روما / 14 اكتوبر / رويترز خاض باولو مالديني مباراته الأولى مع ميلانو قبل سنوات من انهيار جدار برلين في وقت كانت فيه السراويل الضيقة منتشرة بصورة هائلة ولم يكن دوري أبطال اوروبا لكرة القدم بشكله الحالي سوى حلم بعيد. وبعد نحو 24 عاما منذ ذلك اليوم في يناير 1985 عندما لعب امام اودينيزي سيعتزل مالديني اللعب أخيرا في المباراة الختامية للموسم ضد فيورنتينا غداً الأحد بعد أن حطم تقريبا جميع الأرقام القياسية الممكنة. لكن الحصيلة الهائلة لمالديني (40 عاما) والمتمثلة في خوض 126 مباراة مع منتخب ايطاليا والفوز بسبعة ألقاب في دوري الدرجة الأولى الايطالي وبخمسة ألقاب اوروبية لم تتحقق فقط بسبب بقائه في الملاعب لسنوات طويلة. لكن السبب يعود أيضا لكونه واحدا من افضل ما انجبت ملاعب اللعبة الشعبية. وقال مالديني هذا الأسبوع “أنا فخور بنظرة الناس إلي. قدمت كل شيء لقميص ميلانو.” ولا شك أن مالديني المدافع الذي لا يعرف الخوف رغم طريقة أدائه الرائعة والذي تنقل مرارا بين مركزي الظهير الأيسر وقلب الدفاع سيكون ضمن تشكيلة أفضل فريق في العالم لدى أغلب عشاق اللعبة. وحتى تدخلاته الحاسمة اتسمت بالجمال وندر أن يتعجل فيها ليترك المهاجمين بعدها كالبلهاء. كما يمثل البقاء في ناد واحد طوال مسيرته إنجازا هائلا لم ينجح سوى القليلين في معادلته. ودفع الوالد سيزاري مالديني بالابن باولو إلى صفوف فرق الشباب بميلانو ومنذ ذلك الحين لم يغادر ذلك النادي. وباتت العلاقة التي تربطه بميلانو قوية جدا ويسير ابنه كريستيان الآن على خطى والده في الأكاديمية. ورغم كل الكؤوس والجماهير وبينهم الكثير من المعجبات سيكون لدى مالديني بعض ما يندم عليه. فاللاعب الفذ اعتزل اللعب على المستوى الدولي عقب نهائيات كأس العالم 2002 بعد الخروج المهين من الدور الثاني على يد كوريا الجنوبية في مباراة تفوق فيها المهاجم الكوري اهن جونج هوان على مالديني في كرة عالية ليحرز هدف الحسم في الوقت المحتسب بدل الضائع. ولم يحرز مالديني قط أي لقب مع منتخب ايطاليا لكنه شعر بأن ذلك كان الوقت المناسب لاعتزال اللعب على المستوى الدولي كأكثر لاعبي بلاده خوضا للمباريات الدولية. لكن بعد أربع سنوات تابع زملاءه القدامى يتوجون بلقب كأس العالم مخالفين كل التوقعات. وكان مالديني سيعتزل في الموسم الماضي لو نجح ميلانو في الاحتفاظ بلقبه في دوري أبطال اوروبا. وكان يطمح لإنهاء مسيرته بخوض النهائي للمرة التاسعة والحصول على فرصة لإحراز اللقب لمرة سادسة. لكن الهزيمة أمام ارسنال في دور الستة عشر بدوري الأبطال في مارس اذار 2008 سرقت منه الحلم وأضيف إليها فشل ميلانو في التأهل للبطولة الاوروبية الأهم في 2009 بعدما احتل المركز الخامس في الدوري الايطالي. وسيبقى مالديني متقاسما الرقم القياسي كأكثر اللاعبين خوضا للمباراة النهائية لدوري الأبطال مع فرانشيسكو خينتو نجم ريال مدريد. ورفع مشجعون متعصبون لافتات تنتقد مالديني في مباراته الوداعية باستاد سان سيرو في ميلانو والتي خسرها الفريق على يد روما يوم الأحد الماضي. لكنه رغم هذا وبسبب رغبته في عدم التحول على الفور إلى التدريب يبدو من المؤكد أن يبقى مالديني في ميلانو ليقوم بدور ما لسنوات طويلة قادمة. وقال مالديني “لم أحسم الأمور بعد. أحتاج لعطلة.”
أخبار متعلقة