تعز تعيش عيداً غير معلن ، ومفاجأة أذهلت التاريخ
انطباعات سجلها/ عبدالرؤوف هزاع الكل أجمع أن المفاجأة غير متوقعة ، وأن الدهشة عقدت لسان الحال ، وأن الاحتراب بين إخوة المصير والنضال الفلسطيني أمر أدمى قلوب العرب وأرجع ضمير العالم، وبين من وقف موقف المتفرج وموقف المتخاذل وموقف المناهض وموقف المبادر إلى رأب الصدع والعمل على إعادة توحيد الصف. وكانت اليمن كما عهدها التاريخ ، سباقة إلى استنفار جهودها السياسية والشعبية ، من أجل انتصار فلسطين وتوحيد قوى النضال الفلسطيني لتسفر هذه الجهود عن نجاح المبادرة اليمنية في إعادة الوفاق الفلسطيني إلى موضع الجبهة النضالية الموحدة. حول هذه المفاجأة المذهلة التي راهن الكثيرون على فشلها سجلت 14 أكتوبر انطباعات الشارع اليمني بمحافظة تعز فكانت اللقاءات التالية : [c1]نجاح المبادرة وحكمة الرئيس اليمني .. موقف معهود :[/c]صادق أمين أبو رأس - محافظ محافظة تعز: لم يساورني الشك للحظة واحدة ، بنجاح المبادرة اليمنية لعودة الوفاق الفلسطيني بين منظمة التحرير الفلسطينية وحركة المقاومة الإسلامية، وذلك لعدة اعتبارات أهمها أن الشعب الفلسطيني ، يدرك تماماً موقف اليمن الثابت من قضية العرب المركزية (فلسطين) طوال فترة الصراع العربي - الإسرائيلي ، وحرص اليمن على تعزيز جبهة المقاومة الفلسطينية في نضالها المشروع ضد التوسع الصهيوني . ولم تنحاز اليمن في أي ظرف من ظروف المقاومة إلى احد الفصائل أو حركات المقاومة العربية الفلسطينية ، بمعزل عن الآخر.. بل كانت مع مجموع الهم العربي الفلسطيني ، ومع خيارات شعب فلسطين ، ومع تطبيق قرارات الشرعية الدولية بشأن فلسطين ، ومع عودة اللاجئين وعودة الحدود الفلسطينية إلى ماقبل 67م وفوق كل الاعتبارات وحدة الموقف الفلسطيني بين كل فصائل المقاومة وحقن الدم الفلسطيني ، واعتبار القدس عاصمة أبدية لفلسطين أولى القبلتين وثالث الحرمين ، كل هذه الاعتبارات ظلت وستبقى لنا أبناء الشعب اليمني ثوابتاً مصيرية ترسخت في وجداننا، .. وحينما تدعو اليمن إلى حقن الدم الفلسطيني وعودة اللحمة وتوحيد الموقف ، فإن الكل يدرك وعلى يقين أن الرئيس علي عبدالله صالح لا يسعى وراء كسب إعلامي ، أو بريق سياسي على حساب نضال شعب فلسطين، فقد عودنا طوال العقود الثلاثة على إعلان المواقف الشجاعة والداعمة لكل ما من شأنه تحقيق وحدة الصف العربي ، والانتصار في كل مواقفه لخيارات الشعب الفلسطيني .. من دون أي مزايدة .[c1]شجاعة الرئيس ورجاحة العقل الفلسطيني :[/c]محمد أحمد الحاج - الأمين العام للمجلس المحلي تعز: نجاح المبادرة اليمنية في توحيد جهود فصائل النضال الفلسطيني ، يعود في تقديري إلى قدرة الرئيس اليمني علي عبدالله صالح على قراءة الهم العربي في هذا الجزء العزيز على قلوبنا وهي فلسطين. وهذا الموقف ليس جديداً على القيادة اليمنية ، فالمبادرة الخاصة بانتظام دورة انعقاد الجامعة العربية حققت نجاحها رغم ما اعترضها من صعوبات ، والمبادرة التي حققت لأكثر من مرة وحدة الفصائل الصومالية المتناحرة منذ عشرين عاماً .. وغيرها. هذه النجاحات مبعثها أن اليمن ، قد مثلت في مواقفها الداعمة لنضالات الشعب العربي طوال العقود الماضية - شوكة ميزان لا يمكن أن تنحاز لأية حركة أو فصيل دون الأخر. وللمرة الألف يثبت الرئيس علي عبدالله صالح أنه فارس العرب، وأنه جدير بهذا اللقب الذي أطلقه عليه زعيم الثورة الفلسطينية المناضل الشهيد (ياسر عرفات - أبو عمار ). هذه هي رجاحة العقل الفلسطيني التي نؤمن بأنها الأمينة على قضية فلسطين والتي نسأل الله أن يباركها ويجنبها التخاذل والتشرذم وبكلل نضالها بالنصر والتمكين. [c1]المبادرة اليمنية تأكيد على موقفنا الراسخ في فلسطين :[/c]محمد عبدالملك الهياجم - وكيل أول محافظة تعز: فلسطين كانت وستظل قضيتنا المركزية ، وجرحنا الدامي وموقفنا الثابت ، والخلاف الذي نشب بين منظمة التحرير وحركة حماس ، كان نتيجة حتمية للتآمر الصهيوني ، لمد نفوذه وتوسيع رقعة استيطانه ، والكل وقف من هذا الصراع موقف المتفرج ، والمتخاذل والنظام الدولي أطبق عليه الصمت وما علقنا على عدالته أي أمل .. والمبادرة اليمنية كانت محط تقدير واحترام الإخوة الفلسطينيين لأنهم يعرفون تماماً أن اليمن قيادة وشعباً كانت في كل الظروف إلى جانب خيارات الشعب الفلسطيني في استعادة كامل أرضه وإعلان دولته غير منقوصة السيادة وعاصمتها القدس الشريف . ويحسب للرئيس القائد (علي عبدالله صالح) حفظه الله أنه رجل المواقف العربية الأصيلة .ما كان ليغفل لحظة واحدة عن إخوة النضال في صراعهم ومواجهتهم المسلحة. بذل كل جهوده ومساعيه لينتصر الحق ويعود الوفاق ، ويلتئم الصف بفضل من الله.[c1]نجاح المبادرة .. نجاح وطني وقومي :[/c]عمار المعلم - مدير عام مكتب وزارة الإعلام بتعز: لو كان الأمر بيدي لجعلت من هذا اليوم عيداً قومياً وفتحاً جديداً لانتصارات الأمة العربية في زمن التخاذل والنكوص، اليوم نستطيع أن نعلن للدنيا بملء أفواهنا ، بأن رهانات أعداء الأمة قد سقطت ، وإن إخوة النضال العربي قد اجتازوا كبوة الاختلاف وعبروا حدود التشرذم والانكسار .نحن أبناء الشعب اليمني ، عشنا معاناة الفرقة بين رفاق القضية الفلسطينية ، ولم يؤثر في وجداننا شيء ، بقدر ما تركته هذه الأزمة الدامية والموقف العصيب الذي مر به الشعب الفلسطيني. كنت أسمع طروحات مفزعة في الشارع العربي ، أن الأمل بعودة الوفاق الفلسطيني ، أصبح ضائعاً ومن أكبر المستحيلات. ونجاح الرئيس علي عبدالله صالح في هذه المبادرة يستندبلا مراء إلى إيمان إخوة النضال الفلسطيني بعدالة قضيتهم وحتمية انتصارهم واسترجاع حقهم المسلوب. علي عبدالله صالح - فارس عربي أصيل ، ورجل جاء في الزمن الرخو. سيذكر له التاريخ هذه المواقف العظيمة، وتتحقق نبوءة النبي الكريم (محمد عليه الصلاة والسلام) بأن اليمنيين هم أهل النصرة وأهل المدد.[c1]الشعور بالراحة والغبطة لهذا الانتصار :[/c] عبدالله أحمد أمير .. رئيس اتحاد الكتاب والأدباء بتعز: حين تبنت القيادة اليمنية مبادرة الوفاق الفلسطيني ، أنتابني شعور بالطمأنينة واليقين ، أن الجرح الفلسطيني لابد أن يندمل ، وأن السكون والهدوء سيعود إلى غزة بعد هذا العناء المرير.. أحسست بذلك ، منذ استنفر الرئيس علي عبدالله صالح (حفظه الله) جهوده السياسية لإعادة لم الشمل الفلسطيني ، وثقتي بأن هذا الرجل ما أن يخوض في شيء من شأنه توحيد الموقف العربي ، حتى يكلل الله مساعيه بالتوفيق حقيقة. الشعور بالراحة والغبطة لهذا الانتصار العظيم - قد أذهلني تماماً، أتصور أن هذا الإحساس يعتمل في نفوس كل أبناء الشعب الفلسطيني بمختلف توجهاتهم السياسية، ولا أشك في أن كل محبي السلام يحتفلون في كل ربوع العالم ، بنجاح هذا المسعى الإنساني العظيم ، وهو حقن الدم الفلسطيني وإيقاف الحرب بين إخوة النضال والمصير. حقيقة أنا مررت طوال العام بأسوأ ظرف نفسي ناجم عن الصراع بين (فتح) و(حماس) وما ساءني أكثر هو قدرة الصهاينة على توظيف هذا الصراع لصالح نشاطهم التوسعي الاستيطاني فضلاً عن الدمار المروع والإبادة الجماعية لأطفال غزة، وحصار التجويع وسياسة التركيع لأبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ، كل هذه الصدمات كان مبعثها حالة الانشقاق بين الفصائل الفلسطينية ، وما تصورت للحظة واحدة، أن يصل الأمر إلى المواجهة المسلحة والقتال في الشوارع ، كانت محنة كبيرة ومخاضاً عسيراً.. واليوم يثبت الرئيس علي عبدالله صالح في مبادرته الحكيمة بأنه بطل المواقف الصعبة وحكيم العرب ، فالكل يشهد بأنه لم يقف موقف المتفرج والبعض انطلق في تقديراته الخاطئة بأن اليمن لا تمثل رقماً كبيراً في حساب السياسة الدولية بحيث تنجح مبادرتها في ظل إخفاق عربي فاجع ، وصمت دولي مريب ، وتنجح المبادرة اليمنية ، من دون أي ضجيح إعلامي أو صخب دعائي ، لأن اليمن لايهمها هذا البريق الزائف بقدر حرصها على حقن الدم الفلسطيني ، ووحدة الموقف العربي .[c1]ليس غريباً على القائد الوحدوي ، حرصه على وحدة الصف الفلسطيني :[/c] الشيخ/ محمد عبدالله بن نائف: الرئيس الذي بذل عصارة عمره، وسنوات نضاله من أجل وحدة شعبه ، ليس بغريب عليه أن ينتصر اليوم في مبادرته الشجاعة من أجل وحدة الصف الفلسطيني فهو في كل خطاباته ، رجل صادق وفارس عربي يراهن على نجاح مواقفه الحاسمة والتي تنتصر في كل الأحوال للموقف العربي الموحد، والنضال الفلسطيني المشروع وبالتأكيد فإن اتفاقية صنعاء التي شهدت يوم الأحد لقاء الخصوم ، قد قدمت للعالم برهاناً مغايراً بأننا شعب محب للسلام، دعاة للخير ، ننشد الأمن والطمأنينة لأمتنا ، ونستهجن وندين بشدة كل نشاط إرهابي يسيئ إلينا ، ونقف ضده بكل قوة ، هذه هي رسالتنا للعالم . ونثق أن المجتمع الدولي - رغم سياسة المكيالين . يعي تماماً أن إسرائيل وراء كل عمل إرهابي ، وأنه آخر سرطان توسعي استعماري في خاصرة الأمة العربية.