مع الأحداث
أن ما تفرضه الهيمنة غير المبرره على الأخر عن طريق استقراء القدرات والامكانيات العسكرية المتفوقة الحديثه والمتطوره والمحرمة في احتلال وحرق الأراضي وقتل وتشريد الشعوب، في الوقت الذي يتطلع العالم إلى بسط السلم و الأمن في مختلف مناطق التكوين الكوني الجديد المتطور والمزدهر. ومثل هذه الأساليب الوحشية القديمة الجديدة لن تنتج الامزيداً من الحقد والكراهية من تلك الدول التي تتعرض بشكل مباشر أو غير مباشر للهيمنة العسكرية الأمريكية بقوتها العدوانية والمتغطرسين ممن هم حمام البيت الأبيض أو صقوره الذين احرقوا كل أنواع الزهور والورود لبسط النفوذ الأمريكي المغرور ومن كثرة استخدامهم للقوه المفرطة أصبحت الشعوب لاتكترث بهم، بل تتغنى كما تغنى الأحرار من المناضلين اليمنيين ضد الاستعمار البريطاني لجنوب وطنهم اليمني بترديدهم : ((دباباتك يااستعمار ماتخوفنا ...)).فأصبحت الشعوب لاتتعايش مع الأوضاع العسكرية الحربية المفروضة عليها، ولاشك اكتسبت المناعة منها ولديها الكثير من صور أساليب المقاومة الحقه والرافضة لكل أنواع الهيمنة وصور الغزو وأساليب الاحتلال، فالهيمنة العسكرية والعالم اليوم قرية كونية وفي الألفية الثالثة تعد مدا إنسانيا حضارياً وتاريخياً وطنياً وإقليميا ودوليا وقد استفزت الشعوب وايقظتها من سباتها العميق وهي المتحضرة بأفكارها وسياساتها المعادية للاستعمار والهيمنة الامبريالية والامريكيه على وجه الخصوص ومستعدة لتكوين مشاريع للتضحية والفداء فهي( الشعوب) قد تغذت منذ وقت مبكر بافكار التيارات الفكرية السياسية والثقافية والكفاحية الوطنية والقومية والإسلامية و نضالات حركات التحرر في العالم كله. وما على المجتمع الدولي إلا أن يتحمل مسؤولياته ويضع حلاً سريعا وعادلاً لهذه الشعوب المتطلعة للسلم والأمن لدولها وشعوبها والحياة الامنه والكريمة واحترام المبادئ والمواثيق والقوانين الدولية باحترام سيادة الدول وحقوق الانسان في الحياة وكلما قالت الشعوب كفى هيمنة يامريكا استمرت في بلطجتها والتي كان أخرها العدوان الإرهابي على الأراضي السورية الشقيقة بقصف الطيران الأمريكي لمنطقة البوكمال السورية الحدودية مع العراق المحتل أمريكيا والتي ذهب ضحيتها قتلى وجرحى من المواطنين الأبرياء. فعلى المجتمع الدولي برمته دولاً وهيئات ومنظمات أن ياخذ مثل هذه الأمور مأخذ الجد في البحث والمناقشة واتخاذ القرارات المناسبة الواعية والهادفة وخصوصاً انهم باتجاه عقد اجتماعاتهم بشأن البحث عن النظم والقوانين الجديدة للنظام الاقتصادي العالمي الجديد لخلق منظومة علاقات سياسية واقتصادية واجتماعية جديده وعادله.. لها من النظم والقوانين التي تتطلبها وتحتاج اليها المرحلة الجديدة في حركة التطوير والتجديد للحركة الكونية الجديدة ويعيد التوازن في العالم ويحمى السلم العالمي ويحقق العدالة. كون الهيمنة وبلطجة القوه العسكرية والامريكيه تحديداً أصبح من الصعب دولياً السيطرة عليها بفعل أصوات صواريخ توم هوك وازيز الطائرات ودوي المدافع وحركات الدروع والدبابات إلا أن المقاومة هذه المرة أذا استمرت في تصاعدها ستكتب نهاية كل الجيوش المعتدية ولا يختلف هنا الأمر مع تفشي ظاهرة هيمنات الجيوش في العصور القديمة كنموذج للهيمنة في غزو المجتمعات. بل أننا نرى المشهد يتكرر في العصر الراهن ولكن بشكل خطير وأكثر قوة وبلطجة وعنجهية لاتحترم القيم والأخلاق الإنسانية ولا المواثيق والقوانين الدولية.. فأصبح المشهد عبارة عن ورده ودبابة فمثلاً شاهدنا فيما مضى دخول القوات السوفيتية على ظهور الدبابات إلى دول أوروبا الشرقية وكان هناك من استقبلهم ورمى لهم الورود. وفي السنوات الماضية دخلت القوات الامريكيه على ظهر دباباتها للعراق الشقيق مع اختلاف انهم لم يجدوا من يستقبلهم ويرمي لهم ولو ورده واحده لأنهم كانوا قد دمروا كل شئ واحرقوا الشجر والحجر ولم يتبق شئ في العراق الشقيق وأصبح منكوبا بقساوة قوتهم وحقدهم الدفين، منها هو العراق بقايا اطلال ومدن أشباح وليس هناك وردة واحده لتبقى رمزاً امام الدبابات الأمريكية الغازية للأرض العربية ولنحقق بها رمزية المعادلة التي أصبحت ناقصة احد جوانبها. فالوردة هي رمز للسلام والعدل والمساواة والشراكة ولكن الدبابات داست الوردة لغرض الهيمنة وتعد فاضحاً عن العدوان والعنف والنزعة الحربية للقوه العسكرية الأمريكية والتسلط غير العادل على الشعوب وثرواتها . وأحداث التاريخ العالمي تعيد نفسها فمع نهاية ثمانينيات وبداية تسعينات القرن الماضي انهار النظام الاشتراكي للاتحاد السوفيتي وبالتالي إنهاء النظام الاشتراكي العالمي حيث كان انهيار الاتحاد السوفيتي عبارة عن انقطاع حبل المسبحة التي تناثرت حباتها. وبهذا انتهى فصل من مشهد الهيمنة للنظام الاشتراكي على جزء من مناطق هذا الكون والذي اعطى الغرضه للهيمنة الامريكة ونظامها الرأسمالي بالانفراد والاستقواء .. ومع بروز الازمه الاقتصادية والمالية العالمية الحالية والتي من الممكن أن تكون بداية لإ نفراج عالمي جديد ينهى نزعات الهيمنة الانفرادية والعدوان الأمريكي ويحقق الشراكة المجتمعية العادلة ويعطى الأمل للحياة البشرية في مجتمع الوردة لا الدبابة ..