حضر الندوة العلمية بجامعة عدن حول الأبعاد السياسية والقانونية للاستحقاق الدستوري لدولة الوحدة.. رئيس الجمهورية :
عدن / سبأ:حضر فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية أمس الاثنين الندوة العلمية التي نظمتها جامعة عدن في قاعة ابن خلدون تحت شعار (اليمن أولاً) حول الأبعاد السياسية والقانونية للاستحقاق الدستوري لدولة الوحدة.وفي الندوة التي بدأت بآي من الذكر الحكيم ألقى فخامة الأخ رئيس الجمهورية كلمة سلط فيها الأضواء على العديد من القضايا الوطنية وفي مقدمتها كل ما يتصل بالمراحل التاريخية التي سبقت تحقيق الوحدة في الـ 22 من مايو عام 1990، وكل ما يهم الوطن والمواطن .
وقال فخامة الرئيس:” أنا سعيد لحضور هذه الندوة التي تنظمها جامعة عدن “، مثمنا جهود رئيس جامعة عدن وعمداء الكليات في الإعداد والتجهيز لهذه الندوة. وأضاف فخامته “ تكتسب هذه الندوة أهمية كبيرة خاصة في ظل المتغيرات على الساحة، وانعقادها في جامعة عدن يكتسب أهمية كبيرة، حيث سيقدم المشاركون في هذه الندوة رؤاهم حول مسيرة الوحدة المباركة والاستحقاق الدستوري لأبناء شعبنا اليمني العظيم إزاء الانتخابات النيابية”، مهنئاً جميع أبناء الوطن على كل ما تحقق من إنجازات على الصعيد الديمقراطي. واعتبر فخامة الرئيس هذه الانجازات ثمرة من ثمار نضالات الشعب وتضحياته المتواصلة، معتبراً في الوقت نفسه الندوة فرصة للمناقشة بشفافية وبمسؤولية عالية. وتابع فخامته قائلاًً: “ نحن مع التصالح والتسامح، وقد أعلنا هذا في وقت مبكر بعيد إعادة تحقيق الوحدة اليمنية المباركة وإعلان الجمهورية اليمنية في الـ22 من مايو 1990م ،وقلنا حينها لنغلق ملفات الماضي الشطرية،لأننا أمام حدث كبير ورائع وهو إعادة وحدة الوطن، إذن تغلق ملفات الماضي بكل مساوئه أيا كان بين شطري اليمن حينئذ وأعلنا إغلاق هذا الملف وكافة الملفات الشطرية سواء كانت في شمال الوطن أو في جنوبه لمصلحة وطنية عليا، لكي لا نظل مشدودين للماضي ونتذكر مآسيه وآلامه”. وأردف فخامة الرئيس : “ أمام هذا الإنجاز العظيم والتاريخي يجب أن نغلق هذه الملفات ونبدأ صفحة جديدة بعد الـ 22 من مايو، إلا أن الطبع غلب التطبع فهم لايزالون يستجرون الماضي ويستفزون مشاعر الشعب ويدفعوننا للرجوع إلى الملفات ،رغم أننا لانريد أن نفتح أي ملف فدعونا ندفنها ونمد إيدينا للتصالح والتسامح ،وهذه من شيم الكرام عندما نجد رجالا صادقين مخلصين لهذا الوطن مترفعين عن الصغائر متجاوزين عنها”. واستطرد فخامته بالقول : “ أمام الإنجاز التاريخي العظيم وهو إعادة تحقيق وحدة الوطن دعونا نترفع عن كل المآسي، ودعونا كل الذين جرحهم الماضي وقتل آباؤهم وإخوانهم وقلنا لهم أمام هذا الإنجاز العظيم ادفنوا هذا الماضي ،لا نجلس مشدودين إليه، ننظر إلى المستقبل بأمل وتفاؤل وبتآخي وبمحبة وبمودة ولا نظل نتحدث عن الماضي”. وأكد فخامة الرئيس أن المشكلة لدى بعض الناس عدم استيعاب المتغيرات الجديدة والبقاء على ثقافة ما قبل الثورة اليمنية الخالدة سبتمبر وأكتوبر وظلوا يستقون ثقافتهم من نفس المدرسة”. وقال في هذا الصدد :” هناك متغيرات أمام هذا الجيل من خلال هذه الإنجازات العظيمة ،ومنها هذا البنيان الذي يتخرج منه أجيال وباحثون وعلماء ينظرون إلى المستقبل ولانريد أن نذكرهم بمآسي الماضي على الإطلاق، لكن هناك من يعمل على الانجرار لمثل هذا الماضي البغيض، بالرغم أن الوحدة جبت ما قبلها، ولكن دعونا نتحدث عن الحرية والديمقراطية عن التداول السلمي للسلطة ونتحاور ونتفاهم لغلق ملفات الماضي وكيف ننظر إلى المستقبل ونبني يمناً حديثاً متطوراً”. وأضاف فخامة الرئيس “ وبالرغم من كل هذه الشوائب والتحديات حققنا انجازات عظيمة في مختلف المسارات الديمقراطية والتنموية والبنية التحتية والمسار الثقافي، حققنا كل هذا رغم التحديات والشوائب التي واجهتنا بإرادة شعبنا وقوته وإصراره وصلابته”، لافتاً إلى أهمية انعقاد هذه الندوة حول الاستحقاق الديمقراطي ومسيرة الوحدة، باعتبار أن الوحدة كانت شعار كل اليمنيين بمختلف فعالياتهم، وبالذات من عدن، حيث كان صوت الوحدة فيها مرفوعا أكثر من اي مكان آخر. وأضاف: “ عدن احتضنت الكثير من القوى السياسية وترعرعوا فيها وخططوا وناضلوا من عدن لتفجير الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر، وناضلوا من اجل إعادة تحقيق الوحدة اليمنية، وطالبونا في شمال الوطن بوحدة فورية بعد الصراعات بين الشطرين وبعد حربين، حيث كان الشمال يريد فرض الوحدة بالقوة في ظل وجود عناصر كانت في صف النظام السياسي في شمال الوطن وكانت ترفع شعارات تنادي بالانقضاض على النظام في جنوب الوطن بالقوة واستلمت المال وأرادت أن تنقض على النظام الموجود في جنوب الوطن وجرت الشمال إلى حرب ضد جنوب الوطن وهي عناصر معروفة كانت من جنوب الوطن وقريبة من مصادر صنع القرار في شمال الوطن وهم الذين يتباكون اليوم ويهددون بالنزول إلى الشوارع هم يعرفون من الذي جر الجانب الإعلامي الأمين غير الأمين (عبدالفتاح اسماعيل) من إذاعة صنعاء في عام 72م وحتى عام 79 وهم الآن في الخارج، ولا احد يلومهم لأنهم لم يعودوا يستوعبوا وإنما نقول هذا من باب الذكرى لان الذكرى تنفع المؤمنين”.وأردف “ جرونا إلى وحدة فورية من خلال هذه الشعارات الأمين غير الأمين والجبهة اللاقومية، وكانوا شعلة في الإعلام جرت اليمن إلى حرب وتصالحنا وأوقفنا الحرب وبدأنا صفحة جديدة، الجنوب رتب اوراقه وبدأ يعد لفرض الوحدة بالقوة ورفع شعار الوحدة بالقوة، الوحدة الفورية.. وفرضت حرب 79م وبعدها ذهبنا إلى الكويت وهناك من الرفاق من هو الآن موجود معنا في القاعة، ذهبنا سويا وقلنا في الكويت يا اخوان اعطونا فرصة نرتب أوضاعنا، لكنهم أصروا على وحدة فورية بدون اي شرط، وهذه حقيقة تاريخية”. وتابع فخامته “ نحن من خلال هذا الحديث لا نتجنى على احد، واتفقنا على وحدة فورية وان تستأنف لجان الوحدة أعمالها وخلال أربعة أشهر يتم إعلان الوحدة الفورية الاندماجية لا كونفدرالية ولا فيدرالية، فيما كان الطرح شمال الوطن مع الكونفدرالية او الفيدرالية”. واستطرد بالقول “ بينما هم أصروا على وحدة اندماجية خلال اربعة اشهر تستأنف لجان الوحدة أعمالها وينعقد المجلس اليمني الأعلى القيادة السياسية برئاسة الأخ عبدالفتاح اسماعيل والرئيس علي عبدالله صالح لتضطلع بمسؤلياتها عما انجزته لجان الوحدة خلال أربعة أشهر من اجل إعلان قيام الجمهورية اليمنية وبهذا الاسم (الجمهورية اليمنية) وفقا لاتفاقية طربلس التي الغت ما يسمى بجمهورية اليمن الديمقراطية والجمهورية العربية اليمنية وتقام دولة باسم الجمهورية اليمنية وكان هذا حل من العقيد معمر القذافي “. ومضى فخامته قائلا “ كان الشمال مصر على كلمة العربية والجنوب مصر علي كلمة الديمقراطية، فقال العقيد معمر القذافي انتم أصل العرب ولا تحتاجون الي مثل هذه الكلمات فلتكن الجمهورية اليمنية وكان الاتفاق علي انعقاد المجلس اليمني الاعلى بعدن وكان هذا في عام 1981م بعد رحيل عبدالفتاح اسماعيل ومجيء علي ناصر محمد الى السلطة، ولكنا فوجئنا بمن يقول اذا انعقد هذا المجلس في عدن هناك مؤامرة على القيادة سيقتلونكم مع عبدالفتاح”. وذهب فخامة الرئيس الى القول “ أما إذا انعقد في الشمال فستقتلكم الرجعية في الشمال، وحينها تساءلنا اين نجتمع وتدخلت بعض الوساطات من القيادات في جنوب الوطن واقترحوا ان نجتمع علي ظهر سفينة في البحر، وقالوا سيضربونكم في البحر، وكان هناك حل آخر ان نجتمع على متن طائرة في الجو”. وأكد فخامته بقوله “ان هذه حقيقة تاريخية والرفاق في الحزب لازالوا على قيد الحياة عندما قالوا انتم مستهدفون ولن يمكنوكم من تحقيق هذا المنجز الوحدوي وبهذا فشل هذا المشروع ورحل عبدالفتاح اسماعيل عن السلطة وجاءت سلطة جديدة وحوار من جديد اسفر عن زيارتي لعدن في عام 1981 في حين كانت الجبهة الوطنية في شمال الوطن تسفك الدماء في كل مكان” .واستشهد فخامته بقوله “ عندما كنت متوجها الي عدن اعترضني الجيش في منطقة يريم وطلب مني عدم الذهاب بالقول لا تذهب الي عدن فهناك دماء تسفك في دمت في الرضمة في الشعر في جبن ولا داعي للذهاب، وكان ردي عليهم بل سأذهب واضع أمامهم خياراً بوقف أعمال الجبهة وسفك الدماء من اجل فرض الوحدة بالقوة من خلال الجبهة الوطنية في شمال الوطن وبالتالي تأتي الوحدة الفورية والوحدة الاندماجية من خلال أداة الحزب الاشتراكي اليمني المتمثلة في الجبهة الوطنية في شمال الوطن”. واستدرك قائلا :”الا اني قلت للجنود سأذهب إلى عدن واطلب السلام ونحقق الوحدة وتوقف الحرب، وذهبت الى عدن في الوقت الذي كانت الدماء تسفك في جبن والرضمة وفي العود وريمة وفي وصاب والحبيشية ومريس وفي أكثر من مكان، وقلنا اتينا الى رفاقنا لنقول لهم لا نريد ان تسفك الدماء وان تتم الوحدة بالقوة ودعونا نتفاهم حول الوحدة ونوقف الحرب، واتفقنا مع بعض رفاقنا في الحزب علي ايقاف العمليات واستعراض ما انجزته لجان الوحدة وتمخض كل هذا الحوار عن إنشاء المجلس اليمني الأعلى برئاسة رئيسي الشطرين واتفقنا على الحوار”. وأردف فخامته قائلا “ وتواصل الحوار حول استعادة الوحدة الا انه كان (حوار الطرشان)، ينزل مشروع من الشمال الى الجنوب حول آلية معينة تقرأه القيادة في الجنوب ويوافقون عليه الا ان الوفد من الشمال يتراجع عن المشروع لاعتقاده انه طالما وافقوا عليه في الجنوب فهناك شيء، في حين إنهم في الجنوب يقولون هذا المشروع اتى من لديكم ونحن موافقون عليه، الا ان الوفد من الشمال يصر على التراجع ومناقشة المشروع لاعتقاده بان هناك حيلة، وفي الصعيد ذاته يطلع مشروع من جنوب الوطن إلى شماله ويتم قراءته والموافقة عليه إلا ان وفد الجنوب يتراجع عن المشروع لنفس التهيؤات، المهم كانت مفاوضات في ظل انعدام الثقة، وكل طرف يأتي للطرف الآخر وتزداد الشكوك، لكن بتبدد هذا الشك يبدأ الوئام والتفاهم والتنازل من الطرفين”.وأضاف “ لقد اطلت الحديث عليكم لكني وجدت فرصة انعقاد هذه الندوة عن الديمقراطية ومسيرة الوحدة، وأقول استمرينا في الحوار الى ان جاءت تلك الوجبة الخبيثة وهي أسوأ نكبة في تاريخ شعبنا والمتمثلة في مجزرة 13 يناير التي لن يغفرها لهم التاريخ على الإطلاق، لكن نحن طوينا صفحة الماضي في 22 مايو 90م بالرغم من إننا نجهل أسباب ذلك الخلاف الدموي هل كان من اجل التنمية بشتى جوانبها الاقتصادية والتنموية والثقافية، ام كان خلافا على كرسي السلطة، وأقول أنها أسوأ وجبة يتم فيها الأطفال ورملت النساء بسبب الصراع على كرسي السلطة، ويا ليت كان هناك ثروة في جنوب الوطن يتصارعون عليها، لكن لم يكن هناك شيء،وكله صراع على طواحين الهواء، ومثلت هذه المجزرة وجبة من أسوأ الوجبات جرتنا الى أشياء كثيرة، وعملنا في الشمال على امتصاصها حتى لا تنعكس على الصراع بين الشطرين لان اي صراع في شمال الوطن يلقي بظلاله على جنوب الوطن وكل صراع في جنوب الوطن يلقي بظلاله على شمال الوطن ويحدث بعدها صراع شطري” .وتابع “ عملنا على امتصاص هذا الغضب والانفعال وهدأنا الأمور كي لا ننجر الى صراع شطري واستمر الحال واستمرت لجان الوحدة في نشاطها ما بين كر وفر، كل طرف يوجه رسالة للآخر وهكذا، وقد أرسلنا الأخ يحيى العرشي بمشروع الى القيادة في عدن التي كان على رأسها علي سالم البيض كأمين عام للحزب وكان هناك الرئيس حيدر العطاس رئيس هيئة رئاسة مجلس الشعب الأعلى ولكن بحكم معرفتنا بان الحزب هو القائد والحاكم ولذا فان الأمين العام هو الرجل الأول في البلد، حينها قال لي حيدر العطاس ستدفع ثمن الوحدة مادام رفضت توقع معي ووقعت مع علي سالم البيض تفضل وتفاهم مع علي سالم، أرسلت العرشي بمشروع كونفدرالي وفدرالي ووحدة اندماجية وقلت له اطرحها خيارات للرفاق في عدن، وعند عودته قال أنهم مقتنعون بالوحدة الاندماجية، وهو ما يدعونا للتساؤل اليوم عن اسباب هذه الردة عن الوحدة، في حين أنهم من طلب وحدة فورية واندماجية واليوم يطالبون بالكونفدرالية ولم يكتفوا بذلك بل أصبح لديهم اليوم لغة ما يسمى بالجنوب العربي، يرفعون هذا الشعار ولا يعترفون حتى بأنهم يمنيون، وشعار الجنوب العربي كان شعارهم ايام الاستعمار”.وقال فخامة الرئيس “ قد نفهم ان يقولوا فيدرالية او كونفدرالية لكن ما لا نفهمه انهم كحزب قومي عروبي تربيته تربية قومية وحدوية بغض النظر عن الصراعات داخله او مع شمال الوطن ان يرتد عن الوحدة، لقد اتفقنا على كل شيء في عدن على العملة الوطنية والنشيد الوطني وعلى القيادة السياسية واتفقنا على كل الهيئات، واتفقنا على سرعة اعلان الوحدة وسارعنا بإعلانها حتى لا نعطي فرصة للقوى المعادية للوطن ان تفشل مشروع الوحدة، وفاجأنا العالم بإعلان الجمهورية اليمنية في الـ 22 من مايو 1990م، وكانت الاشهر الاولى من الوحدة اشهر عسل ومن اجمل الايام وكان هناك فرحة وزخم رائع لدى كل اليمنيين وجاءت لنا مشكلة حرب الخليج وذهبت هذه المشكلة، وقالوا كل السبب في حرب الخليج علي عبدالله صالح في حين انهم خرجوا بالمظاهرات والمسيرات ورددوا شعارات، واساؤوا الى دول الجوار وهم الذين رفعوا شعار (وامعتصماه) وليس علي عبدالله صالح، وقالوا بدلا من ان تقول النساء وامعتصماه نقول نحن واصداماه، .. هؤلاء رفاقنا في الحزب لازالوا أحياء يرزقون وكنت أتمنى ان يحضروا ويردوا على كلامي ويمكنهم عقد ندوة اخرى في هذا المكان ليفندوا كل ما قلته” .وأضاف “ لقد دفعنا ثمن هذا التآمر في صيف 94م (6000) شهيد و(13) الف جريح ناهيك عن الممتلكات والآليات التي دمرت وهي من ثروة الشعب وسميناها حرب الردة والانفصال، ناموا وقلنا خلايا نائمة تحت الرماد وبدؤوا بالاشتعال من جديد، واحد من النمسا وثان من المانيا وآخر من لندن مثلهم مثل بعض، احدهم ارتد عن الوحدة قريبا وكان سفيرا ولاداعي لذكر اسمه وخلافنا معه إننا ارغمناه على تسليم بيت حيدر العطاس لأننا قلنا تأميم الممتلكات ليس من سلوكيات الوحدة وليس لمن انتصر الحق في سلب الآخرين فهذه حقوق مكتسبة وحقوق الناس تعود لاهلها مهما اختلفنا ومهما تصارعنا فليس من ثقافتنا ولا من سلوكياتنا مصادرة وتأميم حقوق الآخرين، وهذا الشخص اقنعناه بتسليم منزل حيدر العطاس احد رموز القيادات الانفصالية فسلم البيت وارتد عن الوحدة، وهو الآن على كلمة سواء مع حيدر العطاس” . واردف فخامة الأخ رئيس الجمهورية :« مثل هذه المفردات اتركها للمؤرخين لتوثيقها وتثبيتها في ادبياتنا حتى بعض المفردات لا يجب نشرها و لايجوز نشر إلا ما يجوز نشره، خاصة ما يوفق ولايفرق، فهذه ليست أول ندوة ولن تكون آخر ندوة، لكن هناك ندوات أخرى ستقام ومنها ندوة في 13 يناير القادم حول هذا الأمر لا لشيء وإنما لتوثيقها وحتى يستفيد منها الشباب هنا في جامعة عدن بحثا ودراسة، لان هناك الكثير من الشباب وطلاب الجامعات لا يعون ماذا حدث في 13 يناير وقبله وبعده أو ما حصل في عام 90 وما قبله».وتابع قائلاً: « نحن اليمانيين متسامحون وطيبون نتسامح ونتناسى مهما كان الجرح حتى لو فقد الواحد منا اباه او اخاه وهذا ما يجب أن يكون عليه الأمر اليوم، ومن هنا من جامعة عدن ومن خلال هذه الندوة ادعو مجددا إلى التصالح والتسامح وإغلاق الملفات والترفع عن الصغائر ونكبر بكبر اليمن الموحد لانظل أقزاماً ولا نتحول إلي مشطري قرى وعزل بل نكبر بكبر اليمن السياسي والاجتماعي والثقافي الناس ينظرون إلى أهل اليمن نظرة اكبار وشعب اصيل وتاريخي، والعرب يؤكدون في كل المؤتمرات انه من ليس له أصول يمنية ليس بعربي، فنحن اصل العرب وعلينا الانشغال بنظرة العرب الينا وليس بمشاريع صغيرة، يريد أصحابها تقزيم اليمن، ومثل هذه المشاريع سنواجهها بتحد وبكل ما اوتينا من قوة ومعنا كل ابناء شعبنا اليمني العظيم من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب ومن أقصى الشرق إلى أقصى الغرب، لان الوحدة المباركة انجاز تاريخي، ولا يمكن أن نسمح بعودة الإستعمار من جديد ونتحول إلى عملاء للاستعمار في عدن أو لحج أو أبين، ولا يجوز أن نؤجر وطننا للمستعمر، لكنهم يحلمون بالعودة على ظهر دبابة ويعيدون تشطير اليمن مع أن هذا ابعد عليهم من عين الشمس». وقال فخامته « ومن هنا أيضاً أجدد التأكيد على أهمية المصارحة والمصالحة والتسامح من اجل وحدة اليمن وإغلاق ملفات الماضي، وإذا ما التزموا فنحن سنلتزم ونتحمل مسؤولية كلامنا »، داعياً كافة القوى السياسية وبالذات أحزاب اللقاء المشترك إلى التحاور.وقال: « تعالوا إلى الحوار والتفاهم والشراكة لانجاز هذا الإستحقاق الدستوري المتمثل بالانتخابات النيابية، وكنا قد عرضنا على أحزاب اللقاء المشترك أن تشكل اللجنة العليا للانتخابات من 4 ـ 5 بحيث تكون الرئاسة لهم إذا كانوا أربعة والمؤتمر وحلفاؤه خمسة أو للمؤتمر وحلفاؤه اربعة والرئاسة له ولهم خمسة، وكذا تشكيل حكومة وحدة وطنية لتسيير الانتخابات النيابية وتستمر بعدها بغض النظر عن نتائج الانتخابات،لانهم يقولون ان اليمن له خصوصيات السلطة وينطبق عليهم المثل القائل (اشتي لحم من كبشي واشتي كبشي يمشي).. نريد انتخابات ديمقراطية وإذا كانت في صالحي فهي ديمقراطية وان كانت ضدي اقول لا، اليمن له خصوصية ويجب ان نكون شركاء نتشارك بالسلطة، مع اننا اخترنا النهج الديمقراطي والتعددية السياسية وهو طلب رفاقنا في الحزب الاشتراكي، في حين انه كان لدينا اتفاق طرابلس ويتضمن إنشاء تنظيم سياسي موحد لكنهم رفضوا وكانت نظرتهم بعيدة من خلال وجود الناصريين وحلفائهم، والجبهة الوطنية قالوا نحققها وحدة اندماجية وتعددية سياسية وننقض على الغنيمة لكنها الآن لم تركب لا تعددية سياسية ولانهج ديمقراطي، تعالوا نتقاسم السلطة لكن ليس عبر قطع الطرق واقلاق السكينة العامة او التحالف مع الارهاب وعناصر تنظيم القاعدة، لأنها إذا جاءت من تنظيم القاعدة قال ممتاز واذا قطع الطريق في الحبيلين قال ممتاز، فليس هناك مسؤولية وإنما مكايدة وهذه ثقافتهم تربوا عليها كل واحد يلطم الثاني وهذا ما حصل»، متمنياً للندوة التوفيق والنجاح وللذين لم يحضروا هذه الندوة المشاركة في ندوة أخرى وطرح ما يريدونه في إطار الدستور والقانون والوحدة والحرية والديمقراطية.وكان رئيس جامعة عدن الدكتور عبد العزيز بن حبتور قد ألقى كلمة رحب فيها بفخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية بحضور هذه الندوة.وأشار إلى أن جامعة عدن كمؤسسة أكاديمية وطنية تستشعر المسؤولية الأكاديمية تجاه القضايا الوطنية الكبرى وما يمر به الوطن حاليا من تحديات.. وقال “ ان الندوة تهدف الى تقديم رؤية عملية حول أهمية المعالجات الدستورية والقانونية وبحث التحديات التي يواجهها الوطن ومنها التحديات التي تحاول عرقلة الاستحقاق الانتخابي كضرورة دستورية قانونية تتكئ على النهج الديمقراطي الذي تنتهجه اليمن في عهد الوحدة المباركة”.وأشار إلى أن ما يميز الندوة والموضوعات التي تضمنتها أنها جمعت بين أهل الخبرة السياسية المجربة مع عدد من المشاركين في صنع بعض جوانب الأحداث التاريخية التي مر بها الوطن، والأكاديميين الذين رأوا ضرورة إبراز الرأي السليم المحايد حول الإرادة الشعبية الضامنة والحامية للنهج الديمقراطي، والحقوق الدستورية للجماهير التي تحاول بعض القوى والشخصيات تسويفها وضربها وإعادة الماضي بكل مساوئه.وأكد أهمية تحمل كافة القوى السياسية والأكاديمية المسؤولية التاريخية لكشف وتعرية مساوئ الماضي بكل ما يحمله من آلام وصراعات ومآس وتبيان أن الوحدة هي التي شكلت المخرج الحقيقي من كل تبعات الماضي ودوامة التناحر والصراعات وهي مسؤولية أدبية وأخلاقية ودينية قبل أي شيء آخر تجاه الوطن والجيل الحالي في مواجهة محاولات التغرير به وجره إلى دوامة المغالطات والأكاذيب والتزوير للحقائق.وأضاف” إن رأي الغالبية العظمى من أبناء الشعب اليمني يوضح بجلاء الاتجاه الشعبي التواق لتجذير النهج الديمقراطي والحفاظ على ثمرات الوحدة وإنجازاتها والرفض للدعوات المشبوهة لمصادرة حقه الانتخابي كحق شرعي كفله الدستور أو مصادرة حق الشعب في الاعتزاز بوحدته وتمسكه بتاريخه الحقيقي وهويته الأصيلة اليمنية العربية المسلمة”.وتابع بن حبتور “ لقد تعلم شعبنا اليمني الأبي من خلال تجربة تلك الصراعات التي أخذت أشكالا مختلفة من الحدة والتنوع وسفك الدماء أن السبب الرئيسي لكل ذلك يعود إلى طبيعة الفكرة والنظام الشمولي حينذاك والصراع على السلطة، وعدم مقدرة تلك القيادات آنذاك على إدارة صراعها وفق معايير إنسانية وأخلاقية”.وأشار إلى أن نتائج تلك الصراعات تمثلت في قتل الأبرياء وتقاتل الرفاق المتخاصمين فيما بينهم وفقدان الوطن لخيرة أبنائه، ولم يجن المواطنون من كل ذلك الجنون سوى ازدياد الرصيد من الثكالى والأرامل والأيتام والمشردين والمفقودين وهذا ما استطاع الرفاق أن يتركوه في سجل تاريخهم الأسود الذي يعرفه الجميع.واضاف “ لسنا مع نبش الماضي ونك الجراح بل مع النهج التسامحي الذي أعلنتم عنه ياسيادة الرئيس ودعوتم فيه إلى طي صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة انبلجت مع فجر الـ 22 من مايو 1990م، غير أن هذا التوجه التسامحي والتصالحي مع كل القوى والتنظيمات السياسية لم يرق لبعض الرموز والقيادات والأفراد من العهد الشمولي البائد الملطخة أياديهم بالدماء ما انفكت تحاول مرارا وتكرارا بيأس أن تستعيد تلك الفصول الحالكة السواد من حياة شعبنا، ليس أقلها محاولة إعادة الوطن إلى ما قبل ثورة 26 سبتمبر و14 أكتوبر و22 مايو، ولكن نقول لكل أولئك هيهات فإن شعبنا اليمني كفيل بأن يحبط كل تلك المؤامرات والدسائس الخائنة”.وأكد رئيس جامعة عدن أن الجماهير اليمنية ليست مغيبة الوعي وفاقدة للذاكرة والإرادة كما تصور أحلام بعض الرموز والقيادات من مخلفات العهد الشمولي البائد.وأضاف “فلم ولن تنسى الجماهير ما عانته من ويلات وقهر وتنكيل وقتل وإفقار وإملاق وحرمان ومصادرة للحريات في التعبير عن الرأي ومنع من السفر والتنقل والامتلاك فذاكرتها لازالت حية يقظة متوهجة تتذكر آلام الماضي، فيما هي الآن تعيش فرح الحاضر الوحدوي وترنو إلى الغد المشرق البهيج تحت راية الوحدة بقيادة فخامة رئيس الجمهورية”.ودعا بن حبتور كل القوى والتنظيمات السياسية إلى عدم ترديد شعارات وأفكار وتوجهات مضللة عن الماضي الذي يعرف الجميع مآسيه والأمة.. مؤكدا أن على جميع القوى السياسية إنصاف الحاضر وعدم إغفال نعم الوحدة وفضائلها وان عليها الاعتراف الصريح بالنهج الديمقراطي ورأي الأغلبية من المواطنين كخيار وحيد لبلوغ السلطة والتعهد بعدم اللجوء إلى خيارات تخالف القانون والدستور وإرادة الشعب ونتائج صناديق الاقتراع والنهج الديمقراطي الذي أضحى قضية مصيرية للوطن. وكانت الطالبة سحر درعان قدمت موال (ياسلام يا أبو احمد) نال استحسان الحضور، والقى الطفل الموهوب محمد عبدالحافظ عبدالرزاق قصيدة شعرية عن الوحدة كما القيت قصيدة للشاعر عبدالرحمن جعفر المحضار بعنوان (فارس الوحدة).وبدأت جلسة عمل ندوة الأبعاد السياسية والقانونية للاستحقاق الدستوري لدولة الوحدة برئاسة رئيس الجامعة الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور بمناقشة ثلاثة محاور، المحور الأول الانتخابات والخيارات القانونية المتاحة أمام القوى السياسية في الساحة اليمنية، ويتناول هذا المحور الضرورة القانونية لإجراء الانتخابات في الأزمنة المحددة دستورياً، الخيارات القانونية أمام القوى السياسية تجاه الاستحقاقات الدستوري، دور المؤتمر الشعبي العام بالوفاء بالالتزامات الدستورية والاستحقاق الانتخابي، البعد الدستوري في الحوار والتحديات الراهنة، متطلبات الحوار الوطني في ظل التعددية السياسية ومتطلبات الاستحقاق الدستوري للانتخابات.فيما تناول المحور الثاني تحت عنوان الأبعاد السياسية للانتخابات النيابية المقبلة، النهج التعددي واحترام الرأي والرأي الآخر المفهوم والمكونات، الانتخابات والمنظومة السياسية والديمقراطية، الأثر السلبي لانسداد الأفق السياسي لدى الأحزاب والتنظيمات السياسية في مكونات المشهد الانتخابي، الاستحقاق الدستوري (الانتخابات النيابية) والحوار الهادف إلى تعزيز مفهوم ومضمون العملية الديمقراطية، إشكالية الديمقراطية والانتخابات في التجربة الديمقراطية.وتناول المحور الثالث في الندوة أهمية دور المنظمات المدنية الوطنية والدولية في الرقابة على الانتخابات.حضر الجلسة الافتتاحية للندوة رئيس مجلس الشورى عبد.العزيز عبدالغني، ووزير الشباب والرياضة حمود عباد ومحافظ عدن الدكتور عدنان الجفري وعضو مجلس الشورى يحي العرشي.