في أول لقاء معه عقب الحادث الإرهابي بحضرموت
لقاء / محمود دهمس أجرت الصحيفة لقاءً ضافياَ مع الأستاذ سالم أحمد الخنبشي محافظ محافظة حضرموت ناقشنا معه جهود المحافظة في مكافحة الأعمال الإرهابية التي قامت بها عناصر إرهابية ، والعمل على تطوير وتنشيط قطاع الإستثمار بالمحافظة ومشاريع البنية التحتية الجاري العمل فيها بالإضافة إلى ما توليه المحافظة من إهتمام للمشاريع الإستراتيجية كالموانئ والمطار والطاقة الكهربائية وتقييمه لتجربة السلطة المحلية في بلادنا عموماً وفي المحافظة خصوصاً وغيرها من الموضوعات المتصلة بدور الأسرة والمجتمع في تربية الأبناء ومراقبة سلوكهم ومسالكهم إحترازاً من أن ينخرطوا في طريق غير سوية تؤثر على مستقبلهم وتعكس نفسها سلباً على مجريات العملية التنموية الإقتصادية المنشودة في الوطن اليمني الذي عانى كثيراً من جراء أعمال التخريب والإرهاب ...والحصيلة في الأتي :ـ [c1]جهودنا تتواصل في تعقب الإرهابيين [/c]في البداية أتقدم بالشكر للإخوة في صحيفة 14 أكتوبر هذه الصحيفة التي تحمل مدلولاً ورمزاً تاريخياً للثورة اليمنية ولكل العاملين فيها مقدراً كل الجهود التي يبذلونها من أجل أداء رسالتهم الصحفية التي أنيطت بهم ..وبالنسبة لحضرموت وكما هو معروف هي محافظة كبيرة من ناحية مساحتها الجغرافية ولديها حدود برية تنفتح على الصحراء طويلة جداً تقدر بحوالي 500 كيلومتر ،وهناك الكثير من المنافذ والطرق التي ربما كانت تستخدم بشكل غير مشروع لتهريب أي شيء يراد تهريبه إلى الوادي ، ونحن لا نستطيع بكل الإمكانيات التي لدينا أن نقوم بتغطية هذا الشريط الصحراوي الواسع و أيضا الشريط الساحلي الممتد ، ولكن تبذل جهود كبيرة جداً من قبل الأجهزة الأمنية المختصة بالتنسيق مع السلطة المحلية والمواطنين في رصد أي عمل يهدف إلى تهديد السلم الأهلي والأمن العام والسكينة الإجتماعية وتهدد بشكل كامل ولعلكم تابعتم ما تم مؤخراً في محافظة حضرموت من إعادة النشاط لعدد من الخلايا الإرهابية التي تنتمي إلى القاعدة في عدد من مناطق محافظة حضرموت وكانت البداية هي استهدافهم لمعسكر الأمن العام والأمن المركزي في مدينة سيئون وتمت عملية التفجير بسيارة مفخخة قام بها أحد هؤلاء ..ورعاية الله سبحانه وتعالى حمت الجنود والمنشآت التي أستهدفت من أن تصاب بدمار وتدمير أو تذهب ضحايا كثيرة ولم يستشهد سوى أحد الجنود الذي كان له دور فاعل في إيقاف تلك العربة التي كانت تستهدف هذا المعسكر وتم تفجيرها ولم يتعرض أحد من الجنود إلا صابات طفيفة مع مجموعة من المنازل والأهالي جراء تحطم نوافذ تلك المنازل بسبب شظايا الزجاج وهذه البداية كانت لهم وشكلت ناقوس خطر وأعقبها استهداف جسر الخور في مدينة المكلا من خلال وضع إحدى المتفجرات ولكنهم لم يحققوا الغرض الذي يريدون الوصول إليه ، وبدأنا نحن بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية نأخذ كثير من هذا الحراك الذي في الأخير قادنا إلى أن نكتشف الوكر الذي كانت تنطلق منه هذه العناصر الإرهابية ، لأنه كان لدينا الاعتقاد أن السيارة التي قامت بالتفجير في سيئون لم تجهز في خارج المحافظة بل في منطقة قريبة جداً ، وفعلاً قادتنا التحريات إلى المنزل الذي كانت تستغله هذه العناصر الإرهابية وتمكنا من التعاطي معها مما أدى إلى مقتل خمسة منهم وأسر عنصرين واستشهاد ثلاثة من جنودنا وإصابة عدد من الجنود وأستطعنا أن نحصل على كمية كبيرة من الذخائر والأسلحة والمتفجرات وأهم من هذا كله استطعنا أن نصل إلى معلومات دقيقة عن هذه الخلايا الإرهابية تحمل عناصرها وآليات عملها ومن خلالها استطعنا أن نواصل التحري وقمنا بالقبض على عدد من العناصر الأساسية التي كانت مطلوبة من قبل الأجهزة الأمنية ، كما تمكنا من اكتشاف وكر جديد في المكلا هو عبارة عن خيمة منصوبة في إحد الأماكن البعيدة نسبياً المكلا كانت تستخدمها إحدى الخلايا الأخرى في المكلا .ووجدنا نفس الذخائر والأسلحة والقينا القبض عل أحد أفرادها وكانت نفس نوعية الذخائر والأسلحة التي تم اكتشافها في تريم وتواصلت جهودنا بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية ومؤخراً تمكنا من كشف كميات كبيرة من الأسلحة تصل إلى واحد وعشرين صندوقاً من الأسلحة تحتوي على ذخائر مختلفة وأسلحة ومتفجرات بنفس النوعية التي كشفنا عليها وجهودنا تتواصل في تعقب هؤلاء كأشخاص وأيضاً كمواقع نعتقد بأنهم يستخدمونها وإن شاء الله نصل إلى غايتنا و نضيق الخناق عليهم مما يؤدي إلى القبض على العناصر الأساسية المطلوبة أو العناصر التي أصبحت مرتبطة بالعمل الإرهابي لان الإرهاب لا قومية ولا دين ولا جنس ولا وطن له وهو ظاهرة عالمية وفي الأخير فهو يهدد العملية التنموية في البلاد يهدد السياحة يهدد الأمان والاستقرار والطمانئنية والسكون ، وكما هو معروف حضرموت منذ فترة طويلة لم تشهد مثل هذا العمل وما يؤسف له أن هذه العناصر تنتمي إلى حضرموت في الأساس وهذه قضية تحتاج إلى دراسة وتحليل نحن الآن بصددها وكنا نتوقع أن الذين يقومون بالأعمال الإرهابية من خارج المحافظة ،ولكن ثبت أن كثير من الأعمال الإرهابية سواء التي كانت في صافر أو في مأرب أو في غيرها من المواقع أو الضبة ثبتت أن هذه العناصر الأساسية هي التي كانت وراء الأعمال التي حدثت بما فيها حادث المدرسة التي أطلقت عليها القذائف في منطقة هبرة بصنعاء وهذه كلها خيوطها في حلقات متواصلة ومترابطة ولها ارتباط بنظام معين. [c1]أستهداف مشاريع حيوية ..‘إجراءات مشددهً [/c][c1]* هل كانت هذه العناصر الإرهابية تستهدف مشاريع تنموية هامة ..وهل من تدابير متخذة لعدم تكرار ما حدث؟[/c]ـ طبعاً عرفنا أن هذه العناصر الإرهابية كانت تستهدف ضرب الكثير من المواقع لاسيما مشاريع البنى التحتية الأساسية والمشاريع الحيوية كالمنشآت النفطية ، محطات الكهرباء ،و المطارات والجسور المعلقة إلى جانب استهدافهم رموز السلطة وخاصة المسئولين في المحافظة هذا جعلنا نتخذ إجراءات أمنية مشددة للحفاظ على هذه المشاريع الحيوية الهامة بحيث لا تتعرض لأية حوادث إرهابية بتعزيز اليقظة الأمنية وتعزيز العلاقة مع الأهالي لأنها مهمة جداً بالنسبة للجانب الأمني لأنهم هم من يستطيعون إيصال المعلومات للأجهزة الأمنية ، ونحن دائماً ما نؤكد أن رجل الأمن يظل بمعزل عن أية معلومة مالم تكن لديه علاقة واسعة ووطيدة مع الوسط الإجتماعي الذي يعيش فيه .[c1]مشاريع جاري العمل فيها [/c][c1]* ماذا عن النشاط الاقتصادي والتنموي الذي تشهده المحافظة ؟[/c]ـ عندنا مجموعة من المدارس والوحدات الصحية ومشاريع الطرق ومياه وكهرباء الريف جاري العمل بشكل جيد فيها ولدينا مجموعة من المصانع الكبيرة مثلاً مصنع الإسمنت الذي يتوقع الانتهاء منه خلال نهاية العام الجاري. [c1]الموانئ والمطار والكهرباء أهم ما سنتبناه خلال الفترة القادمة [/c][c1]* ماهي أبرز المشاريع التي تعتزمون تنفيذها خلال الفترة القادمة؟[/c]ـ هناك توجه لدينا لتبين العديد من المشاريع التي يأتي في مقدمتها مشروع ميناء بروم الذي سيشكل رافداً هاماًلعملية التنمية في المحافظة وحددنا موقع المشروع وسنبدأ قريبا خطوات إجرائية للبدء بالعمل فيه وكذلك عندنا مشروع ميناء في حديبو بسقطرى ، كما لدينا إهتمام بأن يصبح مطار الريان مطاراً دولياً من خلال تنفيذ مشروع إعادة تأهيله ولدينا ايضاً قضايا الكهرباء التي تعتبر مهمة جداً والحقيقة أن هذا العام لم تشهد المكلا ولا حضرموت الداخل أية إشكالية في الكهرباء ولكن العام القادم أذا لم تعالج مشكلة الكهرباء ستشهد إختناقات ولهذا لدينا الآن محطة بطاقة 20 ميجاووات تعمل الغاز ستنفذ عبر شركة توتال الفرنسية بهدف تعزي الطاقة التوليدية في الوادي ونستفيد من الطاقة المشتراة بعشرة ميجاوات للساحل في العام القادم ، ولكن لابد من التفكير الجدي لحل مشكلة الكهرباء في حضرموت أما عبر إنشاء محطة إستراتيجية تكون في الهضبة أو بالاستفادة من الغاز الذي يصدر عبر منطقة بالحاف بإنشاء محطة ضخمة كبيرة جداً تمول من محافظات حضرموت وشبوة والمهرة وهذه مطروحة الآن لان فيها تمويلات كبيرة جداً وتحتاج إلى بحث عن ممولين لهذا المشروع . [c1]التقسيم الإداري يستهدف ثلاثة موضوعات [/c][c1]* الأخ المحافظ ..ما أهمية التقسيم الإداري المزمع تنفيذه؟[/c]ـ في المحافظات الجنوبية كان التقسيم الإداري قائم على أساس محافظة و مديرية ومركز بينما في المحافظات الشمالية لواء وقضاء و ناحية وعزلة وهذه المسميات لم تكن موجودة في الجنوب وبعد الوحدة ارتقى بمستوى المراكز لان تصبح مديريات وكل مركز أصبح مديرية وربما بعض المراكز لم تكن لديها مقومات تؤهلها لذلك من حيث التجهيز الإداري والإمكانيات لان تكون مديريات التقسيم الإداري الذي يتم الآن وهو في مرحلته الثانية اختيرت خمس محافظات منها حضرموت ،وتم إعداد تصورات مكتبية ونزلت فرق إلى الميدان وهي على وشك الانتهاء من عملها في الـ 18 من سبتمبر الجاري ويستهدف هذا العمل أولاً التأكد والتحقق من وجود المسميات على الطبيعة وفقاً وعملية التعداد السكاني التي جرت في 2004م والتقسيمات الإدارية السابقة ثم تسجيل أية إستحداثات وتجمعات بشرية وسكانية وإضافتها على الواقع بموجب الإحداثيات الجغرافية والثالثة هو محاولة رصد أية حالات تداخل وازدواجية بين مديرية ومديرية أو محافظة ومحافظة ونتائج هذه الأعمال الميدانية ، سيتم مناقشتها في إطار المجالس المحلية على مستوى المديريات حتى تقر ومن ثم إقرارها على مستوىي مجالس المحافظات ومن ثم إلى المركز لمحاولة إسقاطها من جديد ، فإذا كان هناك ضرورة معينة لإنشاء بعض الوحدات الإدارية على مستوى المديريات لوجود مسببات مقنعة يمكن أن تستحدث هذه الوحدات. [c1]تدعيم وتعزيز قدراتها ومنحها الصلاحيات[/c][c1]* كيف تنظرون لتجربة السلطات المحلية وتقييمكم لأدائها بحضرموت؟[/c]ـ السلطة المحلية بحاجة إلى أن تدعم وتعزز قدراتها وتعطي لها الكثير من الصلاحيات فتجربة السلطة المحلية تجربة قصيرة جداً ، ونحن نعرف أن السلطات التنفيذية على مدى آلالف السنين هي التي تحكم أ ي بلد من البلدان ومن الصعب أن تتخلى هذه السلطات المركزية عن صلاحياتها بكل سهولة للسلطات المحلية ..حتى في نطاق العائلة الواحدة ،أنا كأب للأسرة ربما لا أسمح لابني مهما كان سنه أن ينتزع شيئاً من صلاحياتي ، فمسألة كيف نؤمن كثير من الصلاحيات للسلطات المحلية بدون أية إشكاليات ؟ لكن هذا يتطلب ماذا ؟ وضع السلطات المحلية في مستوى من القدرة والتأهيل لتستوعب المهام الجديدة لأنه مالم تعزز قدرات وكادر السلطة المحلية تظل المسألة قاصرة جداً ..وبالتالي مثلاً في حضرموت بكل أسف نحن هذه المرة وقفنا أمام تنفيذ المشاريع المحلية وجدنا أنه لم تنفذ إلا 20 % منها وهذا يعود إلى الضعف الواضح في بنية السلطة المحلي ولهذا يتطلب تأهيل السلطة المحلية من حيث تعزيز الكادر الإداري وتوفير الإمكانيات ومن ثم نستطيع نقل الصلاحيات إليها .[c1]مسئولية الأسرة أولاً ومن ثم المجتمع [/c][c1]* ماهي الرسالة التي توجهونها حول ظاهرة الإرهاب؟[/c]ـ قضية الظاهرة هذه تعد عملية مكافحتها مسئولية الجميع ابتداء من الأسرة ورب الأسرة يتحمل المسؤولية في المقام الأول لأنه هو الذي يلحظ أي تغيير في سلوك ولده أو أبنه وأي مسلك يسلكه هو الذي يعيش معه أكثر من غيره قبل أن تكون للمدرسة أو الشارع والمجتمع والدولة ..فإذا أستطاعت الأسر أو الآباء أن يراقبوا سلوك أبنائهم ومسالكهم ويلاحظوا أي مسلك غريب يفترض أن يضبطوا أبناءهم ويعيدوهم إلى جادة الصواب ومن ثم تأتي مسؤولية المدارس والشارع والتيار العلمي والوعظي والإرشادي ودور العلماء في هذا الأمر ثم يأتي دور الدولة والمجتمع ككل فإذا توفرت كل هذه الحلقات فإنا نستطيع محاربة هذه الظاهرة ونعول كثيراً على دور الإعلام في التوعية بضرورة تكاتف المجتمع في هذا الجانب .[c1]رغم كل ذلك فرص الاستثمار قائمة [/c][c1]* كيف تنظرون لانعكاسات مثل هذه الأعمال الإرهابية على المناخ الاستثماري بحضرموت ؟[/c]ـ طبعاً مثل هذه الأعمال الإرهابية كان لها آثار وانعكاسات سلبية فمثلاً ما حدث من أعمال ضد السياح البلجيكيين أو إطلاق النار على النقاط ترك أثراً سيئاً وسلبياً على المناخ الاستثماري في حضرموت ونحاول نحن في المحافظة بذل جملة من الإجراءات ، فكلما ما عززنا من قدراتنا الأمنية ما فوتنا الفرصة على مثل هذه الأعمال التي تشكل ضرراً على التنمية والاقتصاد في مجتمعنا أو في بلادنا ... والحقيقة مازالت فرص الاستثمار قائمة وما زالت هناك نوايا طيبة لدى كثير من المستثمرين في تنفيذ عدد من المشاريع الهامة وتأتي في مقدمتها ميناء كبير جداً في منطقة الضبة ، وإنشاء منطقة صناعية خلف هذا الميناء سيتبناه الأخوة في القطاع الخاص ويحتاج إلى تنسيق مع السلطة المركزية في هذا الأمر ، وطبعاً سيكون ميناء بروم ميناء حكومياً وميناء الضبة ميناء تجارياً وأيضاً نتطلع لعوده الحوار مع قضية المصفاة للحسيني إذا بالإمكان أن يعيد النظر من جديد للاستثمار في هذا المجال