بغداد / وكالات :أعلن الجيش الامريكي أمس الجمعة ان أربعة جنود أمريكيين قتلوا يوم الخميس في محافظة الانبار المضطربة في غرب العراق.وقال الجيش في بيان: ثلاثة من أفراد مشاة البحرية وبحار يعملون في الفوج القتالي السابع توفوا الخميس متأثرين بجروح أصيبوا بها في عملية للعدو أثناء قيامهم بعملية في محافظة الانبار."ومحافظة الانبار هي معقل المقاومة المسلحة للمقاتلين السنة في العراق وهي من أكثر المحافظات التي سقط فيها قتلى من الجنود الامريكيين في العراق.وبهذا وصل عدد القتلى من الجنود الامريكيين في العراق الى 2959 ليقترب الرقم من ثلاثة الاف ويزيد الضغوط على الرئيس الامريكي جورج بوش لايجاد استراتيجية تسمح بسحب الجنود الامريكيين وعددهم نحو 135 ألفا في نهاية المطاف.وقال بوش انه سيعلن عن استراتيجية جديدة في يناير بعد الاستماع لنصيحة قادته العسكريين ومسؤولين في وزارة الخارجية والقادة العراقيين الى جانب جيتس الذي قال انه سيقدم تقريرا للرئيس مطلع الاسبوع المقبل.وأضاف جيتس أنه أيا كان الاستراتيجية التي ستحدد فسيكون على الحكومة العراقية التي يقودها الشيعة أن تتخذ زمام المبادرة لكبح جماح العنف الطائفي بين الاقلية السنية والاغلبية الشيعية التي تسببت في مقتل الاف العراقيين كثير منهم في العاصمة العراقية.وقال جيتس للصحفيين "من الواضح أن الوضع في بغداد صعب. ومن الواضح أن النجاح لن يتحقق الا بالجهود المشتركة مع تولي العراقيين القيادة."وأضاف أن القادة العراقيين لديهم خطط ملموسة لخفض العنف في بغداد واستهداف الميليشيات التي تلقى على عاتقها مسؤولية تأجيج أعمال العنف المتبادلة لكنهم لا يزالون بحاجة للعمل على تفاصيل التنفيذ.وقال "لديهم خطط ملموسة ووضع التفاصيل لهذه الخطة هو بالضبط ما سيقوم به (قائد القوات الامريكية في العراق) الجنرال (جورج) كيسي وفريقه والعراقيين خلال الايام المقبلة."واتهم منتقدو رئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي رئيس الحكومة بأنه لم يبذل جهودا تذكر لشن حملة على الميليشيات المرتبطة بأحزاب في ائتلافه الشيعي الحاكم رغم وعوده المتكررة بالتحرك ضدهم منذ تولي منصبه.وذكرت وزارة الدفاع الامريكية هذا الاسبوع أن ميليشيا جيش المهدي الموالية للزعيم الشيعي مقتدى الصدر حلت محل تنظيم القاعدة السني كأكبر خطر يتهدد استقرار العراق. ويقول أنصار الصدر ان الميليشيا سلمية لا تقوم سوى بعمليات للدفاع عن النفس ولا تشن هجمات انتقامية ضد عرب سنة.وراودت فكرة الانتقام أذهان سكان بلدة حديثة شمال غربي بغداد الغاضبين أمس الجمعة. وطالبوا باعدام أربعة من أفراد مشاة البحرية الامريكية وجهت لهم يوم الخميس اتهامات بقتل 24 مدنيا أعزل هناك في نوفمبر تشرين الثاني 2005.وجمع خالد سلمان الذي كانت شقيقته أسماء من بين القتلى أصدقاءه في الساعات الاولى من صباح الجمعة لمشاهدة التغطية الاخبارية لتوجيه التهم.وقال سلمان (41 عاما) "هؤلاء الجنود قتلوا 24 شخصا. قتلوا نساء وأطفالا أليس هذا كافيا كي يعدموا..حتى تنعم العائلة بالسلام."وكان الوقت منتصف الليل في العراق عندما أعلن الجيش الامريكي أنه وجه اتهامات لاربعة جنود بالقتل وأربعة اخرين بالتقصير في أداء واجبهم فيما يتصل بعمليات القتل.وذكر شهود عراقيون أن جنود مشاة البحرية الذين كانوا في حالة غضب قتلوا المدنيين رميا بالرصاص في منازلهم ردا على مقتل زميل لهم في انفجار قنبلة أصابت قافلة في البلدة.ويشكك محامو الدفاع في رواية الشهود العراقيين ويقولون ان الجنود كانوا يخوضون معركة شرسة في حديثة بعد انفجار القنبلة وأن المدنيين ربما قتلوا في معمعمة القتال.في غضون ذلك قالت الولايات المتحدة إنها ستبقى لفترة طويلة في منطقة الخليج العربي، واعترفت بأن هناك حاجة لمزيد من القوات الأميركية في العراق في ظل تصاعد العمليات المسلحة في البلاد.وقال وزير الدفاع الأميركي الجديد روبرت غيتس الذي زار العراق إن تعزيز الوجود الأميركي البحري في الخليج العربي يهدف إلى توجيه رسالة بأن الوجود الأميركي في المنطقة طويل الأمد.وأضاف في مؤتمر صحفي مع قادة الجيش الأميركي في العراق أمس أنه يعتقد حقا أن هناك حاجة للمزيد من الجنود في العراق للإسهام في تدريب الجيش العراقي وحفظ الأمن.من جهتها توقعت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس أن يتواصل العنف في العراق، واعتبرت في الوقت نفسه أن من المنطق أن تكون الحكومة العراقية قادرة على حماية شعبها بنفسها. وتفسيرا للتدهور الأمني المتزايد بالبلاد، قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أثناء اجتماعه مع وزير الدفاع الأميركي إن العنف في العراق له "دوافع سياسية" ومصدره " الصداميون والتكفيريون".وجاء تصريح المالكي في بيان أصدره مجلس الوزراء أمس الاول ردا ضمنيا على موقف الإدارة الأميركية القائل إن العنف الطائفي يتصاعد بشكل متزايد في العراق وإن جيش المهدي يشكل المجموعة ذات التأثير الأكثر سلبية في الوضع الأمني.وأكد المالكي من جهة أخرى أن القوات العراقية بالتعاون مع القوات المتعددة الجنسيات أكملت وضع اللمسات الأخيرة على خطة أمن بغداد في الفترة المقبلة.
الولايات المتحدة تنوي البقاء طويلا في الخليج وتتوقع تصعيدا في العراق
أخبار متعلقة