أقواس
قبل أن تستوي ثمار مزروعاتهم مثلهم بعض المزارعين الذين يستخدمون والمبيدات الكيماوية لكي تستوي مزروعاتهم بصورة سريعة يسهل لهم بيعها في الأسواق بأسعار باهظة ولو على حساب أرواح المستهلكين، بالرغم من أن هؤلاء المزارعين لو صبروا على هذه الثمار حتى تستوي بشكل طبيعي لنضجت في وقتها المحدد وتذوقها الناس بنكهتها وطعمها الأصلي وطيب رائحتها من غير أن تسبب أية أضرار أو مضاعفات ينتج عنها أمراض كثيرة. وهكذا هو حال فن الغناء في هذه الأيام، لاسيما مع ظهور هؤلاء الشباب (البزغة) كما يقول المصطلح الشعبي الذين لا يعرفون أن الفن الغنائي له شروط وقواعد ومؤهلات وسلالم ودرجات ومقامات موسيقية، ونرى مع الأسف كثيراً منهم يحظون بالشهرة والمال من خلال مشاركاتهم في حفلات الأعراس ، والملفت للنظر أن الجمهور المتأثر بهؤلاء الشباب لا يهمه سوى الصوت المرتفع والضجيج ومظهر الفنان لاغير، والمحزن أيضاً في ذلك أن يستمع إليهم شخص متذوق للأغاني الراقية، سواء من خلال حفلات الزواج أو من خلال التلفزيون وهو متأكد من ركاكة هذه الأغاني ضعيفة المضمون والأداء ، خاصة عندما يقدم هؤلاء الشباب أغاني تراثية بصورة مشوهة، فأين النقد هنا وأين الاعتراض على محاولات التشويه المتعمدة لتراثنا الغنائي ومتى سنرى الفنان المناسب في المكان المناسب؟ ونحن في تناولنا هذا نتمنى على الفنانين الشباب أن يتسلقوا سلالم الشهرة درجة حتى يصلوا إلى مبتغاهم على الساحة الفنية ولا يتجنون على أغانينا التراثية بهذا الشكل المهين، ومن هنا ندعو المخلصين في الجهات المعنية بالتراث الغنائي اليمني إلى تسليط الضوء على أولئك الفنانين العمالقة الذين لا يعرفهم الكثير من الناس في يمننا الحبيب أمثال : الفنان الكبير سعد عبدالله العدني وأحمد سعد العدني ومحمد صالح العدني ويوسف عبدالغني وفضل الوهطي وإسماعيل سعيد هادي وعبدالرحمن المجد وعبدالقادر جمعة خان وأحمد تكرير وعمر محفوظ غابة وحمودي عطيري وعثمان علي عثمان ومحمد بن محمد باسويد وعبدالقادر بامخرمة ومحمد سالم بن شامخ وخليل محمد خليل وصالح يوسف الزبيدي وعبدالله حنش ومحمد سعد الصنعاني ورجب علي عوضة وعلي الجمالي واحمد محرم وسعد الزبيدي وشريم والخضر وحمود زيد عيسي وحسين حويس ومحمد الرحومي وموسى بورجي وحسين بهلول وصالح اللحجي وأبو حسن اللحجي وطاهر حسين ومحمد حكومي وبشير ناصر وعلي الصعفاني ويحيى العرومة ومحمد أبو نصار وعبدالكريم علي قاسم وعبده عبدالله الربيع وسلم عبدالباقي وعبدالجليل العبسي وأنور مبارك ويحيى السنيدار وحسن عوتي العجمي ومحمد الذماري ومحمد الجماعي ومحمد حسين السعيدي وعوض دحان وجمال داؤود وسعودي أحمد صالح وحسن عطا ومحمد قاسم الأخفش ويحيى قاسم الأخفش والشامي والحميدي ونجم الدين نجمي وخالد السعدي ويوسف أحمد سالم وعلي ذيبان وحسن فقيه وحسين فقيه وعلي فقيه الفرساني ومحمد صالح الصنعاني ومحمد علي ميسري وأحمد علي قاسم ومحمد سيلان وعبده سيلان وصالح البصير ومهدي حمدون وفضل كريدي وحسن كريدي ومفتاح سبيت كندارة وسالم المولد وبدوي الزبير وغيرهم من الفنانين الفطاحلة الذين لا تحضرني اسماؤهم وغابوا عن الذاكرة. وأخيراً نقول هل يلتفت إلى أعمال المنسيين سواء من الأحياء أو الأموات؟ ويعاد تصنيف منتجاتهم بصورة حديثة ليتلقفها الجمهور المتذوق عندنا حفاظاً على تراثنا الغنائي النقي، وهل سيتم تعريف الجمهور بما قاموا به من جهد وبذل وتعب لتأصيل هذا التراث وتوثيق كل أعمالهم الغنائية في الإذاعة والتلفزيون؟ وهل سينال هؤلاء ما يستحقونه من تكريم أسوة بغيرهم من المكرمين- وهم قلة -؟ وهل هناك خطة لتطوير الأغنية التراثية بإدخال الأوركسترا الحديثة عليها، لتصبح أكثر رونقاً وروعة أم سنقف عند هذه الضوضاء الغنائية التي تنتشر في أسواقنا وفي قاعات الزفاف والتي لم تفرز إلا «لبن .. سمك .. تمر هندي».