وزير الدفاع الفرنسي يؤكد وقوف بلاده إلى جانب الحكومة الشرعية
نهر البارد(لبنان)/14 أكتوبر/رويترز: تقدمت قوات الجيش اللبناني إلى عمق مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين أمس الاثنين سعيا لإنهاء القتال المستمر منذ ثمانية أسابيع مع مسلحين يستلهمون نهج القاعدة والذي أدى إلى سقوط 322 قتيلا.ودخلت قوات الجيش اللبناني التي تقاتل جماعة فتح الإسلام مخيم نهر البارد في شمال لبنان لأول مرة يوم الأحد منذ بدء القتال هناك في 02 مايو.وقالت مصادر أمنية ان الجيش اللبناني خسر 100 جندي في معارك نهر البارد فيما قتل جنديان إضافيان خلال الليل. وقتل ما لا يقل عن 18 مسلحا 40 مدنيا أيضا في أسوأ معارك داخلية منذ الحرب الأهلية التي اندلعت بين عامي 1975/1990م.ويشمل العدد الإجمالي للقتلى أولئك الذين لقوا حتفهم في اشتباكات محدودة في مناطق أخرى من البلاد.ويمثل التقدم إلى داخل المخيم خطوة مهمة للجيش في المعركة للقضاء على المتشددين وهو تحرك محفوف بالمخاطر حيث يندر دخول قوات الجيش إلى مخيم للاجئين الفلسطينيين في لبنان.وتبادلت قوات الكوماندوس مع متشددين نيران الأسلحة الآلية والقذائف عند مبان وأزقة مؤدية إلى وسط مخيم نهر البارد في الوقت الذي قصفت فيه المدفعية والدبابات التابعة للجيش مناطق أخرى. وفجرت قوات الجيش عدة أبنية وهي تتقدم نحو وسط المخيم خوفا من الشراك المتفجرة.وكثف الجيش منذ يوم الخميس قصفه للمخيم المحاصر خشية استدراجه إلى حرب استنزاف مع المتشددين المدربين والمسلحين بشكل جيد.في غضون ذلك قال مسؤولون في الأمم المتحدة وشهود إن قنبلة صغيرة انفجرت بالقرب من عربة تابعة لقوات حفظ السلام الدولية في جنوب لبنان (يونيفيل) أمس الإثنين.وقال شهود إن عبوة انفجرت بالقرب من جسر القاسمية على الطريق الرئيسي المؤدي الى مدينة صور الساحلية حيث يوجد موقع مراقبة للشرطة العسكرية للأمم المتحدة بالقرب من نقطة تفتيش تابعة للجيش اللبناني.
وقال مصدر أمني لبناني إن الانفجار استهدف وحدة من الشرطة العسكرية من تنزانيا، ولم تقع إصابات من جراء الانفجار وأن محققي الأمم المتحدة بدأوا تحقيقاتهم.في سياق أخر أعلن وزير الدفاع الفرنسي هيرفيه موران ان بلاده ستكون "دائما الى جانب الحكومة الشرعية في لبنان" وذلك خلال زيارة لهذا البلد استمرت يوما واحدا.وقال موران خلال تفقده الكتيبة الفرنسية العاملة في إطار قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل) ان "زيارتي للقوات الفرنسية التابعة لليونيفيل وهذا اللقاء الجديد (مع السلطات اللبنانية) يجددان الرسالة الآتية: سنظل دائما إلى جانب الحكومة الشرعية في لبنان"، وأضاف "لقد عززنا وسائل حماية الجنود الفرنسيين للتكيف مع التهديد الإرهابي" اثر تعرض دورية للكتيبة الاسبانية العاملة في إطار اليونيفيل لاعتداء بسيارة مفخخة في 24 يونيو أسفر عن مقتل ستة جنود.على صعيد أخر وفي ختام يومين من لقاء تحاوري بين ممثلين عن الإطراف اللبنانيين بمبادرة فرنسية قرب باريس أكد وزير الخارجية الفرنسي إحراز "تقدم مهم" من دون الكشف عن نتائج ملموسة معلنا انه سيزور لبنان قريبا لمتابعة الحوار.وأوضح كوشنير الذي رعى اللقاء الذي ضم الإطراف اللبنانيين انه سيزور لبنان في 28 يوليو "ليومين على الأقل" آملا الوقوف على "تقدم في حوار بدأ هنا في لا سيل سان كلو" غرب باريس حيث عقد اللقاء.وشدد في مؤتمر صحافي عقده من دون مشاركة المندوبين اللبنانيين الذين فاق عددهم الثلاثين على ان "تقدما مهما سجل في الحوار بين الإطراف اللبنانيين وأنا لم أكن سوى المسهل".وأكد ان "الحوار سيتواصل على الأراضي اللبنانية وهو متواصل اعتبارا من الآن" مضيفا "أظن أنهم كسروا الجليد وإنهم كانوا سعداء جدا بالتحدث بعضهم إلى بعض".وقال كوشنير تعليقا على لقاء سان كلو ان "الأجواء كانت أحيانا متوترة نوعا ما في اليوم الأول وأكثر صفاء بعدها لتصبح ودية أحيانا وهنا ازن كلامي جيدا وحتى أخوية". واعتبر ان اللقاء كان مفيدا، وقال ان المتحاورين "تحدثوا عن الاستحقاق الرئاسي والمشاكل التي يمر بها لبنان وحكومة إنقاذ وطني".وأوضح أنهم أكدوا "تمسكهم بأسس الدولة اللبنانية واستقلال لبنان وسيادته ورفضهم أي وصاية أجنبية واحترام الدستور وميثاق 1943 واتفاق الطائف ودعم الجيش اللبناني وعدم اللجوء إلى العنف السياسي وحل خلافاتهم بالطرق السلمية وشددوا على ضرورة إبقاء التواصل"، وأضاف أنهم تعهدوا "إبداء ضبط النفس في التصريحات الإعلامية والعمل على وضع مدونة شرف" في هذا المجال.