خطوط النقل البحرية في اليمن .. جدوى اقتصادية كبيرة واستثمار غائب
عدن / والية بجاش :لا يقتصر إنشاء خطوط نقل بحرية بين المدن والمناطق الساحلية على رخص ثمن انتقال الركاب بين منطقة وأخرى فقط، بل يتعداه إلى ما هو ابعد من ذلك باعتبارها إحدى وسائل جذب الاستثمارات السياحية، خاصة إذا وجدت عدد من الجزر القريبة من الشواطئ البحرية كما هو الحال في محافظتي عدن والحديدة.ونظراً للأهمية الاقتصادية التي تحظى بها هذه الخدمة فقد شهدت عدد من البلدان العربية والأجنبية في الآونة الأخيرة افتتاح خطوط بحرية للركاب كان آخرها الخط البحري بمدينة دبي في الإمارات العربية المتحدة.. وبحسب مختصين في الجانب السياحي فإن إقامة مثل هذه الخطوط تحتاج إلى الحس الاستثماري والاقتصادي أكثر من مجرد الرغبة في إقامتها بغرض الربح دون توافر الرؤية الإستراتجية بعيدة المدى.ورغم تزايد الاهتمام بتوفير هذه الخدمة في الكثير من بلدان الجوار الا ان هذه الخدمة في اليمن لم ترى النور ولم تحظى بالاهتمام الكافي سواء من قبل الجهات الحكومية او القطاع الخاص، خاصة ان اليمن تمتلك شريطاً ساحلياً يمتد طوله أكثر من 3 آلاف كيلو متر الأمر الذي يجعل الجدوى الاقتصادية لإقامة مثل هذا المشروع تأتي بثمارها على المدى القصير جدا، كما يؤكد مختصون واقتصاديون.ولمعرفة أسباب غياب هذه الخدمة وعدم تشجيع القطاع الخاص المحلي والأجنبي في تنفيذ مثل هذه المشاريع والأهمية الاقتصادية لأقامتها طرحت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) هذه القضية بجميع إبعادها على عدد من مسؤولي الجهات ذات الاختصاص..[c1]" ليست من اختصاصنا"[/c]يؤكد مدير مكتب النقل بمحافظة عدن فهد همشري ان إنشاء هذه الخدمة لاتقع ضمن اختصاصات مكتب النقل.. إلا انه أشار ضمنا إلى ان إقامة مثل هذه الخطوط ستكون عديمة الفائدة لأن شركات الملاحة ومكاتب السياحة والتي انتشرت بشكل كبير في المحافظة لا تعمل إلا في المواسم..منوها بأن مؤسسة مواني خليج عدن هي المسئولة والمختصة بمثل هذه الخدمات.وقال" للأسف لا توجد سفن ملاحية حتى تكون هناك سفن خدماتيه بالرغم من الموقع الاستراتيجي الهام لمدينة عدن ".[c1]" وضع مالي صعب "[/c]يبرر مدير الإحصاء والتخطيط بمؤسسة مواني خليج عدن احمد مثنى عدم قيام المؤسسة بإقامة مثل هذه الخدمة إلى الوضع المالي الصعب للمؤسسة الأمر الذي يجعل من الصعب عليها تحمل تكاليف إقامة خطوط نقل بحرية.وقال "المؤسسة مهمتها متابعة الأرصفة والسفن الآتية والذاهبة ولا توجد لدينا بنى تحتية من الأرصفة والمراسي لعبارات نقل الركاب".. ونوه بأن المؤسسة تعمل حاليا على إعادة ترميمالمرسى السياحي بحسب توجيهات المحافظ للمؤسسة الأمر الذي سيسهل على القطاع الخاص إقامة مثل هذه الخطوط البحرية.[c1]"هيجان الأمواج"[/c] نائب مدير الإدارة العامة للتسويق والإعلام بالمؤسسة مياد سعيد يافعي يرى من جانبه ان غياب الكثافة السكانية في بلادنا كما هو الحال في مصر ودبي تعد اهم سبب يجعل الاستثمار في هذا المجال غير مجدي. ويقول هيجان البحر والأمواج الكبيرة نظرا لأن بحرنا مفتوح تعرقل سير هذه القوارب والعبارات الأمر الذي يتطلب إقامة حاجز بحري وهذا مكلف.[c1]"غياب المبادرة"[/c]اما نائب مدير الهيئة العامة للتنمية السياحية بالمحافظة عبدالصمد عبدالمجيد القدسي فيؤكد بدوره انه لا توجد أي معوقات لكن للأسف لم تقدم أي من الشركات السياحية تصور لإقامة مثل هذة الخدمات باستثناء شركة الكهالي التي تعمل حاليا على تنفيذ مشروع التلفريك في مديرية البريقة.ويشير القدسي إلى ان هذا المجال جديد وجيد لشواطئ عدن لما لها من موقع استراتيجي مطل على البحرين الأحمر والعربي كما أنه مفتوح وليس مغلقا..ولفت إلى ان هذا المجال بحاجة إلى استثمارات القطاع الخاص ونحن نشجع أي استثمار في الجانب خاصة اذا توفرت ناقلات سياحية لنقل الحجاج ايام الحج فليس هناك مانع.[c1]"جدوى اقتصادية"[/c]وعن الجدوى الاقتصادية للاستثمار في إقامة الخطوط البحرية يؤكد استاذ الاستثمار والتمويل المساعد بكلية الاقتصاد جامعة عدن الدكتور محمد حسين ان هذه الخدمة ذات جدوى اقتصادية وربحية كبيره وخاصة من ناحية السياحة الداخلية.وقال "انا شخصيا قمت برحلات بحرية بين مدينة التواهي والبريقه مع عدد من الأجانب وقد سألوني لماذا لا يكون هناك خط بحري بين مديريتي التواهي والبريقة".وأوضح بأن هناك معوقات تعيق إقامة خط بحري بين مدينتي التواهي والبريقه على سبيل المثال نظرا لأن الميناء الموجود في البريقة خاص بالمصافي ويمنع دخول اي احد اليه كما أن تكلفة التاكسي قد تكون مرتفعة.واستدرك قائلا بأن القطاع الخاص هو الذي يفترض ان يكون اكثر الماما بالأمر".[c1]"فوائد بيئية"[/c]ويؤكد استاذ الاقتصاد الدولي المشارك في نفس الكلية الدكتور عبد الله محسن بأن من سيقدم على هذه الخطوة لن يخسر بل سيكون له ربح كبير لما لها من جدوى اقتصاديةلكن الأمر يتطلب القيام بعملية ترويج بصورة جيده لما للخطوط البحرية من فوائد بيئية كبيرة تتمثل في تقليص نسبة العادم من السيارات وقال" شركات السياحة تمتعض فعدد من مالكي شركات السياحة في عموم الجمهورية استقبلوا فكرة إنشاء خط بحري بشيء من الامتعاض والتهرب من الإجابة واكتفوا بالقول لا نظن ان أحدا من المواطنين او السياح سيغامرون في استخدام مثل هذه الوسائل للنقل لما لها من خطورة كوننا نسمع بين الحين والأخر أنباء عن غرق عبارات كان آخرها العبارة المصرية السلام 98 ".وأضاف "حتى وان قدمنا مقترح وأقمنا خط بحري ووفرنا عبارات لنقل المواطنين مثلا من عدن إلى المكلا او من مديرية التواهي إلى البريقة فلا نظن ان هناك كثافة بشرية لاستخدام مثل هذه الخدمات".[c1]"فئة مستفيدة"[/c]الصيادون بدورهم تحمسوا خلال اللقاء معهم بفكرة إنشاء خط بحري بين المحافظات والمناطق الساحلية حيث يقول الصياد علي حسن محمد "ارى ان وجود مثل هذه الخدمة سيعرف الناس بجمال سواحلنا الغنية بالجزر الصغيرة التي يمكن الاستفادة منها سياحيا بدلا من إبفائها كصخرة هامدة يخشى الناس الاقتراب منها".أما الصياد محمد صالح المنعمي فيرى ان توفر مثل هذه الخدمة سيجعل من مدينة عدن واحده من المدن الاقتصادية في المنطقة.