عندما نبدأ المذاكرة اكتشف أنّ "أنيس" لم يستوعب كثير من المعلومات حول بعض مواضيع الدروس التي أخذناها أثناء حصة الدرس.. مع أنّ المدرس أو المدرسة يكونان قد شرحاها شرحاً وافياً.. فأضطر إلى ترك دروسي جانباً وانهمك في إعادة الشرح "لأنيس" حتى يستوعب.. وهو من النوع الذي لا يستوعب بسهولةٍ لأنّه لا يركز اهتمامه حول الشرح.. وقد أخبرته كثيراً أنّ المدرس لا يغضب إذا سألناه مرةً أو مرتين عن شيء لم نستوعبه.. وذلك ليس عيباً أن نصارح المدرس بأننا لم نستوعب بعض جوانب الدرس.. العيب أن نلزم الصمت ونحن لم نفهم.. فذلك ينعكس على حصيلتنا المعلوماتية عند الامتحان وبسببه نفشل في حل أسئلة الامتحان وبالتالي تأتي تقديراتنا.. أو "علاماتنا" متدنية.. وهذا بالتأكيد يؤدي إلى الفشل.قلت هذا الكلام مليون مرة.. لكن أنيس يكرر الخطأ نفسه.. فيبقى صامتاً في الفصل مع أنّ المدرس أو المدرسة يسألاننا مع نهاية الشرح في كل حصة دراسية "مفهوم؟" .. هل هناك شيء يحتاج إلى إعادة الشرح؟ .. وأصمت أنا لأني قد استوعبت .. لكن "أنيس" يصمت وهو لم يستوعب .. فما رأيكم في هذا؟!*أخوكم بدر ********في الحقيقة أنا أشعر بالإحراج .. . كيف سيكون منظري أمام زملائي عندما أقف وأقول للمدرس أو المدرسة "أنا لم أفهم.. أرجو إعادة الشرح"؟!سيضحك بعض .. ويتغامز بعض.. وسيقول الجميع إنني "غبي .. بطيء الفهم.. بليد .."! لا .. لا .. الأفضل أن أبقى صامتاً وعندما نعود إلى المنزل سيقوم أخي وحبيبي وصديقي الرائع "بدر" بإعادة الشرح مثل المدرس وأكثر... ثمّ أنّ هذا سيفيد "بدر" لأنّه يريد أن يكون مدرساً في المستقبل .. وأنا أعطيه فرصة ليتدرب على الشرح وأقوم بدور الطالب المطيع الهادئ الذي يستمع بصمت ومن ثمّ يستوعب .. صحيح أنا لا أستوعب بسهولة كما قال "بدر" لكنني في نهاية الأمر "أستوعب" وهذا يكفي.. فهناك من لا يستوعبون إطلاقاً!!وطبعاً كلامي لا يعني أنّ ما قاله "بدر" غير صحيح.. على العكس.. كل ما قاله "بدر" سليم مائة بالمائة.. وأنا المخطئ فليس في العلم حرج كما يقول الكبار... وأنا أعرف أنّ الخجل والإحراج في هذا الأمر ليس في محله.. لكن ماذا أفعل؟!عموماً .. سأحاول التخلص من هذه العادة الخاطئة بالتدريج .. وسأنجح يوماً ما.. أعدكم بذلك.. لكن حتى ذلك الوقت سيضطر "بدر" إلى إعادة الشرح لي كلما عجزت عن استيعاب درس ما.. وإلا ما فائدة الصداقة؟!* أخوكم / أنيس