القاهرة / 14أكتوبر/ وكالة الصحافة العربية: على الرغم من أن معظم أفلامه كانت من الأفلام الروائية القصيرة ، إلا أنه كان يؤمن بأن المخرج الحقيقي هو الذي يقدم جميع الفنون السينمائية الروائية الطويلة والقصيرة والتسجيلية ، وكانت أولى تجاربه الروائية الطويلة بفيلمه حالة حب الذي حقق من خلاله المعادلة الصعبة بالجمع بين رسالة الفن والعملية التجارية وقد شارك بهذا الفيلم في العديد من المهرجانات العربية والأجنبية وحصل من خلاله على العديد من الجوائز التي تضاف إلي رصيد جوائزه التي حصل عليها في أفلامه القصيرة ..ورغم هذا الكم من الجوائز التي حصل عليها إلا أنها لم تحقق له الشهرة التي يتمتع بها غيره قدم” ألوان السما السبع “ويحلم بفيلم عن خالد بن الوليد ليعيد له الشهرة المفقودة إنه المخرج سعد هنداوي الذي نحاوره في هذه السطور ...[c1]- تقول إنك حققت المعادلة الصعبة في « حالة حب « كيف استطعت ذلك في ظل الأوضاع التي سيطرت على صناعة السينما في هذه الفترة ؟[/c]- هذه المعادلة شيء في منتهي الصعوبة ويكاد لا يستطيع أحد الوصول إليه ، فلا أصدق من يدعي أنه يعرف الجمع بينها بحيث تجعل نجاح الفيلم فنياً وجماهيرياً في آن واحد ، لأنها غير موجودة لدي أي شخص ، فكان لدّي تصور خاص منذ عملي بالأفلام القصيرة مفاده أن ما يعجب الناس أو الجمهور بشكل حقيقي من المؤكد سيتم الاحتفاء به نقدياً ، فإذا صنعت فيلماً به درجة كبيرة من المصداقية ، وبذلت فيه جهداً كبيراً ، وكنت مستمتعاً أثناء هذا العمل ، فمن المؤكد أيضاً أن الجمهور سيستمتع به أثناء مشاهدته.
المخرج سعد
وفي الوقت نفسه حاولت مع كاتب السيناريو منذ التفكير في الشخصيات وبناء الخطوط الدرامية للفيلم أن نصنع فيلما يرغب الجمهور في مشاهدته ، ونكون راضين عن أنفسنا أيضاً ، ونحمل فيه “ لغة سينمائية حقيقية “ .. ثم في مرحلة التصوير كان همي الأكبر هوكيف يكون كل مشهد ممتعاً على المستوي البصري ، وأعتقد أن “حالة حب” كان محاولة لبذل أكبر مجهود ممكن في تنفيذ المشهد بأفضل وأجمل ما يمكن سينمائياً .[c1]- بعد حالة حب .. أين أنت وما سر اختفائك ؟[/c]- ليس هناك اختفاء ، ولكن فيلم “حالة حب “ اشترك في العديد من المهرجانات مما اضطرني للسفر إلي أكثر من دولة من دول العالم العربي والأجنبي ، وحتي الآن مازال الفيلم يشارك في جميع المهرجانات ويحصد العديد من الجوائز ، لذلك كان لابد من تفرغي الكامل للسفر مع فيلمي الأول ، أيضاً قمت بتصوير أربعة أفلام روائية قصيرة خارج مصر ، وقد انتهيت من عمل مونتاج هذه الأفلام ، ويذاع منها فيلم “ سحر مدينة “ على قناة الجزيرة ، كما أن هناك تجارب سياسية في المغرب هي “ أوراق سجينة “ و” أحلام الظلمة “ ،” ذكري لم تمت “ عن شهداء المغرب ، وقد أخذ ذلك مني مجهوداً كبيراً وهذه تعد أعمالاً سينمائية ، فأنا سينمائي أقدم الفيلم الروائي الطويل والقصير .[c1]- أيهما أحب إليك الفيلم الروائي الطويل أم القصير.. وماذا قدمت من خلال(( حالة حب))؟[/c]- الفيلم الروائي الطويل والقصير هما من أنواع الفن ، وأنا أعشق الفن لذلك فكليهما محبب إلى قلبي ، وأنا قدمت أفلام روائية قصيرة حصلت من خلالها علي أكثر من (12) جائزة دولية، وهناك فيلمان قد تم بيعهما لإحدى المحطات الأوروبية ، وعندما قدمت “حالة حب” وهو من الأفلام الروائية الطويلة حقق إيرادات عالية للشركة المنتجة ، وشارك في (6 ) مهرجانات دولية في بلجيكا والمغرب ونيويورك وغيرها ، إلى جانب المهرجانات المحلية وقد حقق العديد من الجوائز ، وقدمت من خلاله سينما تُمتِع الجمهور وتناقش موضوعات تهمهم وتمس حياتهم فالجمهور يفضل الفيلم الذي يحترمه ، وحالة حب لم يكن تجارياً لكنه حاول الاقتراب من الجمهور أو المشاهد بمناقشة موضوعات تخصه والابتعاد عن الإبتزال والسخرية .[c1]حلقة الوصل[/c][c1]- هل بعد نجاح فيلم « حالة حب « ستبتعد عن إخراج الأفلام الروائية القصيرة ؟[/c]بالطبع لا.. لأن الأفلام الروائية القصيرة هي حلقة الوصل بيني وبين الجمهور والمكان الذي عرفني من خلاله الجمهور ، والدليل علي ذلك أننا قمنا بإنشاء جمعية بيت الفيلم القصير ، وأنا رئيس مجلس إدارتها وهي أول جمعية متخصصة في الأفلام القصيرة في مصر ، وتم اختياري مستشاراً لمهرجانين في فرنسا ،وهما مهرجان “ لوكارنو” السينمائي.[c1]- وما هي الفروقات الفنية بين الفيلم الروائي الطويل والقصير من وجهة نظرك ؟[/c]- الفيلم الروائي القصير يحكي حدوتة مختصرة وقصيرة كما أن به مساحة من الحرية تتيح للمخرج التعبير عن آرائه دون التقيد بأي شيء آخر ، أما الروائي الطويل فهو مليء بالقيود المتمثلة في الإنتاج والتوزيع ، وفي اختيار الأبطال وعناصر الفيلم ، وإختيار موضوعاته ليست بالأمر السهل ، كما أن الفيلم القصير يعطي للمخرج درجة من الحرية أكثر في الأشكال السينمائية المختلفة وصياغة الموضوعات وتنوعها التي لا يحكمها إنتاج.[c1]ظلم كبير[/c][c1]- ولكن الأفلام الروائية القصيرة لم تحقق لك الشهرة؟[/c]- لأن هناك ظلماً كبيراً يقع على الفيلم التسجيلي كعدم وجود جهة إنتاج وتوزيع لهذه النوعية في مصر ، وعند عرضها لا تأخذ حقها من المشاهدة أو الوجود على الشاشة ، كما يتم عرضها بصورة ينفر منها المشاهد ، والممثلون أنفسهم يبتعدون عن دخول مثل هذه النوعية من الأفلام ، لذلك ومن الطبيعي ألا يلقي الفيلم إستحسان المشاهد ، وبالتالي لا يعني بمن أخرجه أو اشترك في هذا العمل من أجل ذلك أنشأنا بيت الفيلم القصير لتصحيح الصورة والنظرة إليه.وماذا عن أعمالك الأخري ؟- قدمت فيلما روائياً قصيراً باسم : عصافير الجنة “ لحنان ترك ، كما قدمت فيلما روائيا طويلا بعنوان :” ألوان السما السبعة “ وهو فيلم عن الرغبة في الصعود والتحليق في السماء والتخلص من كل أعباء الحياة اليومية ، وهو دعوة للسمو الروحي والتخفيف من ثقل الجسد ، تأليف “ زينب عزيز.[c1]- ماذا عن دراما التليفزيون ؟[/c]التليفزيون خارج حساباتي في الوقت الحالي لأن تركيزي الآن ينصب في السينما ، ويوجد الكثير من المخرجين الذين يعملون في التليفزيون ، كما أنني لا أحاول التشويش على أفكاري السينمائية بالتفكير في التليفزيون.[c1]تغيير النظرة [/c][c1]- منذ فترات طويلة نسمع عن « أزمة سينما « ..ماحقيقة ذلك ؟[/c]ليست أزمة بمعني الكلمة إنما المسألة هي أنه ليست هناك دراسة واحدة عن ذوق المشاهد العربي وعما يجب أن يشاهده وما يعرض عنه ، ولماذ يفضل فيلما على آخر ؟ فلابد أن تدرس الأفلام التي تحصد ملايين الجنيهات والأفلام التي تفشل ، ولأن طبيعة الشخصية العربية والمصرية قد حدث بها تحول مما أدى إلى تغيير النظرة الخاصة بوضع السينما ، ودمج كل هذه الأسباب وعمل دراسة شاملة نستطيع من خلالها معرفة ما إذا كانت هناك أزمة سينما أم لا ،وقبل إطلاق التصريحات يجب أن نعرف ذوق المشاهد في المقام الأول .[c1]- هل من الممكن أن نجد أعمالاً خاصة بك في شكل كوميدي ؟[/c]- لم أفكر أبداً في تقديم الشكل الكوميدي لأن الموضوعات الإنسانية أهم، وهي التي تستحوذ على كل تفكيري وبالنسبة للكوميدي فهناك الكثيرون الذين يقدمون كوميدي، أما أنا فلا أجد نفسي في هذا الشكل .[c1]- حلم تتمنى تحقيقه ؟[/c]- حلم عمري أن أقدم فيلماً عن “ خالد بن الوليد “ يمجد ويؤرخ في هذه الشخصية المهمة في التاريخ الإنساني والإسلامي ، ومع الأسف إن هذه النوعية من الأفلام تكلفتها باهظة ، لا يستطيع شخص واحد تحمل إنتاجه بمفرده ويجب تكاتف أكثر من منتج أو شركة إنتاج لتحمل تكلفة الإنتاج.