يعمل الدكتور أحمد رضا كمرشد نفسي في عمادة شؤون الطلاب في جامعة الشارقة، وهو عضو لجنة الإرشاد الأكاديمي على مستوى الجامعة، له خبرات عملية كثيرة منها عمله كاستشاري نفسي بشبكة الحصن للعلوم النفسية والإنسانية، وباحث وكاتب نفسي في المجلات المتخصصة والمؤتمرات المحلية والدولية، كما كانت له بصمته الإعلامية بتقديم برنامج "النفس المطمئنة" في إذاعة الشارقة، وتتنوع مساهماته وخبراته العلمية فمنها مشاركته في العديد من المؤتمرات والدورات والندوات."شباب الخليج" التقاه وحاوره، مسلطاً الضوء على حياته العلمية والعملية وجوانب من حياته الشخصية.[c1]حدثنا عن دراستك الجامعية ومشوار الماجستير والدكتوراه؟[/c]- أكرمني الله عز وجل بإتمام المرحلة الجامعية في علم النفس عام ،1995 وكنت بفضل الله الأول على دفعتي. وأثناء ذلك كان يساور ذهني هم الدراسات العليا، فكنت أجمع المعلومات وأقترح عناوين لبحوث ودراسات وأقول سيكون هذا عنوان الماجستير وهذا للدكتوراه، حتى اجتمع لدي عدد كبير من العناوين والأفكار حول الدراسات العليا. بعد التخرج بدأت مباشرة بمراسلة عدد من الجامعات لإكمال درجة الماجستير حيث جاء الرد سريعاً من إحدى الجامعات السودانية وهي جامعة أم درمان فسافرت إلى هناك لإنجاز عدد من الساعات الدراسية في برنامج التمهيد للماجستير، وكانت الدراسة صعبة والأساتذة يأخذون راحتهم في الضغط على طلاب الماجستير في المشاريع والبحوث والامتحانات، وبفضل الله أنجزت المرحلة ثم سجلت رسالة الماجستير حيث كان عنوان الأطروحة (القرآن الكريم ودوره في الطمأنينينة النفسية لدى طلاب المرحلة الثانوية)، وبفضل الله أنجزت الرسالة وناقشتها وحصلت على الماجستير بدرجة الامتياز.تطلعت بعد ذلك إلى الدكتوراه وبدأت المرحلة الأصعب وذلك للدراسة في جامعات أوروبية والهدف من ذلك تنويع مصادر المعلومات وزيادة الخبرة الحياتية، واخترت الجامعة الأمريكية في لندن، وكان تحدياً كبيراً بالنسبة لي بسبب اللغة الإنجليزية فلم أعتد على استخدامها سواء في الكتابة العلمية أو في المناقشة العلمية، لكن بتسهيل الله خضت هذا التحدي وتمت مراسلة الجامعة وتم اعتماد خطة الرسالة وكانت بعنوان "المساندة الاجتماعية وعلاقتها بالقلق النفسي لدى عينة طلاب الثانوية" وتميزت الدراسة ببناء برنامج عملي يتضمن زيادة مستوى المساندة الاجتماعية في البيئة المدرسية بين الطلاب، وناقشت الأطروحة نهاية عام2005.[c1]وما هو سبب تخصصك في مجال علم النفس؟[/c]- منذ صغري ولدي ميول فطرية للعناية بالآخرين، وكثيراً ما كنت أخوض تجارب في الإصلاح بين زوجين أو قريبين وأنا في عمر الخامسة عشرة أو أقل، كما أن لدي ميولاً فطرية أيضاً لمراعاة مشاعر الناس وتحسس همومهم والتفاعل معها، بعد أن تخرجت من الثانوية كانت الخيارات الجامعية مفتوحة أمامي وكان في بالي تخصصان: علم النفس أو الدراسات القانونية المقارنة، ومع استشارة الوالدين الكريمين استقربي الحال نحو علم النفس، ووجدت فيه غايتي وإشباع ميولي الفطرية ورغباتي الداخلية.[c1]تعمل في وحدة الإرشاد الطلابي في جامعة الشارقة، فماذا عن طبيعة عملك؟[/c]- تسعى وحدة الإرشاد لتحقيق هدفها في بناء الشخصية المتكاملة للطالب الجامعي وتحقيق التوازن في شخصيته في الجوانب: النفسية والاجتماعية، ومهاراته الفردية تكميلاً للبناء العلمي الذي تقوم به القاعات الدراسية، وفق رسالتها بأنها سند الطالب خلال رحلته الدراسية في الجامعة، سعياً منها في مساعدة الطالب ليصبح قادراً على حل مشكلاته وتجاوز عقبات الحياة بكفاءة وفعالية عالية، اضافة الى تطوير مهاراته الشخصية التي يظهر ضعفه فيها، أو التي تنقصه ويتغافل عنها أو ينساها، وتقدم الخدمات الارشادية والدورات وورش العمل التدريبية بشكل فردي وجماعي على امتداد فترة دراسة الطالب في الجامعة، ومتابعة الطلاب الحاصلين على مستويات متدنية في التحصيل الاكاديمي ومعرفة أسباب ذلك وطرح البرامج التي تسهم في رفع حافزيته للدراسة والتحصيل وتساعده على تخطي العقبات أمامه.[c1]كانت لك تجربة في المجال الاعلامي عبر اذاعة الشارقة، حدثنا عنها؟[/c]- كانت لي مشاركات إعلامية طيلة مسيرة حياتي، في المدرسة والصحف المحلية، وختمت ذلك بتقديم برنامج "النفس المطمئنة" والذي بث من إذاعة الشارقة، واستمر أكثر من خمسين حلقة ثم أعيد بثه في خلال ثلاث سنوات متتالية. كان البرنامج يناقش قضايا تمس كل إنسان في مجالاته السلوكية والانفعالية والعاطفية وكذلك قضايا الصحة النفسية والطمأنينة، مع التنبيه على بعض العبادات التي تساند ذلك كله.[c1]ما هي الكتب التي تفضل قراءتها؟[/c]- أنا من النوع الذي أقرأ كل شيء في القراءة العامة، وأركز قراءاتي الخاصة في مجال تخصصي، فأقرأ في التاريخ والجغرافيا، وعلوم الصحة والطب العشبي، والاقتصاد والسياسة، كما أنني أكرر قراءة القرآن الكريم والأحاديث الشريفة بتأنٍ لاستخراج وفهم أسرار النفس الإنسانية لأستفيد منها في بحوثي ودوراتي التدريبية. كما أركز قراءاتي في بحوث علم النفس وتنمية الشخصية وتطوير الذات. وأنصح إخواني الشباب بقراءة كتب الأديب والموسوعة الكبير علي الطنطاوي رحمه الله حيث أشعر بأنني استفدت من قراءتي له إلى أبعد حد سواء في سلوكي الشخصي، أو في أسلوبي الكتابي أو في أفكاري ونضجي العلمي.وأنصح بقراءة كتاب "وحي القلم" لمصطفى صادق الرافعي وهو وإن كان أسلوبه صعباً لكنني أنصح به لأنه يحرك الذهن ويحفز النقد الموضوعي كما أنه يتفق والإبداعات الفكرية الرائعة.[c1]ما أهمية الدورات التدريبية المتخصصة في تنمية الشخصية للطلاب والطالبات؟[/c]- يقول الإمام الشافعي إذا ظن الإنسان أنه علم فقد جهل، وإذا اعتقد أن شخصيته وسلوكه سليم فهو العليل الناقص، والنفس الإنسانية بحاجة على الدوام إلى التزكية والسمو والتنقية، والسلوك الإنساني يحتاج إلى التنمية والتعديل، والمشاعر الداخلية تتطلب منا باستمرار التصفية والتطهير والتنظيف حتى تصبح حياتنا سعيدة ونصبح أشخاصاً فعّالين، كما أنه يحتاج إلى مهارات سلوكية للتعامل مع نفسه ومع وقته ومع دينه ومع مجتمعه ووطنه، وهنا تأتي أهمية الدورات التدريبية الهادفة التي يقدمها متخصصون مخلصون ولا تكون تجارية هدفها الأساسي الكسب المالي والحصول على الشهادة.والطلاب والطالبات هم أحوج الناس إلى هذه الدورات لسببين: الأول أن مرحلة الدراسة سواء في المدرسة أو الجامعة هي لتكوين الشخصية، على أساس سليم في مشاعره ومهاراته وسلوكياته كانت مسيرته الدراسية ومسيرته الحياتية ناجحة وفعالة وسعيدة.والثاني أن الأفراد مع تقدم التقنية والحضارة يصبحون بعيدين عن بعضهم البعض مما يضعف لديهم التواصل ويقلل من فرص نقل الخبرات والتجارب وبالتالي فيحتاج الإنسان للاستفادة من التجارب الحياتية من خلال الدورات التدريبية.[c1]ما هي هواياتك؟[/c]- لكل زمن ومرحلة في حياتي هواياتها الخاصة، ففي مرحلة كنت جامعاً للطوابع البريدية، وفي مرحلة أخرى لاعباً للكاراتيه وحصلت على المرتبة الأولى في بطولة الكاتة وعمري 13 سنة، وفي مرحلة أخرى ركزت على كرة السلة وشاركت مرتين في بطولة الجامعة ومثلت كليتي، والآن أنا رياضي مع وقف التنفيذ، وأهتم بالزرع والزراعة وأحب العناية بالأشجار والزروع.[c1]في نظرك ما هي المشكلات النفسية التي يعاني منها الطلبة؟[/c]- الطلبة يعانون من مشكلة واحدة تسبب أكثر المشكلات في حياتهم الجامعية أو الأسرية هذه المشكلة هي فقد القيمة الذاتية، مما يجعله متوتراً وقلقاً في الامتحانات، ويجعله يسيء التعامل إلى زملائه، ويوقعه في أخطاء ومجازفات عاطفية (سواء الطلاب أو الطالبات) وغير ذلك، ولكن ما سبب فقدان القيمة الذاتية فلها عوامل كثيرة والحديث عنها يطول واكتفي بأهم ثلاثة أسباب هي: فقد روح المسؤولية والشعور بالهدف في حياته، فقد التقدير داخل الأسرة بسبب انشغال الوالدين أو سوء تعاملهما أو فقد العاطفة الأسرية الجياشة، النظرة إلى الحياة بمفهوم المتعة الآنية والتي تجعل الفرد لا شعورياً يحس بأنه كالطفل الذي إذا جاع بكى دون أن يفكر، وإذا امتلأت بطنه بكى، هذه النظرة للمتعة الآنية تجعل الفرد لا شعورياً يفقد لذة الحياة وبالتالي يفقد قيمته في الحياة.[c1]كيف تقضي وقت فراغك؟[/c]- لا أعرف أنني جلست مرة فارغاً، ولا أذكر أنني فكرت بهذا السؤال من قبل، فوقتي موزع بين عملي وأسرتي الصغيرة وعائلتي الكبيرة وأداء حق كل منهم، وبين قراءاتي وبحوثي والدورات التدريبية، أمارس الأنشطة الجسدية بمعدل 7 ساعات في الأسبوع، أجتمع بأسرتي وأطفالي بمعدل 7 ساعات في الأسبوع، أشاهد التلفاز بمعدل 4 ساعات في الأسبوع ولا أحضر المهرجانات ولا أنشغل بالملهيات، وأخدم نفسي بنفسي في كثير من الأعمال التي أستطيعها، أقرأ وأكتب وأبحث بمعدل 35 ساعة أسبوعياً، وأنام من 35 -42 ساعة في الأسبوع، وأعمل في وظيفتي بمعدل 50 ساعة أسبوعياً، وأقضي حاجات بيتي وأسرتي في ما بقي من الوقت.[c1]هل من كلمة توجهها للشباب؟[/c]- إننا أمة الإسلام وهي أمة لا تموت عبر التاريخ ويخطئ من يظن غير ذلك، نعم ربما تضعف ويصيبها شيء من الوهن لكن سيأتي يوم تنهض من ضعفها وتستيقظ.
الشباب .. و فقدان القيمة الذاتية
أخبار متعلقة