مع الأحداث
في عموده المعروف ( غضون) وصف كاتبنا المعروف فيصل الصوفي سلوك الصحفي العراقي الذي رمى الرئيس الأمريكي بحذائه مساء الأحد الماضي بأنه قلة أدب وبلطجة عيال السوق .. وأنه أسوأ صحفي وليس بطلاًً قومياً !! وكان أولى بأستاذنا الصوفي آلا يتسرع في حكمه العاطفي هذا وأن يستغرب ويتساءل عن السبب الذي دفع ذلك الصحفي العراقي لفعلته الغريبة تلك وغير المألوفة والمنافية لأبسط سلوك صحفي يمتهن الكتابة ويتحاور بالقلم اللسان لا بالأحذية أو الجزمات كما تفعل بعض نساء العرب الضعيفاتإن مقارنة الكاتب بين العراق المحتل وبين اليمن ومصر والسعودية ذات السيادة هي مقارنة غير موفقة لأن العراق قد انتهكت سيادته وهو تحت نير احتلال أمريكي أعاده إلى قرون التخلف والفقر وعدم الاستقرار بعد أن كان على أعتاب القرن الحادي والعشرين وقتل من شعبه وشرد الملايين وانتهكت واغتصبت العديد من نسائه وفتياته الكريمات والعفيفات والشريفات وبددت ثرواته النفطية ودمرت قدراته العلمية والتكنولوجية وسرقت وأتلفت وطمست معالمه التاريخية والإنسانية والحضارية وتحول إلى بلد مستباح ومتخلف وغير مستقر تتنازعه الطوائف والأحزاب والشيع في ظل احتلال من يزعمون أنهم يمثلون البلدان الديمقراطية الحرة والعالم الجديد الذين صادروا حرية الشعب الأفغاني والعراقي من مجرمي الحرب وسجن أبو غريب وجوانتانامو ورأينا كثافة القتل من في زمانهم بواسطة شركات العملاء والمرتزقة وكثافة المقابر الجماعية. وما هو الرئيس الأمريكي يأتي إلى العراق قبيل أيام من مغادرته البيت الأبيض إلى الأبد ليقول للعراقيين ويمن عليهم بأن دماء الأمريكيين قد سالت في العراق من أجل حرية العراقيين “ لا من أجل النفط العراقي “ او أسلحة الدمار الشامل أو حماية الأمن القومي الأمريكي يقول الكاتب إن الرئيس جورج بوش الاب لم ينقص منه شيء ولم ينقص من قيمة الرئيس بوش الأب شيء عندما جعل صدام صورته مداساً للزوار والزبائن عند باب فندق الرشيد لسنوات طويلة وبالمثل نقول للكاتب من باب التذكير فقط إن الرئيس العراقي لم ينقص منه شيء عندما قامت بعض الشركات الأمريكية المصنعة برسم صورة صدام على مناديل الصرف الصحي التي يمسح بها الوسخ ويزيل بها القاذورات !!والعجيب أن يستغرب الكاتب لهذا الحماس الذي بيديه بعض العرب لهذا الحذاء الذي اعتبره مصدر كرامتهم وفخرهم .. فلو عاد الكاتب إلى الوراء لوجد أن هذا الرئيس الأمريكي قد رمي من قبل بالبيض وقد شاهدنا عبر جهاز التلفاز ناساً متحضرين يمثلون شعوباً متقدمة مثل اليابان وروسيا يتراشقون بالأحذية والجزمات ويضربون بعضهم بعضاً بالكنادر كما يضرب لاعب السيرك زميله بالأشياء من أجل إضحاك وإسعاد المشاهدين. لقد استشهد الكاتب باستنكار أستاذ القانون الدولي عبد الحسين شعبان التصرف الغريب لذلك الصحفي الزيدي الذي كان ذات يوم مديراً عليه قائلاً : يجب أن يحصل على محاكمة عادله فما فعله هو جريمة يعاقب عليها ..) أنتهى كلام أستاذ القانون الدولي .ومن باب التذكير نقول للكاتب ارجع إلى قناة ( الجزيرة) ولا تغتر برأي صاحب القانون الدولي هذا الذي رأيناه في برنامج الرأي والرأي الآخر يسمي سورة الزمر في القرآن الكريم سورة الرمز ولافرق عنده بين الرمز والزمر.قبل نهاية عمود ( غضون) يقول الكاتب مستغرباً لاحظوا كيف أصبحت ( حرية الرأي ) رمياً بالأحذية عند الذين يشغبون باسم الحريات ..)وتناسى صاحبنا الكاتب أن المحتل الأمريكي قد أحتل وأكتسح وأنتهك وأغتصب وقتل بلداً بكامله وهو يشغب أيضاً باسم الحرية للشعب العراقي لا من أجل نفطه وثرواته.وختاماً نقول للكاتب الذي نعزه ونحترمه ضع نفسك مكان الصحفي العراقي ستجد أن الذي يديه في الماء غير الذي يديه في النار..!!ولا فرق بين بوش الابن وشارون لأن الأول وصف الثاني بأنه رجل سلام..!! ودخل غرفة الإنعاش ولم يخرج منها والآخر كانت نهايته جزمة صحفي عراقي تلقى على وجهه وهكذا نهاية الجبابرة من أجل أن يتعظ الآخرون فلا يتكبرون في الأرض أو يتجبرون..!!