غياب السلطة الشرعية عقد تدفق الأغذية إلى غزة عبر معبري ايريز والمنطار
فلسطين المحتلة/14 أكتوبر/رويترز: الشاحنات موجودة وعلى ظهرها حمولات ضخمة من المواد الغذائية. تسمع صوت المحركات وتتصاعد الأتربة وتشاهد رجلا يحمل لوحا عليه أوراق وهو يلوح بيديه لتعبر حمولة تلو الأخرى البوابة الحدودية شديدة التحصين.وعند ذلك تنتهي أوجه الشبه بين المعبر الحدودي من إسرائيل لقطاع غزة وأي محطة شحن دولية. وترى هناك دبابات إسرائيلية ولكنك لن تجد أي شخص على الجانب الفلسطيني من الحدود.وبعد أسبوعين من سيطرة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على غزة واستبعادها من الحكومة الفلسطينية ازدادت عزلة القطاع وأغلقت المنافذ الرئيسية للركاب والشحنات وتراجعت بعض الإمدادات من على أرفف المتاجر.إلا ان بعض الإمدادات الحيوية تصل ولكن بأساليب مبتكرة من بينها إنزال الدقيق وزيت الطعام والسكر والمنتجات الأخرى في حقول تحيطها أسوار وتخضع للحراسة علي أن يأتي الفلسطينيون لأخذها بعدما تغادر الشاحنات الإسرائيلية وفي الآونة الأخيرة وضع القمح على حزام متحرك عبر الحدود كان يستخدم لنقل الحجارة.ويقول مسؤولو الأمم المتحدة إن الإمدادات غير كافية وتحذر من "أزمة إنسانية" في الأفق. ويقول الجيش الإسرائيلي انه يبذل قصارى جهده فيما يتعرض لهجمات بالقنابل ومدافع المورتر على الحدود.وصدرت تعليمات للقوات الإسرائيلية التي تضرب نطاقا بريا وجويا وبحريا حول القطاع البالغ طوله 45 كيلومترا على البحر المتوسط بعدم التعامل مع أعضاء حماس.وقال الكولونيل نير برس الذي يدير المواقع الحدودية على الجانب الإسرائيلي "لا يوجد على الجانب الفلسطيني أي شخص يحاول ان ينسق معنا. نحن لا نتحدث مع حماس."وأضاف "ننتظر حتى يأتي إلينا شخص لينسق معنا" مضيفا أن معظم من كانوا يعملون على جانب الحدود داخل غزة كانوا من فصائل منافسة لحماس وأنه لم يعد هناك أي اتصال.وأدى ذلك لإغلاق معبر ايريز وهو نقطة العبور للمسافرين ومعبر المنطار وهو منفذ رئيسي للشحن. كما أغلقت مصر معبر رفح.غير ان مجموعات إغاثة وتجار من القطاع الخاص والجيش يبتكرون حلولا على حد قول برس لضمان إلا يتضور سكان غزة البالغ تعدادهم 1.5 مليون نسمة جوعا.وقال كريستوفر جينس المتحدث باسم الأمم المتحدة "نحن راضون عن المبادرات التي قدمها الجيش (الإسرائيلي)."ولكن الأمم المتحدة وجماعات معونة تقول ان غزة التي انسحبت منها إسرائيل قبل عامين تواجه وضعا اقتصاديا خطيرا خلال فترة إذا استمر إغلاق المنافذ التجارية القليلة ويريدون الإسراع بإعادة فتح معبر المنطار الذي يسمح بمرور 300 شاحنة يوميا.وقال جينس أمس الأول "لا توجد إمدادات كافية في غزة لتجنب أزمة إنسانية" مقدرا أن فقط نحو نصف الحمولات اللازمة للقطاع وعدد 175 شحنة تعبر الحدود فقط.ويقول الجيش الإسرائيلي انه يتعرض لهجمات تقيد جهوده. وتعبر 20 شاحنة أو أكثر معبر كرم أبو سالم في الجنوب الذي كان قليلا ما يستخدم من قبل وأغلق المعبر يوم الاثنين الماضي عقب زراعة قنبلة هناك أثناء الليل.ويوم الأربعاء قال برس "نفتح معبر كرم أبو سالم للناس فماذا يبعثون إلينا. يبعثون إلينا القنابل."، وتابع "إذا كان هناك من يريد ان يتسبب في أزمة إنسانية فالأمر يرجع له. نحن نحاول حقا مساعدة سكان غزة."وفي كرم أبو سالم تنقل حمولات الشاحنات لسيارات يتم تأمينها وتحملها الى الحدود حيث يتسلمها تجار فلسطينيون ولا يشارك اي مسؤول فلسطيني في العملية.وعبرت 79 شاحنة إسرائيلية معبر سوفا يوم الأربعاء الى حقل تحيط به الأسوار وتحرسه القوات الإسرائيلية. وبعد إنزال الحمولة وانسحاب القوات تغلق البوابة على الجانب الإسرائيلي وتدخل الحقل شاحنات من غزة لأخذ الحمولة.ومن بين الإمدادات نباتات زهرة القرنفل محملة في شاحنتين برادين ويأمل المزارعون في تصديرها بحلول الخريف.وأضيف عنصر جديد يوم الخميس حين تم تحميل شحنة قمح زنة 500 طن على حزام متحرك طوله 200 متر عبر الحدود قرب معبر المنطار. وكان الحزام يستخدم من قبل لنقل الحجارة.ويقول الجيش الإسرائيلي ان هذه العملية تتطلب الاتصال "بمتعاقدين" فلسطينيين في غزة. وصرح مسؤول امني بارز في حماس بان الحركة على استعداد للعمل على إعادة حركة التجارة والمرور وإعادة مسؤولين حدوديين من غير حماس للعمل إذا رغبت إسرائيل.ويقول برس ان وجود مثل هؤلاء الشركاء ضروري إذا كانت إسرائيل ستفتح معبري ايريز والمنطار للعمل بشكل كامل.وتوقف تماما سفر المواطنين لخارج غزة بعدما سمحت إسرائيل لبضعة مئات بمغادرة غزة عقب سيطرة حماس على القطاع مباشرة.وعند معبر ايريز حيث تسمح أجهزة جديدة بفحص ألاف المسافرين يدخلون إسرائيل في كل يوم لم تعبر سوى حفنة من الحالات الحرجة الحدود يوم الخميس الماضي بمساعدة الصليب الأحمر من بينهم صبي في الثامنة من عمره وضع فخذاه ورجلاه في الجبس.وسوت الجرافات المدرعة الإسرائيلي جميع المباني التي كانت تستخدمها الشرطة الفلسطينية على جانبها من الحدود بالأرض لحرمان المسلحين من أي غطاء. ويفحص نشطاء حماس السيارات بعد ان تعبر الحدود بمسافة بعيدا عن أعين الإسرائيليين.وفي الوقت الحالي فان أكثر ما يقلق سكان غزة الطعام. ويعتمد كثير منهم على المعونات الغذائية بشدة. ومازالت المتاجر تعمل ولكن بعض الأسعار ارتفعت مع تخزين القادرين المواد الغذائية. ويقول برنامج الغذاء العالمي ان سعر الدقيق ارتفع بمقدار الثلث.وتقول كريستي كامبل المتحدث باسم البرنامج "الكل يبذل قصاري جهده لتصل المعونات .. نأمل ان نتيح فرصة للعمل على إيجاد حلول طويلة الأجل."