بغداد /14 أكتوبر/ رويترز :رحب نوري المالكي رئيس وزراء العراق بالإفراج عن 450 معتقلا من السجون الأمريكية أمس الخميس ودعاهم للمساهمة في تحسين أمن العراق.وألقى المالكي وهو شيعي كلمة أمام السجناء الذين اصطفوا في القاعدة الأمريكية (كامب فيكتوري) قرب مطار بغداد ولبس عدد كبير منهم قمصانا يبدو أن الجيش وزعها عليهم.وقال المالكي للصحفيين إن الحكومة العراقية تريدهم أن يغيروا الاتجاه وان يساهموا في عملية بناء البلاد وتطويرها.وأضاف أن الأمن هو "المفتاح الذهبي" وان حكومته ستتحرك بقوة لجعل عام 2008 عام البناء والخدمات.وعملية الإفراج الجماعي اليوم هي من اكبر العمليات الأمريكية من نوعها هذا العام. وأفرج عن نحو 350 سجينا من مراكز الاحتجاز الأمريكية في 17 أكتوبر بمناسبة عيد الفطر.وصرحت انجيلا ويب نائبة المتحدث باسم عمليات الاحتجاز الأمريكية في العراق بأنه في الأسابيع القليلة الماضية كان يفرج عن نحو 50 سجينا في اليوم. وقالت انه أفرج العام الحالي عن نحو 6300 حتى الآن.لكن مايزال هناك في السجون الأمريكية نحو 25 ألفا ويزداد عددهم كل أسبوع. كما يحتجز في السجون العراقية آلاف آخرون لأسباب أمنية.ومصير المحتجزين العراقيين قضية حساسة منذ نشر صور الانتهاكات التي ارتكبها جنود أمريكيون بحق سجناء عراقيين في سجن أبوغريب في الأشهر التي أعقبت الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 .كما اكتسبت القضية حساسية خاصة لا في العراق وحده حيث غالبية السجناء من السنة العرب الذين يقاتلون القوات الأمريكية بل في العالم العربي كله.وقال جمعة السويداوي انه كان مسافرا الى محافظة الانبار الغربية في ابريل عام 2005 حين احتجزته القوات الأمريكية. وكانت الانبار في ذلك الوقت معقل المقاتلين السنة.وقال السويداوي وهو من الرمادي عاصمة المحافظة "المعاملة كانت سيئة في اول الأمر. حمدا لله تحسنت هذا العام."وقالت ويب ان الرجال احتجزوا لاعتبارهم "خطرا على الامن". وبقي معظمهم نحو عام في الحجز.وقبل عملية الإفراج يوقع السجناء تعهدا بعدم تعريض حياة العراقيين للخطر.وطالب المالكي بالإفراج سريعا عن سجناء لا يشكلون خطرا.وتأمل حكومة المالكي في الاستفادة من تراجع العنف خاصة في بغداد وحولها لتجاوز الخلافات السياسية ودفع البلاد على طريق الصحوة الاقتصادية ورأب التصدعات الاجتماعية.وادخل عادل الدليمي وهو من سكان الانبار مركز الاحتجاز الأمريكي في يناير.وكان أول ما فكر فيه وهو يستعد للعودة إلى داره أمس الخميس هو أولاده وما إذا كانوا يدرسون.وقال "أريد أن أرى أسرتي ... سأعيش مثل اي مواطن حر في هذا البلد."ميدانياً قتل جندي أميركي جراء جروح أصيب بها أمس الأول، فيما أعلنت الشرطة العراقية مقتل اثنين من عناصرها بانفجار قنبلة في مدينة الكوت جنوب شرق بغداد. وفي الأثناء نجا قحطان الموسوي المدير العام لإدارة التربية في مدينة البصرة من محاولة اغتيال.ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن بيان للجيش الأميركي أن "جنديا أميركيا قتل متأثرا بجروح أصيب بها إثر انفجار عبوة ناسفة استهدف دورية راجلة جنوب بغداد الأربعاء الماضي".وبذلك يصل إلى 3857 عدد العسكريين الأميركيين الذين قتلوا منذ الغزو الأميركي للعراق عام 2003 وفقا لأرقام وزارة الدفاع الأميركية.من جهة أخرى أعلنت الشرطة العراقية الخميس مقتل اثنين من عناصر الشرطة وإصابة أربعة آخرين بجروح في انفجار عبوة ناسفة استهدفت دوريتهم في مدينة الكوت كبرى مدن محافظة واسط جنوب شرق بغداد.وقال مصدر رفض الكشف عن اسمه لوكالة الأنباء الفرنسية إن الهجوم استهدف دورية لشرطة التدخل السريع في حي العزة الذي يعتبر من معاقل جيش المهدي التابع لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر.على صعيد آخر نقلت وكالة أسوشيتد برس عن ضابط عراقي فضل عدم الكشف عن هويته أن قحطان الموسوي المدير العام لإدارة التربية في مدينة البصرة قد نجا من محاولة اغتيال عندما تعرض موكبه صباح أمس لانفجار قنبلة أثناء مروره وسط المدينة.وقد أصيب جراء الانفجار اثنان من حرس الموسوي وآخران من المشاة.والموسوي عضو بارز في المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق الذي يعد أكبر الأحزاب العراقية ويقوده عبدالعزيز الحكيم.وكان قائد شرطة البصرة اللواء جليل خلف قد نجا أمس من محاولة اغتيال بقنبلة استهدفت موكبه، وهي المرة الثانية التي يستهدف فيها اللواء خليل في أقل من أسبوع.وفي وقت سابق أكد مدير شرطة كركوك العميد برهان حبيب طيب نجاته أيضا من محاولة اغتيال فاشلة بانفجار عبوة ناسفة في موكبه أدت إلى إصابة اثنين من حراسه.وتأتي عمليات العنف فيما قالت الشرطة العراقية إنها زرعت 250 كاميرا للمراقبة في مناطق متفرقة من بغداد للمساعدة في حفظ الأمن.