فقيد الصحافة اليمنية
محمد رجب أبو رجبكالعادة تناولت صباح يوم 27/4/2006صحيفة "14أكتوبر"، وما كدت أقلب الصفحات حتى تقع عيناي على خبر وفاة الأخ والصديق لي شخصياً ولفلسطين، الصحفي الكبير الأستاذ معروف حداد رحمه الله.وما عساي أن أقول غير - إنّا لله وإنّا إليه راجعون - فهذه هي الحقيقة الوحيدة والمطلقة في الحياة، الحقيقة التي لا مفر منها، الحقيقة التي لا يستطيع أن يقف في وجهها أحد، الحقيقة المحددة بالمكان والزمان من قبل الخالق وحده، فلا يوجد أمامنا إلا أن نسلم بها وأن نطلب الرحمة والمغفرة لفقيدنا، فقيد اليمن وفلسطين معروف حداد.عرفته منذ ما يزيد عن عقدين وفي الوقت نفسه الذي تعرفت فيه على الفقيد الصديق الغالي عصام سعيد سالم رحمه الله.عرفته وهو يحمل هم القضية الفلسطينية، عرفته وهو صديق للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بشكل خاص، عرفته وهو يحضر المقيل ويستمع للنقاش ويشارك بالحوار هادئاً مقتنعاً ومقنعاً، عرفته يحمل الهم العربي ويتطلع للوحدة العربية ويرى فيها الخلاص من الظلم والعدوان الواقع عليها، عرفته مدافعاً عن الوحدة اليمنية وفي كل الظروف، عرفته متناولاً هموم الوطن.معروف حداد لا تفيه الكلمات، والوفاء لمعروف ليس بالكلمات ولكنه بالمعروف تجاه أسرته وذويه ومن أحبوه.نم قرير العين أيها الأخ والصديق، لقد فاتني عدم شرف المشاركة في جنازتك لكوني لم أعلم بالخبر إلا الصباح.فعلى قبرك زهرة من فلسطين ... من مدينة غزة التي أحببتها.