الصديق والابن المحب / جمال الجوهريصعقت حين اتصل بي القادري يخبرني بوفاة الصديق العزيز والوالد القدير ناصر محمد باسويد المناضل الوطني والشخصية الاجتماعية المعروفة (عميد منتدى باسويد) وسبب تلك الصعقة التي أصابتني هو إنني كنت في الليلة التي سبقت الوفاة مقبل بصحبته وعدد من الأخوان والزملاء أعضاء ورواد منتدى باسويد حتى ساعة متأخرة من عشية وفاته.لقد عرفته منذ بداية ثمانينات القرن الماضي وتوطدت العلاقة بيننا بمرور الأيام، حيث عرف بعضنا بعضاً وكثيراً من التفاصيل الحياتية اجتماعياً كفاحياً وثقافياً.ولقد عرفت عن مسيرة حياته وكفاحه الممتدة منذ منتصف الخمسينات عبر اشتراكه في المسيرات والاعتصامات والمظاهرات ضد قوات الاستعمار وحكومة مستعمرة عدن وأحكامهما وقوانينهما المجحفة وفي مسار تصاعدي تزامن مع ارتفاع الوعي والاقتناع بقضية الكفاح ضد المستعمر والأزمة حيث انخرط في الكفاح المسلح عبر التنظيم الشعبي للقوى الثورية ذلك التنظيم الناصري الذي كان له شرف إشعال فتيل الثورة المسلحة في جنوب اليمن المحتل الى جانب الجبهة القومية وجبهة التحرير.كان الفقيد رحمة الله واحداً من ابرز عناصر القطاع الفدائي فيه واحد أمناء الخزن للعتاد العسكري الخاص بالتنظيم.وبعيد الاستقلال الوطني غادر الى شمال الوطن قسراً وهروباً من الاعتقال الذي كان يتهدده من قبل عناصر الجبهة القومية، وهناك حظى بشرف الاشتراك في الدفاع عن الجمهورية، فخاض “ غمار المواجهة العسكرية مع القوات الملكية التي كانت قد أحكمت الطوق على عاصمة الجمهورية “ صنعاء الحبيبة بمعية قوات الجيش السبتمبري والمقاومة الشعبية كما انه كان احد مهندسي مطار السبعين بجوار قرية النهدين- بيت بوس والذي تم إنشاؤه على عجل كمطار بديل لمطار الرحبة الذي وقع في أيدي المكليين واستطاعت الطائرات السورية الهبوط فيه( مطار السبعين المؤقت) محملة بالمواد الغذائية والعتاد العسكري الذي أسهم في صمود المقاومة الشعبية ولاحقاً في فك الحصار عن صنعاء “ حصار السبعين” وانتصار الجمهورية.وقبل ذلك كان له شرف الاشتراك في معركة نقيل يسلح الشهيرة بصحبة عدد من ابرز قيادات العمل الفذائي في التنظيم الشعبي امثال سالم يسلم الهارش/ هاشم عمر/ محمد عبدالله المجعلي/ فاروق الجوهري/ سعيد بلعيد/ عزب العزيبي وغيرهم من الصناديد والأشاوس قادة وأفراد منتسبي المقاومة الشعبية والتنظيم الشعبي للقوى الثورية وجبهة التحرير والجيش السبتمبري البطل.ذلك غيض من فيض لاح في الذاكرة عند الحديث عن إسهامات هذه القامة الوطنية السامقة الشخصية الاجتماعية التي مافتئت تتنازعها هواجس العطاء والبذل في ساحات الفعل الوطني والاجتماعي مجترحة المآثر حتى آخر رمق ونفس تصاعد مع روحه الطاهرة منطلقاً مصحوباً بروح الفقيد صعوداً الى سماوات الباري.تغمد الله روح فقيدنا بالرحمة واسكنه فسيح جناته “ كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام”.
|
ثقافة
الرحيل بدون وداع
أخبار متعلقة