القنوات الفضائية الامريكية الناطقة باللغة العربية، لايتوقع منها ان تسير طوعاً لارادة الامة العربية ، ولا مطلوب منها ان تكون كذلك، فمن دابها ان تاتي بما يخالف عقيدة الامة العرية والاسلامية ومايناقض تعاليمها الروحية ومبادئها الايمانية فلقد دأبت بعض القنوات الفضائية ان تستخف بعقول بعض الناس من مشاهديها بما تبثه لهم من خرافات وخزعبلات ما تبثه من ترهات لتستخف بمعتقداتهم الكريمة وفطرتهم السليمة فهي تدعي انها تشفي امراضهم المستعصية برقية يلتوها جاهل لايحسن حتى قراءة الايات التي يتلوها وتدعي انها تخرج الجن المتلبس بعض بني البشر وتلغي مفعول السحر المسيطر على بعض الناس الى ماهنالك من الامور السخيفة.وسواء صدق الناس هذه القنوات ام كذبوها فان المستقبل كفيل بكشف زيفها عندما يدرك الناس انها استخفت بعقولهم وسخرت من عقيدتهم وكذبت عليهم واخطر ما في هذه القنوات الساذجه انها تتعامل مع الناس محبطين يعانون من امراض نفسية مختلفة ويواجهون مشكلات اجتماعية واقتصادية متعددة فتوهمهم بانها قادرة على حل كل مشكلاتهم مهما عظمت وانها تمتلك عصا سحرية بها تستطيع ان تغير مجرى حياتهم وان لديها أكسير الحياة الذي به يرجع العجوز الكهل الى شبابه كما تدعي استقراء المستقبل لكل شاب، وقراءة بخته، ومعرفة مايمكن ان يصيبه من خير او شر في حاضر الايام ومستقبلها ومن ذلك ماتقوم به بعض القنوات التلفزيونية الفضائية حين توزع على مشاهديها ابخاتهم وحظوظهم وتزعم انها تخبرهم بما سيأتيهم من سعادة اوشقاء مع ان القرآن الكريم يقول :" فقل انما الغيب لله" (يونس،20) فهي تدعي علم الغيب وكانها بذلك تتجاهل قول الله تعالى:" وما كان الله ليطلعكم على الغيب" ( آل عمران،179) وغير مدركة ان القرآن الكريم يسخر من ذلك الفال الذي يتخذ من القناة الفضائية وسيلة لبث سخافاته وترهاته، في قوله " اعنده علم الغيب فهو يرى" (النجم،35).والمضحك في هذا الشأن ان احد هؤلاء الادعياء يقول لاحد المشاهدين من مواليد شهر فبراير انه من السعداء لكونه ولد في برج الحوت وخاصة اذا كان من مواليد الثلاثين منه وكان الله اراد ان تنزلق لسان هذا الدعي الكذاب ليفلط هذه الغلطة الشنيعة وهي ان شهر فبراير لايكون ثلاثين يوماً مطقاً.ولقد قيل قديماً ( كذب المنجمون ولو صدقوا) فهم قد يوافقون في بعض اقوالهم مايقع مصادفة واعتباطاً ولكنهم مع ذلك كاذبون لانهم يدعون معرفة مالايعلمون فيجرؤون على الغيب الذي استأثر الله بعلمه ( وعنده مفاتيح الغيب لايعلمها الاهو)( الانعام،59).ومن المؤسف ان بعض المشاهدين البسطاء تدفعهم سذاجتهم للاقبال على هذه القنوات التافهة فيندفعون لمهاتفتها لمعرفة طالعهم، اولاكتشاف مستقبل حياتهم، وربما يكون هذا بدافع التسليه والتفكه من بعض المشاهدين الذين لايعتقدون فيه ولايؤمنون به ولكن تكرارهم في التعاطي مع هذه القنوات والاكثار من مشاهدتها يولد لديهم الادمان عليها فهم يداومون على سماع ذلك الهراء ويتابعونه يومياً ويقارنون بين مافيه من كذب ومايحدث لهم في حياتهم من حوادث او امور ويربطون بين هذا واذك وقد تتسرب الى عقولهم اثناء ذلك اوهام وظنون واذا هم بعد حين يصبحون من مدمني التعاطي مع هذا العبث الاعلامي الزائف وربما تحدث بعض المصادفات والاتفاقات العارضة بين ماقيل وماوقع فعلاً فيعتقدون ان المنجمين صادقون ويظنون ان اعمال الشعوذة والتدجيل فيها بعض الصدق فينخدعون بهذا القليل من الصدق فيقومون بالرعاية له والدفاع عنه والترويج له بين العامة وهنا تكمن الخطورة.ومعلوم ان الاسلام قد نهى اهله عن ادعاء الغيب وزجر كل مدع بمعرفة الحوادث المستقبلية كاخبار النجاح والفشل، وانباء السعادة والشقاء سواءً كان ناجماً عن اعمال التنجيم والكهانه ام غيرها والرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يقول: " من اتى عرافاً فسأله عن شيء فصدقة لم تقبل له صلاة اربعين يوماً" ويقول في حديث اخر:" من صدق كاهناً او عرافاً او منجماً فقد كفر بما انزل على محمد".والعراف هو الذي يدعي معرفة الشيء الغائب كالذي يزعم انه يعرف اماكن الاشياء المسروقة ومعرفة الاشخاص الذين سرقوها ومعرفة طرق اعادتها.والكاهن هو الذي يدعي العلم بالامور المستقبلية ومعرفة الامور التي لم تقع بعد.والمنجم هو الذي يزعم انه يعرف الغيوب ومصائر الناس ومستقبلهم عن طريق دراسة الافلاك والنظر في النح\جوم.والمشعوذ هو الذي يدعي معرفة الامراض ولديه علاج لكل مرض، ويزعم انه قادر على شفاء الامراض المستعصية وكل هؤلاء وجدوا المناخ مهيأ لهم لنشر خزعبلاتهم في بعض القنوات الامريكية الناطقة باللغة العربية فصاروا يصولون ويجولون، في ظل الهيمنه الامريكية على الانسان العربي، بعد هيمنتها على ارضه في سعيها لتشويه عقيدته واستلاب ارادته واحباط معنوياته، وتضليل فكرة.[c1]د. علوي عبدالله طاهر[/c]
|
ثقافة
القنوات المشبوهة
أخبار متعلقة