عياش علي محمداستضاف منتدى خورمكسر الثقافي يوم الخميس 23/3/2006م الاستاذ سالم صالح عبودة المتخصص بدراسة التراث ، الذي القى محاضرته القيمة ، بعنوان ( التراث بين الاصالة والمعاصرة ) وقد حضرها عدد كبير من المتخصصين في التراث وقد لاقى موضوع المحاضرة تفاعلاً كبيراً بين الحاضرين . وكان الاستاذ / سالم صالح عبودة قد استهل محاضرته بتعريف ( التراث ) حيث حدده بعدد من التعريفات ، واوضح التراث بأنه كل ماتركته الاجيال السابقة من نشاطاتها في المجالات العلمية والادبية والمعمار والرقص والفن وغيره واعتبره مخزون الذاكرة الشعبية لهذه المعارف والافكار وفي تربية لاسرة من خلال الحزاوي والحكاوي ، والاقصوصة والاساطير . وهناك لا تراث البشرية للانسانية والتراث القومي والوطني ( التراث الشعبي العربي ) ويقول الاستاذ عبوده ان التراث عملية تواصل فهو الماضي وهو الحاضر وهو الماضي والحاضر معاً . وتناول المحاضر اسماء القامات العربية التي اهتمت بالتراث امثال الدكتور طه حسين ، وشبلي شميل وحسين مروة واخرين منهم من نادوا بالنهضة الحديثة وبالمعاصرة وبالاتجاة الجديد ، والحضارة الجديدة بل والانقطاع عن التراث واخرون يرون في التراث بأنه خرافات واساطير لاتيلاءم مع الفكر العلمي ، ويرون ابعاد هذا التراث واهماله ، وانه سبب التخلف عندما تمسكنا به وهناك الاتجاة السلفي ويرى المساندون له بضرورة التمسك بالذين والعودة بافكارنا وسلوكنا الى فترة سابقة والى حدود 14 قرن من الزمان السالف ، ولقيقد هذا الطرق ان الحضارة العربية ضياع للهوية والمجتمع . وهناك تيارات وسطية ( لا هذا ولاذاك ) مع الاقرار انه تراث انساني دولي وتومي ، والحضارة ملك الجميع ، وان هذه الحضارة ساهم فيها الاغريق والرمان والفرس والعرب .وقال انه لولا جهود وابداعات الامم السالفة لما وصلت الينا وان الاختلافات الظاهرة بين الحضارات ضرورية ، ولابد من التهم بها ، ومع ذلك ليس بالضرورة ان نغير تراثنا او تدير ظهورنا لمعطيات الحضارة الجديدة . وتطرق الاستاذ / عبوده الى الفجوة الثقافية بين القديم والجديد بين التراث القديم والفكر المعاصر ، واشار الى ان تلك الفجوة سببت لنا خلخلة ، ولم تتمثل لنا هوية متناسقة . وعلينا ان نتعامل مع تراثنا بوعي ونتعامل مع معطيات العلم الحديث بوعي كذلك - وعلينا التمسك بتراثنا وان نبحث فيه لانه تراث غني وجيد ، ولهذا لايجب ان ندير ظهورنا لمعطيات العلم والحضارة الجديدة . واشار المحاضر الى مرحلة الانقطاع التاريخي حين عاشت المنطقة العربية مع الجهل ، بعد مدة ازدهارها منذ العصر العباسي حيث ازدهرت العلوم والفنون والاداب الا انه لم يعد التراث من تواصل . وبعد حملة نابليون على مصر ودخول المطبعة والكتب وجد العرب انفسهم مع فكر جديد وظنوا ان هذه حضارة ملائمة ومنهم من تجرد من التراث . وقال انه كان معيقاً واصبح معضلة وحاجزاً مع العالم ، ومنهم من طالب بالقاء التراث في النار . لكن المحاضر عبودة قال ان تخلفنا ليس من التراث ، بل ان تخلفنا هو تشتت وضعف العمل السياسي والادبي والفني وانقطاعنا وعدم التواصل مع موروثنا ومنجزاتنا في مختلف الميادين فالفكر الحضاري لايستطيع ان يتطور باستمرار دون استناده على اساس ، ولهذا وجب علينا ان ننطلق من ثقافتنا ، وتراثنا السابق . وتطرق المحاضر الى كيفية التعامل التراث ؟ ويرى ان قيمة التراث يتحدد النظرة اليه من قبلنا ومن خلال الخلفية الثقافية ، ومفهوم التراث في اليمن يعبر عن موقف طبيعي بين الفني والفقير او بين الطبقة العليا والدنيا ، لكنه في بعض الاحيان يصبح هذا المفهوم بمنطق الايدلوجيا الدينية ، وهناك اتجاه ديني الذي يدعوا الى أن يعود كل تاريخنا للاصول الدينية ولاحل ولاسبيل الا به فهو الاساس لتطبيقة على حياتنا . ويشير المحاضر الى لان في كتب المعتزله غير موجوده ، وفي اليمن تراث القرامطة لانعرف عن مؤلفاتهم بسبب هذه المؤلفات شنت الحروب ، وأتهم الكثير بالزندقة ولهذا علينا ان تتعامل مع التراث بعقلية جديدة ومعاصرة ونخضعها للتحليل العقلاني . الاوروبيون استفادوا من مؤلفاتهم وتراثهم ومؤلفات شكسبير على سبيل المثال خلق منها ادب عالمي عظيم وروسيا ايام بطرس الاكبر نقل المعارف الاوروبية وادخل فيه الباليه الاوروبي الى روسيا واصبحت بعد ذلك روسيا متقدمة في فنون الباليه على اوروبا كلها واعظم فرق العالم في الاوبرا واليابان اكبر ثاني اقتصاد عالمي بعد امريكا ، انفتحوا على الغرب والحضارة الغربية ولايزالون متمسكين بتقاليدهم القديمة ، وقال المحاضر عبوده ، ان اليمن اغنى البلدان بالتراث الشعبي بالفولكلور ، بالفن والبناء المعماري ، ولليمن اسهامات في مجال العلوم والاداب مثل الهمداني والشوكاني ونشوان الحميري ، وقال ان لدينا تراث ادبي وثقافي ضخم ولكن كيف نستفيد منه ؟ووضع المحاضر عبوده في نهاية محاضرته عدداً من المبادئ التي ستعمل على نهضة التراث اليمني منها : 1- جمع التراث وتوثيقة كما هو للباحثين والاجيال القادمة .2- يوثق ويؤرشف كتابياً ثم العمل على تطويره بمساعدة الاجهزة التقنية الحديثة .3- الذاكرة الشعبية في المناطق اليمنية كجمع وتوثق من قبل المختصين . 4- توثيق لمجلة او البوم الحان وقصائد قديمة تكون مرجعية وتوثق بالاسماء ، وبشكل علني وينشر مضمونها . 5- المحافظة على التراث وتجديدة وتدخل بعض التقنيات في الموسيقى وفي مجالات الرواية والشعر . ثم قدم الحاضرون مداخلات استطاعت ان تغني الموضوع وقد افا ض الجميع بالمديح والثناء على ثقافة الاستاذ / سالم صالح عبوده ، وسعة اطلاعه ، وقدراته المميزة في توضيح معالم الصورة في محاضرته .. هذا ، وكان الاستاذ / علي السيد عبدالله رئيس المنتدى قدم كلمة مختصرة عن عنوان المحاضرة ، ومؤهلات المحاضر ، واهمية موضوع المحاضرة وقبيل القاء المحاضرة طلب الاستاذ / علي السيد عبدالله رئيس المنتدى ، من الحاضرين الوقوف ( دقيقة حداداً ) على روح الفقيد عبدالقادر عبدربه ، مؤسس منتدى خورمكسر الذي وافته المنيه الاسبوع الماضي والدعاء له بالمغفرة والثواب .
|
ثقافة
التراث بين الأصالة والمعاصرة
أخبار متعلقة