(170) اغتيلوا منذ دخول قوات الاحتلال
بغداد - باريس / متابعات :قدمت جمعية عراقية تدافع عن حقوق الصحافيين صورة مأسوية لأوضاعهم في العراق ، مؤكدة أن العنف الطائفي قد زاد من وتيرة اغتيالاتهم وتهجيرهم ، وأشارت إلى أن 80 % منهم لم يستطيعوا النزول إلى الشارع لممارسة مهنتهم ، مؤكدة أن 170 صحافيا قد اغتيلوا منذ دخول القوات الأميركية إلى بغداد وسقوط نظامها لكن هذه الجرائم قيدت ضد مجهول فيما تم تهجير 60 منهم من منازلهم .وقالت الجمعية العراقية للدفاع عن شؤون الصحافيين في تقرير نشر موقع (إيلاف) الاليكتروني مقتطفات منه إن العنف الطائفي الحاصل في البلاد قد أسهم في زيادة الاغتيالات التي طالت الصحافيين ،موضحة أن عدد الصحافيين الذين لقوا مصرعهم خلال العام الماضي 2006 وصل إلى 74 صحافياً عراقياً فيما جرح 31 آخرون بنيران مختلفة .وأشارت إلى أن العاصمة بغداد تعتبر الأكثر عنفاً ضد الصحافيين وجاءت الموصل بعدها ثم ديالى .وأكدت أن قوات الأمن لم تتمكن من إلقاء القبض سوى على خمسة من مرتكبي تلك الجرائم . وأضافت انه سجلت 170 حالة اغتيال ضد الصحافيين منذ التاسع من نيسان (ابريل) عام 2003 حين سقط نظام الرئيس السابق صدام حسين وحتى منتصف الشهر الحالي حيث قيدت هذه الجرائم ضد مجهول ولم تتم اي ملاحقة قانونية بحق مرتكبي تلك الجرائم ما سمح لقتلة الصحافيين من الإفلات من العقاب.وشهد العام الماضي انحساراً كبيراً في عمل الصحافيين في العراق حيث إن نسبة 80 %من الصحافيين لم يتمكنوا من ممارسة عملهم الصحافي في الشارع العراقي خوفاً من تعرضهم لأعمال عنف فيما أن هناك أكثر من 60 صحافيا قد تعرضوا للتهديد والتهجير القسري من جماعات مجهولة تطالبهم بترك مهنتهم أو يتعرضون للتصفية الجسدية .كما شهد العام نفسه هجمات بالأسلحة الثقيلة على خمسة منازل للصحافيين: اثنان في ديالى وثلاثة في العاصمة بغداد.وسجلت الجمعية العراقية للدفاع عن حقوق الصحافيين حالات تضييق على حرية الصحافة في عدد من المحافظات العراقية ووثقت عدداً من حالات الاعتداء والمضايقات على عدد من الصحافيين .ودعت الجمعية المنظمات الدولية إلى اتخاذ تدابير عاجلة لحماية أرواح الصحافيين العراقيين وحث الحكومة العراقية على السعي بكل جدية من أجل وقف تلك الانتهاكات والتصدي لمرتكبيها وعدم السماح لهم بالإفلات من العقاب والى مد يد المساعدة للصحافيين العراقيين المهجرين .كما طالبت الحكومة العراقية بضمانات حقيقية لسلامة وامن الصحافيين أثناء تنفيذ الخطة الأمنية المزمع البدء بها خلال أيام قليلة .
وناشدت الجمعية العراقية للدفاع عن حقوق الصحافيين في ختام تقريرها وزارة حقوق الإنسان إلى بذل جهود استثنائية من اجل الحد من الانتهاكات التي تطال الصحافيين في عموم العراق .وقالت إنها لم تلمس أي نشاط للوزارة من شأنه أن يسهم في تقليل الانتهاكات التي تطال الصحافيين ولاسيما أن العراق أصبح البلد الأكثر خطورة على حياة الصحافيين في العالم حيث كان عام 2006 عاما دمويا عاشه الصحافيون في العراق .وكان المؤتمر الدولي حول حرية التعبير والتنمية الإعلامية في العراق الذي اختتم أعماله في باريس الأسبوع الماضي طالب الإعلام العربي والدولي باحترام خيارات الشعب العراقي وعدم ممارسة التحريض الطائفي والعرقي والتشجيع على العنف في العراق .وأشار المؤتمر في بيانه الختامي إلى أن الصحافيين وغيرهم من الفنيين الإعلاميين في العراق يتعرضون للترهيب وأعمال العنف حتى أصبح العراق من بين اخطر دول العالم بالنسبة إلى ممارسة العمل الصحفي .وأوضح أن حرية التعبير عن الرأي تتطلب وجود إعلام مستقل وتعددي قادر على إيصال المعلومات بعيدا عن التحكم الحكومي أو السياسي أو الاقتصادي .وأضاف انه من الضروري تشجيع وجود صحافة تعددية .وأكد أهمية تأمين سلامة جميع الصحافيين العاملين في العراق . ودعا الحكومة وقواتها المسلحة والقوات الدولية في العراق غالى تعزيز الوعي بشأن حرية وسائل الإعلام واحترامها . وطالب السلطات باحترام حقوق الصحافيين والفنيين الإعلاميين واستقلالهم المهني مع القرار بضرورة ردع التحريض المباشر والضمني على العنف . وقال انه من الضروري تعزيز دور وسائل الإعلام كمنبر للحوار ضمن إطار النظام الديمقراطي ونبذ ثقافة الإرهاب والعنف الطائفي . وأشار جويل كامبانا منسق برنامج الشرق الأوسط في هيئة حماية الصحافيين في كلمة بالمؤتمر إلى مخاطر يومية تهدد الصحافيين . وأكد انه منذ عام 2003 قتل في العراق 120 صحافيا ومساعدون لهم إضافة إلى اختطاف 36 آخرين وتم قتل 16 من قبل القوات الأميركية . وأوضح أن 80% من الصحافيين القتلى هم من العراقيين و60 منهم اغتيلوا بسبب انتماءاتهم وآرائهم وتعليقاتهم في أجهزة الأعلام التي يعملون فيها .وقال إن المؤسف في هذا الأمر إن 85% من القتلة ما زالوا طلقاء وفارين من وجه العدالة .وأضاف : إن هذه الجرائم خلقت واقعا يتصف بتآكل منتظم لوجود صحافيين محايدين . ودعا الحكومة العراقية والمنظمات الدولية المختصة إلى المساهمة في ملاحقة المجرمين وتوفير الحماية للصحافيين وعائلاتهم . ومن جانبه طالب الخبير الإعلامي إبراهيم نوار رئيس مؤسسة رقابة حرية الصحافة المؤتمر بإصدار توصية لتفعيل قرار الأمم المتحدة المرقم 1738 الصادر عن مجلس الأمن الدولي في 23 من الشهر الماضي والقاضي بالعمل على اتخاذ الإجراءات الضرورية لحماية أرواح الصحافيين .وفي وقت سابق أكد الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق أشرف قاضي أن العراق أصبح مكانا خطرا جدا للصحافيين داعيا الحكومة العراقية إلى الإيفاء بالتزاماتها وحماية حقوق الصحافيين في أداء عملهم اليومي بعيدا عن التخويف والتهديد ومساعدة الإعلام العراقي المستقل في نضاله للبحث وتلقي ونقل المعلومات بشكل موثوقٍ به .وعبر قاضي في بيان أصدره مكتب الأمم المتحدة في بغداد عن دعمه الراسخ للإعلام العراقي الذي يواظب على أداء عمله على أكمل وجه على الرغم من استمرار العنف والنزاع الدموي. وطالب المعنيين بإبداء احترامهم وتقديرهم للعاملين في الصحافة العراقية وذلك للشجاعة والتضحية التي يبديها العاملون في هذا القطاع مؤكدا إن الإعلام العراقي هو احد الشروط الضرورية من اجل إرساء نظام ديمقراطي سليم في العراق . ولاحظ أن العراق قد أصبح مكانا خطرا جدا للصحافيين. وناشد الحكومة العراقية الجديدة التأكيد على التزامها حماية حقوق الصحافيين في أداء عملهم اليومي بعيدا عن التخويف والتهديد، داعيا الحكومة القادمة إلى مساعدة الإعلام العراقي المستقل في نضاله في البحث وتلقي ونقل المعلومات بشكل موثوقٍ به واصفا ذلك بأنه احد الشروط الضرورية من اجل إرساء نظام ديمقراطي سليم في العراق. وأشار إلى أن حرية الإعلام وسهولة الحصول على المعلومات تلعب دورا أساسيا في مساعدة المهمّشين في المجتمع وفي تعزيز التسامح والاحترام والسلام. ومن جهتها أكدت منظمة مراسلون بلا حدود أن العراق يعد أخطر بلد في العالم على العاملين في القطاع الإعلامي ، فيما صنف مؤشر احترام الحريات الصحافية الذي تصدره المنظمة سنويا العراق في المرتبة 154 من أصل 168 دولة شملها التصنيف.وقالت المنظمة في تقرير لها إن "العراق وللسنة الرابعة على التوالي يعتبر أكثر دول العالم خطورة على حياة العاملين المحترفين في القطاع الإعلامي." وأشارت إلى أنها طلبت مؤخرا من الرئيس العراقي جلال الطالباني اتخاذ تدابير من شأنها أن تضع حدا لهذه الممارسات ضد الصحافيين."وقد وضع مؤشر احترام الحريات الصحافية الذي تصدره المنظمة سنويا العراق في المرتبة 154 من أصل 168 دولة شملها التصنيف, مقارنة بالمرتبة 157 احتلها العراق في عام 2005.