عدن / عيدروس عبدالرحمنتتزاحم الاحداث والمواقف وتتقافز الذكريات متسارعة عندما ينطفئ قنديل الكرة اليمنية.. كانت انواره مساراً وطريقاً لأجيال عديدة، ولفرق مختلفة، ولمحافظات متنوعة، وهكذا يكون افتقادنا للاعب كروي، أقل وطأة من خسارتنا لمدرب أو معلم كروي كبير، ويكون فقداننا له في شهر كريم فضيل كشهرنا هذا (رمضان) حالة ابتهال لله سبحانه وتعالى ان يرفق به كما كان رفيقاً بنا رحيماً بشبابنا وأباً مثالياً وتربوياً قديراً في كل محطة من محطات بناءه وتدريبه الكروي، في عدن أو في أبين مع فريق الشعلة أو مع شمسان أو على مفارق وادي بنا وفريق عرفان.بالأمس خسرت عدن كلها وكرة قدمها واحداً من أبناءها الأفذاذ، رجلاً سمح لعقله ان يكون حقل اختبارات فنية كروية لإنشاء وبناء فرقاً جيدة ونجوماً سحبت البساط واستقامته في مقدمة الصفوف لفرقنا ومنتخباتنا الكروية.مات الكابتن عبدالله عبده علي أحمد، في رمضان، وفي يوم وطني كبير، وانتقل إلى جوار ربه بعد صراع مع المرض الذي أوقف نشاطه العضلي ولم يستطع إيقاف عطاءه الفكري أو وقف حبنا له واعترافنا له بالجميل باعتباره احد أفضل صانعي اللاعبين واحد أفضل مكتشفي النجوم ومن أحسن المنقبين عن المواهب.مات الكابتن عبدالله عبده ورصيده الكروي، لاعباً ومدرباً من أصحاب السعادة والدرجة العليا الرفيعة، وطوال عمره لم نسمع عنه لحظة واحدة انه يشكو أو يتذمر أو يقف خلف باب احد، كان يرحمه الله شريفاً، عفيفاً، حصان اللسان لا يسب ولا ينتقد ولا يطلب حتى حقوقه المشروعة، لأنه دأب، كما هي عائلته كلها، على ان الحديث والكلام الكثير، دليل حالة نقص وإخفاق، والعمل والعطاء الدائم هو خير من يقدمك للناس ويعرف الآخرين بك.. وعبدالله عبده من أولئك الذين لا يعرفون الكلام ، بل يبدعون في صقول العمل وصناعة اللاعبين والنجوم.
الفقيد / عبدالله عبده
الكابتن عبدالله عبده يرحمه الله، عرفه الوطن أجمع ذلك المدرب الخبير والغواص الفاهم أين تكمن وتختبئ اللآلئ والدرر، وقليل من يعرفه لاعب التضامن المحمدي، لكن أقدار مهنته الثانية قضت تماماً على موهبته الكروية.وضع /يرحمه الله/ مع فريق التلال عصارة خبرته واخلاصه وعبقريته الكروية تدريباً، وتخرجت من يديه أجيال تلالية متعاقبة حملت الراية الحمراء سنوات عديدة من داخل مدرسة النادي وعندما غادر هو ومن معه صار التلال يبحث عن نواقصه من خارج اسواره.. خدم يرحمه الله مع فريق الشعلة وربما كانت أفضل وأزهى سنوات عطاءه لأنه مدرب في ثوب مدرس وهم طلاب في زي نجوم الكرة فحدث بينهم ذلك التوافق والتقدير لأعوام عديدة وكم كان لاعبوا الشعلة /زمان/ حتى عندما تركهم أصحاب أخلاق عالية إذا شاهدوا الكابتن عبدالله عبده في المقصورة يأتون إليه يسلمون عليه ويقدمون له آيات الولاء والإجلال.ولعل من أعظم إبداعاته رحيله الشجاع إلى فرق وأندية المحافظات الريفية لإحساسه بأن ينابيع النجومية تبدأ من هناك، درب فريق عرفان وصنع من ذلك الفريق مارداً كروياً تهابه الفرق والأندية ويكفي انه أكتشف ساحر الكرة اليمنية عمر البارك، وليتكم شاهدتم عمر البارك لاعب عرفان والجيش الذي كان أعظم من أنجبته الملاعب.والحديث عن رجل فاضل ومدرب رفع شعار كاد المعلم ان يكون رسولا حديثاً لا ينضب.. ولكن الواجب ان تلتقي أندية التلال، الشعلة، شمسان، عرفان لتأبين هذا الرجل الذي غرس في صفوفهم بساتين من ذهب خالص.اللهم أغفر له وأرحمه ياكريم ..