فن تشكيلي
د/ زينب حزامقد يسأل سائل عن اهتمامنا بتقديم هذين الأنموذجين الجميلين من لوحات الفن التشكيلي على الصفحة الثقافية لصحيفة (14 أكتوبر).ونقول إنها نماذج فنية على أكبر قدر من الأهمية في الإبداع الفني في بلادنا، ونحن لا نختار اللوحات الفنية التي تقود المتلقي إلى متاهات المدارس اللاعقلانية والغامضة والتجريد الحديث، أي أن اللوحات التي نقدمها تجمع بين الفن التشكيلي الحديث وعبقرية الفنان اليمني والجماليات البصرية المبهرة والسبب في هذا حرص الصحيفة على تقديم أكبر قدر من روائع الفن التشكيلي اليمني، وكذلك تقديم الفن العالمي في صورة ميسرة جميلة بعيدة عن الطلاسم التقنية والمذاهب الغارقة في الذاتية. واللاشعورية، وما وراء الطبيعية وغياهب الأحلام والتيارات الغربية التي أتت بها تعقيدات المجتمع الأوروبي.إن اللوحات التشكيلية التي نعرضها على الصفحة الثقافية هي أشبه بسلة ورد متنوعة من فروع الفنون الجميلة من النحت والزخرفة والعمارة والغناء والموسيقى والفنون الشعبية الأخرى، ونحرص على تقديمها لقرائنا بصورة مشوقة تحمل الثقافة العالية الحديثة.ولهذا ركزنا على روائع الفن اليمني في السنوات الماضية التي ازدهرت فيها حركة الفن التشكيلي وانتشار المعارض الفنية المتنوعة في مختلف محافظات الجمهورية كما قدمنا نبذة عن حياة الفنانين التشكيليين اليمنيين الذين يحظون بتلك المواهب الفذة والأساليب الجمالية المبهرة.وموضوعنا اليوم عن الفنانة التشكيلية منية اليامي وهي من مواليد محافظة عدن حاصلة على دبلوم الفنون الجميلة، شاركت في المعارض الفنية للفن التشكيلي اليمني، وهي عضو في نقابة الفنانين التشكيليين اليمنيين .شاركت في العديد من الدورات في مجالات مختلفة.وتحصلت على شهادات تقديرية في معرض الشباب ـ المسابقة العامة ودورتين 2008 ـ 2009م.[c1]ملمح إنساني متطلع للمستقبل[/c]الفنانة التشكيلية منية عشقت الفن التشكيلي منذ نعومة أظفارها دلالات وتسعى إلى التجديد بعد دراستها الأكاديمية، حيث تحول معظم أعمالها إلى شكل مستمر من تعقيدات معالجة السطح التصويري المحددة في قسوة العلاقة والتناقض بين الظل والضوء.فقد سعت لتبسيط أعمالها الذاتية حتى تكون واضحة للمشاهد إذ ترسم اللوحات الفنية ذات الملامح والأشكال (الفانتازية) اللون والأشكال والزخرفة الملونة على السطح تحولاً ليس طفرياً بقدر ما هو واع بلغة الشكل، مبتعدة عن المباشرة في عملها الفني للوحة.الفنانة منية اليامي تميل إلى رسم الطبيعة اليمنية كما في لوحتها (امرأة من الريف اليمني) وقدمت لوحات فنية من مدرجات البن اليمني في صنعاء وأشجار الموز في أبين وقلعة صيرة في عدن، حيث نجد الشواطئ الذهبية والنوارس البيضاء، فقد رسمت باللون الأزرق السماء والبحر، وهذا خير دليل على حبها للطبيعة اليمنية.الفنانة التشكيلية ترفض القيود والحدود بمهارة وبأداء واعيين بلغة الشكل والرؤية البعيدة وقد أتاحت لها الظروف السياسية والديمقراطية حرية التعبير الفني ترسم بحرية الفنان التشكيلي وتعبر بريشتها الرقيقة عن حرية الكلمة في ظل قيادة الوحدة اليمنية المباركة واستطاعت فرض رأيها في عملها الفني والثقافي والأدبي في اللوحات قدمتها في المعارض الفنية الداخلية والخارجية مشحونة بالنبض الإنساني والحرية.