مع الاحداث
ستون عاماً من (الصراع العربي الإسرائيلي) كانت بدايته العام 1948م عندما احتلت فلسطين العربية من قبل(اليهود) القادمين من الغرب بدعم بريطاني وأوربي وأمريكي لتكون ارض فلسطين (وطناً لهم) كما وعدهم بذلك (بلفور) وزير خارجية بريطانيا.وخلال تلك الأعوام خاض العرب حروباً مع إسرائيل الأولى في 1948 ولم ينجحوا وسقطت فلسطين وتلتها حروب اختلفت فيها الشعارات والأهداف بدءً من تحرير الأراضي المحتلة منذ عام 48 حتى تحرير الأراضي المحتلة عام 1967م وتشكلت خلال الفترة مقاومة فلسطينية تتنامى قدراتها حتى اليوم.. كما رافق ذلك عقد(اتفاقيات السلام) الذي لم يتحقق واقع (اللاحرب واللاسلم) والسير على هذا الطريق تحت شعار تحرير مابقي من ارض فلسطين على الواقع الآن.وقد مارست (إسرائيل) منذ إنشاء كيانها الغاصب العمل وفق استراتيجية (ردع الآخرين وكسر إرادة القتال والممانعة عند العرب) من خلال خوض حرب على وعي الإنسان العربي بشكل عام والفلسطيني بوجه خاص بهدف بث الرعب والخوف بان العرب لايقدرون على مواجهة (إسرائيل) والانتصار عليها.لكن هذه الإستراتيجية وباعتراف العدو الإسرائيلي رسمياً ثبت فشلها.. وهذا ما جاء في تقرير (لجنة فينوغراد الإسرائيلية) التي تشكلت لتقييم نتائج العدوان الاسرائيلي على لبنان في 18 يوليو 2006م، وقد تضمن التقرير المكون من 621 صفحة اعترافاً رسمياً بهزيمة لإسرائيل سياسياً وعسكرياً في تلك الحرب التي استطاعت المقاومة اللبنانية إلى تواجهها بشجاعة وقدرة فائقة أفشلت محاولات العدو أثناء عدوانه الجوي والبحري والبري من تحقيق اهدافة التي قبل إنها الإفراج عن الجنديين الإسرائيليين الأسيرين لدى (حزب الله) في لبنان- وقد ذكر التقرير ان منظمة شبة عسكرية) استطاعت ان تلحق الهزيمة بالجيش الإسرائيلي عسكرياً وسياسياً ويؤكد الخبراء المختصون انه لأول مرة في التاريخ يصدر اعتراف رسمي بهزيمة مثل هذه.وتناقلته وكالات الأنباء فيها قادة على المستويين السياسي والعسكري لايمتلكون المؤهلات الإستراتيجية التي تجعلهم يتخذون القرار المناسب.. وهذا ماقادهم إلى اتخاذ القرار الخاطئ..)المهم في الامر ان التقرير أوضح ان (اسرائيل) تعيد تقييم وضعها الحالي بعد ان ادى انتصار المقاومة اللبنانية إلى حدوث (انكشاف سياسي وعسكري) وعليها العمل لتغيير هذا الواقع الذي ادى إلى انهزامها امام( منظمة شبة عسكرية)وإنها إلا يمكن ان تبقى في هذه المنطقة بدون ان تكون لها (قيادة وقدرات عسكرية وسياسية تردع من يريد المساس بها من جيرانها في المستقبل..)والمقاومة اللبنانية سبق لها في مايو 2000م ان اجبرت القوات الإسرائيلية على الخروج من أراضي لبنانية كانت تحتلها منذ العام 1982م عند اجتياحها لبنان بحجة (تصفية المقاومة الفلسطينية)حتى وصلت إلى بيروت.وحينها وعقب اعلان انتصار المقاومة اللبنانية أثنى الرئيس علي عبدا لله صالح رئيس الجمهورية على قدرات المقاومة منوها في لقاء أجرته معه إحدى الفضائيات العربية بان المقاومة كفيلة بإنهاء الاحتلال الاسرائيلي للأراضي العربية.خلاصة القول: اذا كان العدو الإسرائيلي يعيد تقييم حساباته بعد هزيمته في لبنان .. فهل يمكن للعرب إعادة التقييم والبحث عن اسباب فشل إسرائيل .. وتقييم التجربة بهدف الانتقال من واقع الهزيمة إلى واقع النصر بالاستفادة من العبر والدروس والواقع والإمكانيات المتاحة وصولاً إلى صياغة مشروع نهضوي عربي يمكن ان يصنع (السلام) الذي يمكننا بان تكون المقاومة شريكاً في صناعته .. وبذات الوقت (سلاح ردع) لحمايته.