نائب الرئيس في كلمة المؤتمر الشعبي في مؤتمر الحزب الوطني السوداني بالخرطوم :
الخرطوم / سبأ : ألقى الأخ عبد ربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية أمس في العاصمة السودانية الخرطوم كلمة المؤتمر الشعبي العام في مستهل تدشين أعمال المؤتمر الوطني السوداني في الدورة الثالثة بالخرطوم وسط حضور ما يزيد على خمسين حزبا وتنظيما سياسيا من خمسة وثلاثين بلدا من مختلف أنحاء المعمورة.وقال : «في البدء أحيي انعقاد مؤتمركم هذا وأقدم أحر التهاني وأخلص التحيات مقرونة بالأمنيات الصادقة بنجاح أعمال المؤتمر وأنقل إليكم تحية فخامة الأخ الرئيس / علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية اليمنية ومن الشعب اليمني والمؤتمر الشعبي العام قيادة وقواعد وأنصاراً إلى أشقائه في السودان وإلى حزبكم بمناسبة انعقاد مؤتمره العام القومي الثالث .وأضاف:« إننا نعبر لكم عن الاحترام الأخوي الصادق ومشاعر الود والتقدير التي يكنها شعبنا وحزبنا لإخوانهم في السودان الشقيق وطليعته السياسية حزب المؤتمر الوطني في وقت أضحت فيه علاقة الأخوة الراسخة والنضال المشترك بين حزبينا أحد أعظم مكاسب الشعبين اليمني والسوداني المترسخة عبر مسيرة طويلة من النضال والعمل المشترك لأجيال متعاقبة من اليمنيين والسودانيين وهي العلاقة الحميمة التي نسجت وشائجها عبر فترات زمنية امتدت منذ عصور بالغة القدم تمازجت بين شعبينا عبر الهجرات المختلفة التي ظلت تتوالى وشكلت قاعدة أخوة حميمة تتقاسم السراء والضراء في علاقاتها التي امتزجت حد التماهي».وخاطب المؤتمرين قائلا: إن مؤتمركم هذا ينعقد في مرحلة حساسة ودقيقة من تاريخ السودان الشقيق والمنطقة وأمتنا العربية والإسلامية ولاشك في أنه يمثل إحدى المحطات المهمة في مسيرة المجابهة الفكرية والسياسية والاقتصادية والعسكرية ضد أعداء السودان، وفي مسيرة النضال الطويل والشاق الذي يخوضه حزبكم من أجل حماية منجزات الشعب السوداني وصيانة وحدة أراضيه ونسيجه وسلامه الاجتماعي وحاضر ومستقبل السودان هذا البلد المعطاء، وفتح آفاق جديدة للمضي قدما في دروب التقدم والازدهار الحضاري.وقال الأخ نائب رئيس الجمهورية : إن وصولكم إلى هذه المحطة الحيوية من تاريخ حزبكم ووطنكم مكللين بالنجاحات والانتصارات.. إنما هو دليل واضح على أن حزبكم يمثل القوة الطليعية المؤهلة والقادرة على توحيد المجتمع وصيانة الوطن والمضي به قدما في دروب التقدم السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والعلمي .وأكد أن التاريخ سيدون بأحرف من نور وسيقدر حق التقدير قيادات حزب المؤتمر الوطني السوداني وأعضاءه وأنصاره وجميع الشرفاء من أبناء السودان لأنهم استطاعوا الصمود في وجه أعتى التحديات والتآمرات الإمبريالية والصهيونية العالمية التي استهدفت ولا تزال تستهدف وحدة وأمن واستقرار ومصادر قوة السودان وعوامل تقدمه ونهوضه الحضاري.وأوضح أن السودانيين استطاعوا بصمودهم الأسطوري وبقواهم وجهودهم الذاتية وبمساندة الخيرين من الأشقاء والأصدقاء تجاوز كل التآمرات وقال : « أحبطتم الكثير من المحاولات والهجمات الداخلية والخارجية , وحافظتم ولازلتم وستظلون إن شاء الله حماة لوحدة السودان وسلامة أراضيه وتعزيز قدرتكم على التغلب على أشرس وأخطر هجمات القوى المعادية التي يتعرض لها وطنكم خلال تاريخه المعاصر، ونجحتم في مجابهة كل أشكال الحصار والحروب السرية والعلنية التي مورست ضد بلدكم في مختلف المجالات الاقتصادية والسياسية والدعائية والعسكرية».وقال:« يحدونا الأمل وتتعزز ثقتنا في قدرة حزبكم على امتلاك كافة المصوغات لتنمية وتطوير تجربته الناجحة ونظامه السياسي الديمقراطي خاصة وقد استطعتم من خلال حزبكم وتحت قيادة فخامة الرئيس عمر حسن البشير رئيس الجمهورية وخلال فترة وجيزة تحقيق أكبر عملية انبعاث حضاري معاصر للسودان الشقيق الذي شهد تحولات تنموية سياسية واجتماعية وثقافية عميقة وأنجزتم ما كان يصبو إليه الوطنيون السودانيون على مدى قرون في الحفاظ على وحدة الأراضي وتعزيز قدرات ومناعة الوطن والانفتاح الديمقراطي، وأرسيتم قاعدة وبنية تحتية قوية وكبيرة لنهضة زراعية وصناعية وعلمية شاملة».وأضاف:« ولا نجافي الحقيقة إذا قلنا إن السودان وطنا وشعبا مدين بالكثير من هذه الإنجازات إلى قائده ورئيسه الفريق عمر حسن البشير وما يتمتع به من حنكة قيادية ومواقف مبدئية راسخة وولاء مطلق للسودان ونظرته السياسية الثاقبة وسعة أفقه ومقدرته الفائقة على إيجاد الحلول لأصعب القضايا والتحديات الوطنية والذود بشجاعة وثبات عن مصالح الشعب السوداني الشقيق وقضايا الأمة العربية والإسلامية وسعيه الدؤوب لإحلال الوئام بين القوى السياسية على امتداد الساحة الوطنية وتعزيز قوة ومناعة نسيجه الاجتماعي وتجانسه».وأكد الأخ نائب رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي إن علاقة الجمهورية اليمنية بجمهورية السودان الشقيق علاقة تاريخية وأزلية نابعة من وحدة كيان الأمة العربية والإسلامية والتداخل الاجتماعي، وهي تستند اليوم إلى أسس راسخة من وحدة الأهداف والمصير المشترك وتتجسد في الكثير من مجالات التعاون والتنسيق المشترك والمسئولية المشتركة التي يتحملها البلدان إزاء مصير الأمن والاستقرار في منطقة القرن الإفريقي ، هذه المسئولية المشتركة محكومة بجملة من الاتفاقيات والمعاهدات والأهداف المشتركة.واشار نائب الرئيس الى أن ما تشهده منطقتنا العربية من تحديات معاصرة ومخاطر مستقبلية تثير قلقا ولا يسعنا تجاهلها أو الاستمرار في حالة عدم الاكتراث بها.وقال:« منذ وقت ليس بالقريب أطلّت على منطقتنا الكثير من المشاريع التفكيكية والاستعمارية المعاصرة البديلة لمشاريع سايكس بيكو وجميعها تستهدف التغيير الجذري للخريطة الجغرافية والاجتماعية والسياسية للكثير من دول المنطقة وإعادة تمزيقها وتشكيلها ضمن كيانات صغيرة تتفق ومصالح بعض القوى التي تسعى إلى الانتقام التاريخي من هذه الأمة والتضييق على الكثير من الدول والأنظمة وتعمل جاهدة على فرض مطامعها على شعوبنا ولعب دور استثنائي خاص مزعوم يحقق لها الهيمنة المطلقة على مناطق حيوية هامة وإعطاء نفسها حق التدخل في الشؤون المستقلة وفق أهوائها».وأردف قائلا:« ما من شك في أن هذه التحديات والمخاطر سوف تستمر في النمو والتمدد لتطال الجميع دون استثناء، وان الخيار المعقول والوحيد لمواجهتها والدفاع عن السيادة الوطنية وحق الشعوب العربية المشروع في النهوض الحضاري يكمن في قدرتنا على تنظيم تعاون نشط بين جميع الدول وفي إقامة واستخدام وتطوير آليات ومؤسسات مشتركة لحماية مصالح الأمة ومستقبل أجيالها وبما يسهم في إيجاد التناسب الأمثل بين المصالح والحقوق الوطنية والمصالح العربية مع الحقوق والمصالح الدولية المشتركة».ودعا الأنظمة السياسية والشعوب العربية على اختلاف مشاربها الفكرية وانتماءاتها الجغرافية الى العمل والتعاون النزيه القائم على الإدارة الخيرة في سبيل حماية هذه الأمة من كافة المشاريع التدميرية ، والتي تتطلب قدرا كبيرا من المسؤولية والجهد المتواصل.وأشار إلى أهمية أن يولي مؤتمر الحزب الوطني السوداني أهمية قصوى لتطوير وتسريع صلات التعاون والتكامل والتنسيق المشترك بين اليمن والحزبين في البلدين وفق خط بياني تصاعدي... منوها إلى أن مقتضيات الحياة والمتغيرات من حولنا وحاجتنا المشتركة للتنمية والسلام الاجتماعي تحتم علينا البحث عن أشكال تعاون جديدة ذات آفاق أكبر وبناء مؤسسات مشتركة في مختلف مجالات التعاون .وقال:« إن هذا المؤتمر يضعكم أمام مسؤوليات جسيمة لمواجهة استحقاقات ومتطلبات المرحلة القادمة ويدفعكم إلى الاستمرار في تطوير العمل السياسي ونحن على ثقة كبيرة بأنكم قادرون على تلبية ما يتطلع اليه شعبكم الكريم من هذا المؤتمر وتجسيد طموحاته المشروعة في حياة حرة كريمة تسودها المحبة والوحدة والتكامل.. مؤكدين لكم وقوف اليمن قيادة وحكومة وشعبا مع خيارات شعبكم ونضالاته ووحدة السودان الأرض والإنسان، وأمنه واستقراره » .