صباح الخير
المرأة اليمنية بين التراجع للاستسلام للواقع والتقدم الحثيث بالنحت في الصخر مفردات مستوحاة من رؤية الحضور النسوي لندوة عقدت أواخر عام 2006م 18 ديسمبر بالتحديد في مقر اتحاد نساء اليمن فرع / عدن بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان في مدينة كريتر الدافئة الحافلة بنشاطات المرأة في مختلف المراحل وتداول الحكومات والمستمدة حرارتها من أنفاس البسطاء ومعاناتهم على مر الحقب وإصرارهم على البقاء.وفي هذه الندوة التي تمحور النقاش فيها حول مداخلتين كانتا اساس برنامج الندوة الساخنة بفعل محتوى الموضوع الانتهاكات الحقوقية للإنسانية في كل مكان من هذا الزمان المتميز بمنطق القوة والاستحواذ بدل قوة المنطق والعدل.وقد أخذ موضوع حقوق المرأة الحيز الأكبر من النقاش (نصيب الاسد) بطرح كثير من المداخلات والمقترحات والتعليقات كان أبرزها ما طرح بقوة وألم ممزوج بقلق ما يخص تراجع نشاط المرأة بشكل واضح وخاصة في المحافظات الجنوبية لكثير من الكوادر المناضلة والفاعلة التي كان لها حضور بارز وصولات وجولات في كل جوانب الحياة سياسياً واقتصادياً وتربوياً وفي مجال الثقافة والإعلام على العكس من التقدم بخطى حثيثة للأخوات الزميلات في المحافظات الشمالية من وطنا الحبيب وخاصة في مدينة صنعاء.. وقد ارجعت المشاركات في النقاش اسباب هذا التراجع وذاك التقدم والاستمرارية لقلة قليلة تنحت في الصخر لاستنبات سنابل تحمل واقع المرأة هو في الأساس انعكاس للوضع العام.واجمعت وجهات النظر على أن التراجع يعود إلى تدهور الوضع الاقتصادي الذي يعكس نفسه على مجمل القضايا في حياة الناس وجعل الغالبية وخاصة النساء منشغلة بتوفير لقمة العيش والاحتياجات الأساسية الضرورية بدل السعي وراء النشاطات والمشاركة العامة إلى جانب عامل آخر يندرج في التمييز الحاصل بدون وجه حق تمييز ليس بين المرأة والرجل لا على اساس القدرات العلمية والعملية ولا حتى الاقدمية في هذا المرفق أو ذاك ، ولكنه تميز من نوع آخر على أساس الانتماء الحزبي والقرب والبعد من أصحاب القرار حتى ان هذا كما أكدت الأخوات في الندوة عكس نفسه على الكم والنوع في نصيب المرأة في المجالس المحلية.واضافت المشاركات ان استمرار المرأة في نشاطها وإعادة روح التفاعل يحتاج إلى مقومات مادية ومعنوية ومواقف صادقة نابعة من قدرات المرأة كانسانة لها حق وعليها واجبات. وفي سياق الجدل حول الحلول ألقت الحاضرات الكرة في ملعب الإعلام صحافة مكتوبة ووسائل إعلام أخرى مرئية ومسموعة التي تراجع دورها هي الأخرى في إظهار صورة المرأة الحقيقية إلا ما بدأ من بصيص أمل في صحيفة (14 أكتوبر) في الفترة الأخيرة بالملموس في العدد الكبير للاقلام النسوية كما حملت المنظمات النسوية ومنظمات المجتمع المدني وعلى راسها اتحاد نساء اليمن واللجنة الوطنية للمرأة وعضوات المجلس المحلي ومنظمات المجتمع المدني وخاصة التي ترأسها النساء وهي كثيرة إذا ما نظرنا إلى الكم العددي لمسك زمام الأمور والبحث عن أفضل الحلول والآليات الكفيلة باستعادة المرأة عافية المشاركة الفعلية بدل الاعتماد على الخطب والمشاركة الرمزية تهميش ليس إلا.. ودعت المشاركات بشكل خاص الى العمل بين صفوف العاملات في مرافق العمل والمؤسسات الانتاجية والثقافية والتعليمية والإعلامية بوضع برامج عمل واقعية وبرامج محددة للتدريب والتأهيل وإعادة الثقة لقدرات المرأة كاساس لتنمية المدارك القاعدة الأساسية للمشاركة الواعية التي حتماً ستعطي نتائج مثمرة تؤكد قدرات المرأة الحقيقية وتدحض نظرية التهميش لدور المرأة واستغلالها من هذا الطرف أو ذاك للتصويت والكسب السياسي ليس إلا.