يجري التوجه الحالي في كثير من دول العالم ومن بينها بلادنا نحو التنمية واساليب تطويرها بشكل يخدم مصالح ذلك البلد وذلك من خلال الاهتمام بكل الموارد التي يمكن الاستفادة منها في عملية التنمية ومن بين هذه الموارد تأتي الموارد البشرية لتحتل مكاناً بارزاً في العملية التنموية لان الاستفادة من الموارد البشرية في اي بلد من بلدان العالم انما هو دليل على ادراك القيادات في تلك البلدان لاهمية الافراد الذين يعيشون في تلك المجتمعات . والمجتمع اليمني واحد من المجتمعات التي ينظر اليها على انها مجتمع فتي ، حيث يشكل قطاع الشباب شريحة واسعة منه وربما كان انعقاد المؤتمر الاول للنشئ والشباب قبل اسابيع قليلة مضت انما هو انعكاس للاهتمام الذي توليه القيادة السياسية في بلادنا بهذه الشريحة الواسعة من المجتمع والتي تحرص على ان يكون لها مكان في الخطط المستقبلية بوصفهم قادة الغد ، والشباب اليمني جزء من الشباب العربي الذي يعيش وسط جملة من المتغيرات التي تعصف به ويعلى من ابرزها صراع الثقافات او الحضارات ، والبحث عن الهوية العربية ، هيمنة القوي على الضعيف وغيرها من المتغيرات التي جعلت شبابنا يعيش وسط حالة من التخبط لمعرفة على اي ارض يقف . لذلك فأن من اهم الاولويات التي يجب اخذها بعين الاعتبار لمساعدة شبابنا على تجاوز تلك المتغيرات وتعزيز شعوره بالثقة بنفسه وبالانتماء للعالم الذي يعيش فيه سيكون عبر اتباع طريقين متلازمين الاول هو تغيير اساليب التعليم الحالية التي تعتمد على الحفظ والتلقين ومحاولة الاستفادة من تجارب الشعوب الاخرى التي اتبعت اساليب اكثر جدوى في العملية التعليمية وذلك عن طريق تعليم الطلاب في المدارس اسلوب كيفية التفكير لان هذا الاسلوب سوف تدفع الطلاب لعدم الاعتماد على المعلومات الجاهزة او النتائج التي توصل اليها من سبقهم بل تدفعهم نحو التجريب ومحاولة تحليل الاشياء عن طريق طرح الاسئلة والبحث عن اجابات لها مما يجعل الطلاب يكتشفون قدراتهم ويكتسبون مهارات جديدة وهنا يأتي دور الطريق الثاني الذي يتمثل بالاسرة والذي يجب ان يكون لها دور فاعل في العملية التعليمية من خلال تغيير نظرتها النمطية للدور الذي تقوم به المدارس في تلقين ابنائهم للمعلومات غير عابئين فيما اذا كان ابنائهم سيستفدون من تلك المعلومات في حياتهم المستقبلية ، بل في كثير من الاحيان قد يدفع الاهل ابناءهم للدخول في صراع محموم من اجل الحصول على مراكز متقدمة في الدراسة دون محاولة منهم لاكتشاف القدرات الابداعية التي يمتلكها الابناء والتي قد تميزهم عن باقي اقرانهم الامر الذي يعني ان كثير من مواهب الطلاب والشباب تتعرض للقمع والكبت نتيجة الطريقة التقليدية التي تتبعها المدارس في التدريس او نتيجة قصور نظرة الاهل لما يجب ان تكون عليه الدراسة . وعلى ضوء ماسبق يمكن القول ان تطور شعب من الشعوب او امة من الامم في اي مجال من مجالات الحياة انما هو رهن بابنائها وبقدراتهم على مواكبة العصر الذي يعيشون فيه واستيعاب التطور الحاصل في كافة الحقول العلمية والتكنولوجية . وعليه فأننا اذا اردنا ان نحقق لانفسنا مكاناً في هذا العالم ان نولي الشباب اهمية خاصة وان نعمل على بناء اجيال قادرة على الوقوف في وجه اي متغيرات قد تقف امامهم فالشباب ثروتنا الحقيقية التي ينبغي علينا استثمارها . أثمار هاشم
كيف نبني أجيالنا ؟
أخبار متعلقة