة صلاح الدين الشمالية الثلاثاء. وقال الكولونيل ريموند توماس مساعد قائد الفرقة الأمريكية المسؤولة عن الشمال إن الفرقة طلبت مزيدا من القوات لمحافظة ديالى التي عاصمتها بعقوبة. وقال توماس للصحفيين المرافقين لجيتس "نعتقد أنه يمكننا مواجهة هذا بزيادة قليلة في القوة القتالية." وتفاقم العنف في العراق على نحو مثير بعد أن فجر مسلحون يشتبه في أنهم أعضاء في القاعدة مزارا شيعيا في سامراء شمالي بغداد في فبراير شباط عام 2006. ولكن تراجعت الهجمات في العراق بنسبة 55 بالمائة منذ استكمال نشر 30 ألف جندي أمريكي إضافيين في منتصف يونيو. ويجري جيتس محادثات أيضا حول مفاوضات مقررة بين بغداد وواشنطن بشأن دور القوات الأمريكية بعد انتهاء تفويض مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. ويقول العراق إنه سيمدد التفويض حتى نهاية عام 2008. وقالت واشنطن من قبل ان اتفاقا ثنائيا سيغطي حجم ودور القوات الأمريكية في العراق بعد ذلك التاريخ.