تعتبر قازان مهد الإسلام في روسيا ، كما إنها المدينة التي يرتبط بها ارتباطا وثيقا تاريخ نشوء الدولة الروسية والعاصمة الثالثة لروسيا الاتحادية بعد موسكو وسانكت بطرسبورغ.وهناك عدة روايات وأساطير حول أصل تسمية قازان منها أن نجل الخان البلغاري عبدالله قرر أن يقيم مربضا على ضفة نهر غير معروف ،فأرسل خادمه لجلب الماء بواسطة قدر صنع من الذهب وبما أن ضفة النهر كانت شديدة الانحدار ولم يكن اخذ الماء سهلا فقد سقطت القدر من يده في الماء، وبعد هذا الحادث أطلقت على النهر وعلى المدينة القائمة عنده تسمية «قازان» اي القدر. وثمة روايات أخرى يطرحها اللغويون وعلماء الاثنوجرافيا مفادها أن التسمية مأخوذة من اسم حسن الأمير البلغاري الذي شيد المدينة. أما ابسط الروايات فتقول إن اسم المدينة مأخوذ من اسم نهر قازانكا الذي تقع المدينة على ضفافه.بالإضافة إلى الخلافات حول أصل تسمية المدينة ثمة روايات كثيرة عن تاريخ تأسيسها، وطبقا للرواية الرسمية المعتمدة في الوقت الحاضر فقد تأسست المدينة قبل ما لا يقل عن 1000 عام مضت. وتؤخذ كحجة لذكرهذا التاريخ قطعة النقود التشيكية التي عثر عليها في سياق الحفريات في منطقة كرملين قازان وصكت كما يعتقد في عام 929 - 930 وكذلك اللقيات الأخرى التي تؤكد ذلك بقدر اقل وضوحا. وقد احتفل باليوبيل الألفي لقازان رسميا في عام 2005. لقد كانت قازان في القرنين الثالث عشر والرابع عشر مركزا تجاريا وسياسيا هاما ضمن دولة الاورطة الذهبية ( كانت هذه الدولة في القرون الوسطى ضمن الامبراطورية المغولية وأسسها أحفاد جنكيزخان) ، وأصبحت منذ عام 1438 عاصمة إمارة خان قازان، وكانت تثير دهشة أهل ذلك الزمان لمتانة أسوارها وفخامة قصورها ومساجدها.وبعد ثورة عام 1917 تغيرت الحياة في قازان كما في جميع أنحاء البلاد ، وأضحت قازان في مركز الحرب الأهلية وسرق من بنك في هذه المدينة الاحتياطي الذهبي للإمبراطورية الروسية. وفي الوقت الحاضر أصبحت قازان عاصمة لجمهورية تتارستان ضمن الاتحاد الروسي، وفي 31 مايو عام 2008 أعلنت قازان في بروكسل بصفتها عاصمة الألعاب الجامعية الصيفية العالمية لعام 2013 . وقازان مدينة جميلة وحديثة، كما أنها احتفظت في الوقت نفسه برونقها التاريخي. وفي أيامنا يمكن أن يمتع السياح النظر بكرملين قازان بعد إعادة اعماره وان يزوروا الأحياء التتارية القديمة وان يستمتعوا بجمال الكنائس والمساجد التي شيد بعضها في القرن الثامن عشر برخصة من الامبراطورة يكاترينا الثانية شخصيا.