هونج كونج/14 أكتوبر/تان اي لين: ملأت شيرلي لو وهي من سكان هونج كونج برادها بحليب الصويا واشترت شوكولاتة مستوردة لابنها عقب اكتشاف مادة الميلامين في حليب الأطفال ومنتجات البان في الصين. وحين أثبتت اختبارات أجريت في هونج كونج أواخر الشهر الماضي أن بيضا واردا من الصين يحتوي على مادة الميلامين استبد بها اليأس. وتقول «انه أمر مخيف. من الواضح انه تسلل إلى المواد الغذائية وسلة الطعام. يحاول ابني طمأنتي قائلا أن جسمه لابد أن يكن قويا جدا لان به كميات كبيرة من هذه المواد ولم يمرض.» ويؤكد اكتشاف الميلامين في البيض وفي حليب الأطفال ومنتجات الألبان والشوكولاتة وغيرها من المواد الغذائية التي تحتوي على منتجات البان ما كان يشك فيه خبراء طويلا من أن المادة الكيماوية دخلت سلة غذاء الإنسان. ولا يقتصر الأمر على الميلامين فمعادن ثقيلة مثل الرصاص والزئبق التي يمكن أن تسبب تلفا في المخ فضلا عن الكادميوم وهو مركب يستخدم في البطاريات والمبيدات والمضادات الحيوية موجودة في سلة طعام الإنسان. ويقول خبراء إن الصين منتهك رئيسي لقواعد سلامة الغذاء إذ تضيف للأغذية بصورة منتظمة كيماويات مسرطنة كمواد حافظة أو مكسبات لون. ويقول بيتر يو أستاذ الأحياء والتكنولوجيا الكيماوية في جامعة العلوم التطبيقية في هونج كونج «في الصين لا اهتمام بسلامة الغذاء.. يضاف الكثير من المواد لذا التلوث الغذائي متفش.» ويضيف يو «هناك تلوث بيئي أيضا من المبيدات والفورمالديهايد (يستخدم لقتل البكتيريا)» مشيرا لاستخدام الملكيت الأخضر وهي مادة مسرطنة اكتشفت عام 2006 في اسماك واردة من الصين. وأضيفت المادة للقضاء على الفطريات التي تصيب الأسماك. وعادة ما تختبر كبرى الشركات المنتجة للمواد الغذائية المكونات ومنتجاتها النهائية للكشف عن أي من هذه الملوثات ولكن خبراء يقولون أن من الصعب متابعة جميع المكونات القادمة من الخارج التي تصل إلى مائدة الطعام وبصفة خاصة في الصين التي تعاني من تراخ وصعوبة تطبيق اللوائح. وفي أعقاب فضيحة الميلامين تدرس الصين قانونا أكثر صرامة لسلامة الغذاء إثر انتقادات الأمم المتحدة لرد فعلها البطيء إزاء فضيحة الحليب الملوث. وأدهشت مشكلة الميلامين حتى بعض منتجي الأغذية الذين ذكروا أنهم يجدون صعوبة في ملاحقة الإضافات الغريبة التي تضاف للمواد الغذائية. فقد أضيف الميلامين على سبيل المثال لحليب الأطفال للغش في مستويات البروتين. وقال مدير يعمل بشركة أجنبية كبيرة لإنتاج المواد الغذائية لها مصانع في الصين «كيف توصلنا إلى الكادميوم أو المعادن الثقيلة؟ لعلمنا أنها تقتل الناس. لذا أجرينا اختبارات للكشف عنها. ولكننا لم نعلم أن الميلامين يمكن أن يكون في الغذاء.» وأضاف المدير الذي طلب عدم الكشف عن اسمه نظرا لعدم التصريح له بالتحدث إلى الصحفيين «لم يكن الميلامين قط ضمن مواصفات (الملوثات التي نبحث عنها). إذا وجد الميلامين اليوم سيظهر غدا شيء أخر. من المستحيل أن نجري اختبارات لجميع المواد السامة في العالم.» وأصيب عشرات الآلاف من الأطفال في الصين بمشاكل في الكلى في الأشهر الأخيرة وتوفي أربعة على الأقل بعد شرب حليب أطفال اكتشف في وقت لاحق غشه بمادة الميلامين. وكشفت اختبارات تالية وجود الميلامين في العديد من المنتجات المصنعة في الصين من الحليب إلى الشوكولاتة واللبن ومنتجات أخرى تصدر لجميع أنحاء العالم ما أدى إلى سحبها من المتاجر. ولكن مع اكتشاف الميلامين في البيض وهو أمر يرجع على ما يبدو لتلوث العلف الذي قدم للدجاج يبدو أن هذه المادة الكيماوية تسللت لسلة الطعام بشكل اكبر مما كان يعتقد من قبل. ويستخدم الميلامين ومشتقاته في العلف الحيواني والمبيدات في الصين على نطاق واسع ولا يعلم احد مدى ما يسببه من ضرر للإنسان في حالة التعرض إليه لفترات طويلة. وفرضت هونج كونج حدا أقصى على نسبة الميلامين في الغذاء في سبتمبر بحيث لا تزيد عن 2.5 ملليجرام لكل كيلوجرام وحددت أكثر النسبة في الأطعمة المخصصة للأطفال دون الثالثة والأمهات المرضعات بحيث لا تزيد عن ملليجرام واحد لكل كيلوجرام. ويقول خبراء أن هذه القيود عشوائية وطالبوا بمزيد من الاختبارات واعتماد اكبر على العلم عند فرض قيود لضمان سلامة الغذاء. وقال تشان كينج مينج أستاذ الكيمياء الحيوية في الجامعة الصينية «وضع الحد الاقصي بناء على دراسات أجريت على الحيوان ولا نعلم حجم تعرض الإنسان لها. ماذا لو كانت تتراكم في الجسم بأكثر من الحد الأمن.» وأضاف «ينبغي أجراء مسوح لاكتشاف الأطعمة التي تحتوى على الميلامين ومدى تركيزها. بعدها سنعرف مدى خطورة الأمر.»