غضون
- مدير عام مكتب وزارة الثقافة في عدن, الأديب المعروف / عبدالله باكدادة, كاد ينعى الحالة الثقافية والفنية في المحافظة لو لم يدفعه منصبه الرسمي إلى التراجع عن ذلك, ويعود للتبشير بالأمل .. فالمبدعون كثر والمؤسسات أو البنى التحتية قائمة وستكون صالحة للعمل بقليل من الحركة لإعادة تأهيلها .. وعنده أن العثرة التي تحول دون إنعاش الحالة الثقافية والفنية هي تلك المشكلة الأزلية التي تواجه المبدعين والفكر والثقافة والفن .. قلة المال..! وهي مشكلة يمنية مشهورة .. حيث يرمى لهذه الجهة بعض الفتات من باب براءة الذمة .. وكأن الثقافة والآداب والفنون من الكماليات التي يمكن الاستغناء عنها, بينما هي من الأساسيات التي لا تنهض أي أمة بدونها .. وبتعبير باكدادة : إن الفنون والآداب هي التي تصنع إنساناً صالحاً في المجتمع.- إلى متى ستظل الشكوى قائمة من هذا الشح أو البخل والتقتير الذي تلتزم به الحكومة وواضعو الموازنات عندما يتعلق الأمر بالآداب والثقافة والفنون؟ لقد أشار رئيس الجمهورية في خطابه أمس إلى ثراء هذا المجتمع وامتلاكه ما يدعو للفخر لدى الإنسان, واليمن ثري بثقافته فعلاً لكنها تتعرض للإهمال والطمس وتجتاحها غارات المحافظة وغارات السلفية, وهي تحتاج الآن إلى مشروع إنقاذ وإحياء من قبل الحكومة بالدرجة الأولى, فكيف تريد إحداث تغيير وتقدم في المجتمع دون مشروع ثقافي يستهدف الارتقاء بأساليب التفكير ونشر ثقافة المجتمع وتمكين الشباب من الزاد والقوة التي تجعلهم قادرين على إحداث التغيير والتقدم .. فهذان الأخيران لا يحدثان إلّا من قبل أناس مزودين بالقدرة على إحداثهما.- بقي أن نشير إلى أن صندوق نظافة المدن صار له تأثير فموارده تستغل لتنظيف الشوارع والحدائق بينما الصندوق المعني بالثقافة والتراث لم ينظف مسرحاً ولم يدعم أديباً بائساً .. فقد قيل إن رسالته حرفت إلى جهة ثانية, وصار مجرد جمعية خيرية لمنح الإعانات .. صحيح أن موارد الصندوق محدودة لكن حتى هذا القدر المحدود لم يظهر أثره على الأرض .. فهل يلتفت وزير الثقافة إلى هذا الأمر؟