لحظة تأمل
منذ طفولتي وانا اسمع الصحيح والخطأ وكبرت وانا اسمع الصح والخطأ حتى وعيت هذه الكلمات وهكذا مرت الايام الى درجة انني لم اعش حياتي بالمعنى اللازم بسبب بحثي عن الصح وخوفي من الوقوع في براثن الخطأ فكرت مراراً وتكراراً في الخطيئة حتى اصبحت وكاني خطيئة في زمن السلام . فأتت المسؤولية على عاتقي لتقرع بابي وتقول لي استيقظي فلا وقت للتأسف فلم اجد سوى التقاط قلمي حتى حار القلم مني وانا مازالت احاول ان افطن مامعنى الخطأ فحدثت نفسي الحائرة هل لابد من الوقوع في براثن الخطأ لندرك معانيه ومفرداته . وهكذا اختلطت الامور في ذهني ليخيب ظني بنفسي وبالاخرين لاجد نفسي فجأة افكر بالصواب وعلى حين غرة لمعت الفرحة في عيني وقلت بصوت عال اخيراً وعيناها حاولت الوقوف على ساقيَّ اللتين عجزتا عن التحرك فنظرت الى يدي لاراهما قد انكمشتا في وسط الخريف التفت الى مرآتي فرأيت وجهاً مليئاً بالتجاعيد وفي خضم دهشتي اضاءت عيناي ببريق الفرحة وكأني وجدت جوهرة ابدية ، فابتسمت ومن خلال مرآتي نظرت الى ابني ليصرخ كياني بكلمة اغلى من الحياة نفسها .. ولدي . فقال لي : ماما ماذا بك ؟قلت اسمعني يافلذة كبدى لاتفكر بعد اليوم في الخطأ بل عش حياتك وستصل قبلي فصلاً الى حيث تنفتح فيه الازهار وتفرد الطيور وتشرق شمس الحياة كل يوم براحة وامان حبيبي .. انا الان بخير أمل حزام نعمان