الخطورة في المشهد السياسي اليوم تكمن في تبني بعض القوى السياسية على وجه الخصوص أحزاب اللقاء المشترك أفكاراً غريبة لا تمت إلى ثقافتنا الوطنية وعادات وتقاليد أبناء الشعب وقيم وأخلاقيات أهداف الثورة اليمنية والثوابت الدينية والوطنية بأي صلة لا من قريب ولا من بعيد والعمل بكل الوسائل والأساليب المشروعة وغير المشروعة على غرس المفاهيم والأفكار في العقول لأسر القلوب ودعم ومساندة الفعاليات الخارجة على النظام والقانون التي تقوم بها بعض العناصر المتمردة من بقايا أصحاب الفكر الإرهابي الاستالينيني الملطخة أياديهم بدماء الأبرياء من أبناء الشعب في الجزء الجنوبي من الوطن بفعل الصراعات الدموية الدورية التي كانت تحدث في المحافظات الجنوبية ومحاولة جر شريحة من الشباب نحو التطرف الفكري وحشدهم نحو العنف باستخدام وسائل القوة والإرهاب والمواجهة المسلحة لفرض الآراء والأفكار الضالة وتكريس ثقافة التحريض وإثارة الفتن بين أبناء الشعب اليمني الموحد جغرافياً وتاريخياً منذ الأزل.. وها هي وحدة الثقافة الوطنية ضاربة جذورها في أعماق أرض الوطن وكانت أساساً قوياً وصلباً لوحدة الوطنيين الأحرار على امتداد ساحة الوطن الواحد من المهرة شرقاً وحتى مدي غرباً ومن صعدة شمالاً حتى عدن جنوباً أرض اليمن أرض الخير الطيبة إنها أرض الحكمة والإيمان، وكان الشعب موحداً دوماً منذ غابر الزمن وفي ظل السياسات الاستعمارية وأخرها الاحتلال العثماني للجزء الشمالي من الوطن والاحتلال البريطاني للجزء الجنوبي من الوطن ورغم التقسيم الجغرافي والحدود الوهمية التي رسمتها السياسات الاستعمارية ظل الشعب موحداً في كل زمان ومكان بهويته اليمنية وظل التكامل حاضراً بين الجغرافيا اليمنية والتاريخ الفكري والمعرفي والثقافة الوطنية وهي الاستدلالات الكبرى التي تسقط كل مشاريع التزوير والتضليل للمفاهيم والأفكار والأوهام وتنهار الأحلام السرابية وتبقى إشعاعات الثقافة الوطنية ساطعة ومنارات يستلهم منها الشعب الحقيقة لوحدته ويجعلها طريقاً لقوته وعزته وكرامته.باتت واضحة الفلسفة السياسية لأحزاب اللقاء المشترك التي فقدت الصواب باستخدام أسلوب المكايدات والمناكفات السياسية غير المبررة وأثبتت أنها غير مسؤولة ولا تستحق الثقة لتحمل قضايا الوطن كونها سقطت أمام أول امتحان لها في التعامل مع فن الممكن في قضايا الخلاف والاختلاف وفضلت الهروب والابتعاد عن طاولة الحوار وعدم احترام التزاماتها الموقعة عليها بشأن قضايا الحوار الوطني الذي كان آخره اتفاق فبراير 2009م، والتنصل عنه وظلت تماطل لتعطل وتزور الحقائق وتحمل الطرف الآخر مسؤولية التعطيل بوسائل الدس والدجل وتضليل الرأي العام المحلي والخارجي. و رغم أن الجميع يعلم يقيناً أن هناك الكثير من الدعوات والمبادرات التي أعلن عنها فخامة الأخ رئيس الجمهورية من أجل الحوار الوطني الشامل دون شروط مسبقة وخلق الأجواء المناسبة للتوافق والاتفاق حول مجمل القضايا المختلف عليها ظل اللقاء المشترك على موقفه المحكوم سلفاً بعدم الاستجابة تحت مبررات وذرائع لا يقبلها ذو عقل أو منطق فهناك مواقف مسبقة تجاه كل محاولة للتقارب والتفاهم!!! لا يعلم بمقاصدها سوى رب العالمين وأصحاب الخبرات في التعامل مع التكتيكات السياسية لفلاسفة العمل السياسي الذين يديرون الأمور بعقليات متخلفة وشطحات همجية لا ترتقي إلى مستوى المسؤولية الوطنية والمصلحة العليا للوطن وخصوصاً عندما يكون فاقد الشيء لا يعطيه.وكل ذلك يأتي تنفيذاً لمخطط إضعاف القدرة الوطنية بهتك النسيج الاجتماعي اليمني الواحد وتمزيق الوطن ومحاولة العودة إلى المراحل السابقة التي أصبحت جزءاً من التاريخ الماضي مراحل ما قبل الوحدة وما قبل الثورة إنهم يزورون التاريخ وتكشفهم حقائق الواقع يضعون رؤوسهم في الرمال ويتنكرون لدور الرجال الأبطال من المناضلين الأحرار أعلام الثورة راجح لبوزة وعلي أحمد ناصر عنتر وصالح مصلح ومدرم والمجعلي وقحطان الشعبي والقائمة طويلة، يضعون رؤوسهم في الرمال حتى لا يرون مآثرهم الدموية وتصفياتهم الجسدية الإجرامية لأبناء الشعب في الجزء الجنوبي من الوطن والملاحقات والتشريد والاعتقالات و جرائم ضد البشرية وانتهاك سافر لأبسط الحقوق الإنسانية ونهبوا الممتلكات وانتهكوا الأعراض ولهذا فإن يعتمل في بعض مناطق مديريات المحافظات الجنوبية من قطع الطرق ونهب وتخريب الممتلكات العامة وقتل الأبرياء ما هو إلا إجراءات العنف السياسي في الجزء الجنوبي من الوطن التي ذهبت إلى غير رجعة والمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين فإذا كانت الوحدة جبت ما قبلها فاليوم قد تغيرت الظروف واتسع الوطن للجميع في ظل العيش المشترك على امتداد ساحة الوطن اليمني الكبير اليمن الديمقراطي الموحد بعد أن أزيلت الحدود الوهمية والبراميل الشطرية ورفعت نقاط التفتيش.لهذا فإن تضافر الجهد الشعبي والحكومي أصبح ضرورة للقيام بالحملات التوعوية والإرشادية من أجل الحد من الانتشار السيئ للتطرف الفكري البليد والسعي الحثيث للقضاء عليه وردم منابع تواجده وتجفيف مصادره ورفع المناعة اللازمة لدى المواطنين بجرعات تنشيطية لكريات الدم البيضاء التي أصبحت على استعداد تام لمواجهة المخاطر التي يمكن أن تتعرض لها الأجساد على حين غرة من خلال رفع جاهزية الوعي والولاء لله والوطن والثورة والجمهورية والوحدة.ولتذهب الأصوات النشاز بعد أن أصبحت نكرة في حياة الأمة والأوراق الذابلة والعقول المتكلة والأفكار المندثرة إنها بقايا مخلفات صراعاتهم الدموية التي تريد تصفية حسابات وثأرات قديمة وها هي صور شهداء الثورة والصراعات السياسية مشاعل تضيء دروب المسيرة المظفرة للوحدة في ظل الدولة اليمنية الحديثة للنهضة الجديدة والمستقبل الباسم حيث سقط الشهداء في ساحة المقاومة والثورة وحيث خان الرفاق رفاقهم وقتلوهم غدراً وعدواناً وحيث اعتقل الأبطال من المناضلين الشرفاء ودارت الأيام ودار الزمن وانتصر الأمل الهدف الأسمى لأحرار اليمن أبطال الثورة ومبادئ وقيم الوحدة وارتفع العلم عالياً خفاقاً معلناً فجر يوم جديد في 22 مايو 1990م لليمن الديمقراطي الموحد يوم التغيير المجيد والتطوير الحديث الذي صنعته أيادي رجال الوحدة رجال الفكر والثقافة الوطنية اليمنية الرائدة المنارة والبذرة على طريق الوحدة العربية الشاملة و كان فيه الانتصار للشعب والوطن وكان الذل والهوان للعملاء الذين لفظهم الشعب في ملحمة البطولة والشرف في العام 1994م ليجروا ذيول الخيانة في مدن الضباب والمباني الشاهقة وفي النوادي الليلية ونجدهم يتهامسون ويتلامسون بالأيادي الرقيقة ويحلمون بالعودة إلى المرافئ الدافئة حيث الحب والحنان على أرض الوطن اليمني الموحد يمن 22 مايو المجيد والنصر الأكيد في الذكرى العشرين لليوم السعيد.
اللقاء (المشترك) .. أحزاب فقدت الصواب
أخبار متعلقة